عادي

جامعة شيفيلد: الذكاء الاصطناعي يعوض شعور الوحدة

17:44 مساء
قراءة 3 دقائق

إعداد: مصطفى الزعبي

قال توني بريسكوت، أستاذ الروبوتات الإدراكية في جامعة شيفيلد البريطانية: إن «الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً مهماً في صقل المهارات الاجتماعية، ويعوض الشعور بالوحدة البشرية».

وأضاف: «مثلما نطور روابط ذات معنى مع الحيوانات الأليفة، ولا نشعر بأي مخاوف بشأن لعب الأطفال بالدمى، فيجب علينا أيضاً أن نكون منفتحين على قيمة الذكاء الاصطناعي للبالغين».

وذكر بريسكوت في كتاب جديد: «في العصر الذي يصف فيه الكثير من الناس حياتهم بأنها وحيدة، قد تكون هناك قيمة في وجود رفقة الذكاء الاصطناعي كشكل من أشكال التفاعل الاجتماعي المتبادل الذي يكون محفزاً وشخصياً».

ويعتقد بريسكوت بإمكانية أنه يصبح أداة قيمة للأشخاص الذين هم على حافة العزلة الاجتماعية لصقل مهاراتهم الاجتماعية، من خلال ممارسة المحادثات والتفاعلات الأخرى، مشيراً إلى أن التمارين تساعد على بناء الثقة بالنفس، وبالتالي تقليل خطر انسحاب الناس من المجتمع بالكامل.

وأضاف بريسكوت: إن «الشعور بالوحدة الإنسانية غالباً ما يتميز بانحدار دوامي تؤدي فيه العزلة إلى انخفاض احترام الذات، ما يثبط المزيد من التفاعل مع الناس، وقد تكون هناك طرق يمكن أن تساعد بها رفقة الذكاء الاصطناعي على كسر هذه الحلقة من خلال دعم مشاعر القيمة الذاتية والمساعدة على الحفاظ على المهارات الاجتماعية أو تحسينها، وإذا كان الأمر كذلك، فإن العلاقات معه يمكن أن تدعم الأشخاص في العثور على الرفقة مع الآخرين من البشر والاصطناعيين».

وأصبح حجم مشكلة الوحدة واضحاً في السنوات الأخيرة؛ إذ بلغت نسبته في المملكة المتحدة 7%، أو ما يقرب من أربعة ملايين شخص، يعانون الوحدة المزمنة، ووفقاً لدراسة أجرتها جامعة هارفارد في عام 2021، فإن أكثر من ثلث الأمريكيين يشعرون بالوحدة الشديدة، وبعض الأكثر تضرراً هم الشباب والأمهات الذين لديهم أطفال صغار.

وتم أيضاً فهم التأثيرات غير المباشرة في الرفاهية بشكل أفضل، وفي العام الماضي، وصف الجراح العام الأمريكي، فيفيك مورثي، «وباء الوحدة والعزلة» وتأثيره العميق في الصحة العامة، وأضاف أن الوحدة ترتبط بالمزيد من أمراض القلب والخرف والسكتة الدماغية والاكتئاب والقلق والوفاة المبكرة، وأن تأثيرها في الوفيات يعادل تدخين ما يصل إلى 15 سيجارة يومياً، وأكد أن الفشل في معالجة المشكلة يشهد استمرار الولايات المتحدة في الانقسام حتى لا نتمكن من الوقوف كمجتمع أو دولة.

وحذرت شيري توركل، أستاذة العلوم الاجتماعية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، من أن تكوين علاقات مع الآلات يمكن أن يأتي بنتائج عكسية، ويؤدي إلى تقليل العلاقات الإنسانية الآمنة والمرضية بين الناس.

ولدى كريستينا فيكتور، أستاذة علم الشيخوخة والصحة العامة في جامعة برونيل، مخاوف مماثلة، وقالت: «أشك في أن الذكاء الاصطناعي يعالج الشعور بالوحدة، وأتساءل عما إذا كانت الاتصالات عبره يمكن أن تكون ذات معنى على الإطلاق، حيث إن علاقاتنا الاجتماعية غالباً ما تكون مؤطرة بالمعاملة بالمثل وتمنح كبار السن فرصة للمساهمة والتلقي أيضاً».

وقال مورالي دوريسوامي، أستاذ الطب النفسي بجامعة ديوك في ولاية كارولينا الشمالية: «في الوقت الحالي، تشير جميع الأدلة إلى أن وجود صديق بشري مقرب أفضل حل للوحدة، لكن إلى أن يعطي المجتمع الأولوية للترابط الاجتماعي، فإن الروبوتات هي الحل لملايين الأشخاص الذين ليس لديهم أصدقاء، ونحن بحاجة إلى توخي الحذر في بناء القواعد للتأكد من أنها أخلاقية وجديرة بالثقة، وأن الخصوصية محمية».

وتبين، هذا الأسبوع، أن شركة «أوبن أيه آي» طلبت من سكارليت جوهانسون أن يكون صوت أحدث برامج الدردشة الآلية الخاصة بها، «GPT-4o»، من أجل مساعدة المستهلكين على الشعور بالراحة، ورفضت، لكن تم إطلاق برنامج الدردشة الآلي بصوت اعتقد أصدقاؤها وعائلتها أنه صوتها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4c8ybu29

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"