عادي

بابوا غينيا الجديدة: انزلاق التربة طمر أكثر من ألفَي شخص

19:40 مساء
قراءة 4 دقائق
بابوا غينيا الجديدة: انزلاق التربة طمر أكثر من ألفَي شخص

بور موريسبي - أ ف ب

أعلنت حكومة بابوا غينيا الجديدة، الاثنين، أن انزلاق التربة الذي سجل في قرية نائية طمر أكثر من ألفي شخص، ودعت إلى مساعدة دولية في جهود الإنقاذ.

وقال المركز الوطني لمواجهة الكوارث لمكتب الأمم المتحدة في بور موريسبي إن «انزلاق التربة دفن أكثر من ألفَي شخص أحياء وتسبب في دمار كبير».

ووقعت الكارثة فجر الجمعة، (عصر الخميس ت غ) في ولاية إينغا في وسط هذا الأرخبيل وباغتت السكان النيام.

وأوضح المركز الوطني لمواجهة الكوارث أن انزلاق التربة تسبب في «دمار كبير في المباني والبساتين وأثر في شريان الحياة الاقتصادي للبلاد».

وجاء في الرسالة التي تلقاها مسؤولون من الأمم المتحدة صباح الاثنين، أن الطريق السريع الرئيسي الذي يؤدي إلى منجم بورغيرا «مسدود بالكامل».

وأضافت: «ما زال الوضع غير مستقر، ما يشكل خطراً مستمراً على فرق الإنقاذ والناجين على حد سواء».

وأشارت إلى أن حجم الكارثة يتطلب «إجراءات فورية وتعاوناً من جميع الأطراف»، لا سيما الجيش وجهات الاستجابة الوطنية والإقليمية.

ودعت الرسالة الأمم المتحدة إلى إبلاغ شركاء بابوا غينيا الجديدة في التنمية «وغيرهم من الأصدقاء الدوليين» بآخر المستجدات، مشيرة إلى أنه يجب تنسيق المساعدة من خلال مركز الكوارث.

  • الصخور تتساقط

ومن المقرر أن تعقد الأمم المتحدة اجتماعاً طارئاً عبر الإنترنت مع الحكومات الأجنبية في وقت مبكر، الثلاثاء.

ويهدف الاجتماع إلى تنسيق جهود الإغاثة التي تعقدت بسبب بعد الموقع الذي يقع في المرتفعات الوعرة في بابوا غينيا الجديدة، إضافة إلى الطريق المقطوعة والقتال القبلي المستمر في مكان قريب.

ولجأ السكان المحليون وفرق الإنقاذ إلى استخدام المجارف وقطع الخشب للعثور على الجثث تحت ركام انزلاق التربة، وهو خليط من الصخور والأتربة التي وصل ارتفاعها إلى ثمانية أمتار.

وفي القرية المجاورة، قال المدرس جايكوب سواي: «لم يهرب أحد. لا نعلم من مات لأن السجلات دفنت».

وأكد المسؤول في وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة سرحان اكتوبراك لوكالة فرانس برس أن الخطر ما زال موجوداً. وأوضح: «ما زالت هناك انزلاقات، والصخور تتساقط من الجبل».

وأضاف أن تيارات المياه تتدفق بين التربة والحطام، بينما ظهرت تشققات في الأراضي المجاورة للانزلاق.

وحذر المسؤول الأممي من أن هذا «قد يؤدي إلى مزيد من الانزلاق»، ما يشكل «خطراً جسيماً» على رجال الإنقاذ والأشخاص الذين يعيشون في المنطقة.

وأكدت أستراليا، الحليف المقرب الاثنين، أنها ستقوم بتوفير إمدادات الإغاثة الطارئة، مثل الملاجئ ومستلزمات النظافة والدعم المحدد للنساء والأطفال. وأرسل الرئيس الصيني شي جين بينغ رسالة تعزية قال فيها إنه «يأسف بشدة» للكارثة وعرض تقديم المساعدة.

وأعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن وزوجته جيل في بيان عن شعورهما بـ«الحزن بسبب الخسائر في الأرواح والدمار».

وعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا ومنظمة الصحة العالمية أيضاً تقديم الدعم.

وقال الفاتيكان في بيان إن البابا فرنسيس، الذي من المقرر أن يزور بابوا غينيا الجديدة في أيلول/سبتمبر المقبل «شعر بحزن عميق عندما علم بالدمار».

وقدم ملك بريطانيا تشارلز الثالث «تعازيه الحارة» في رسالة عبرت عن «إعجابه الكبير بالمرونة الاستثنائية لشعبي بابوا غينيا الجديدة والمرتفعات».

  • «سباق مع الزمن»

ويعزو سكان المنطقة الكارثة إلى تساقط أمطار غزيرة في الأسابيع الأخيرة.

ويفيد البنك الدولي بأن مناخ بابوا غينيا الجديدة هو من الأكثر رطوبة في العالم وأن متساقطات كثيفة جداً تنهال بانتظام على مناطقها الرطبة في الهضاب العالية.

ويرى علماء أن تفاوت أنظمة المتساقطات بسبب التغير المناخي يزيد من خطر حصول انزلاقات التربة في البلاد.

ويؤكد مسؤولون أن عدد القتلى آخذ في الارتفاع منذ وقوع الكارثة، مع إعادة المسؤولين تقييم عدد السكان الذين يرقدون تحت الطين والأنقاض التي تمتد على طول أربعة ملاعب كرة قدم تقريباً.

وقال نيكولاس بوث، المسؤول في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن تقدير عدد الضحايا أمر صعب لأن العديد من الأشخاص الفارين من العنف القبلي انتقلوا إلى المنطقة في السنوات القليلة الماضية. وانتشلت خمس جثث وساق سادس من تحت الأنقاض بحلول مساء السبت. وتشير تقديرات وكالات الإغاثة إلى أن أكثر من 1000 شخص نزحوا بسبب الكارثة.

وقال أكتوبراك، مسؤول الأمم المتحدة، إن اندلاع قتال قبلي لا علاقة له بالكارثة يعيق محاولات جلب المساعدات الإنسانية من عاصمة الإقليم واباج.

وبحسب المسؤول: «العديد من المنازل تحترق بينما ينبعث الدخان من منازل أخرى. لقد نزحت النساء والأطفال بينما كان جميع الشباب والرجال في المنطقة يحملون سكاكين الأدغال»، نقلاً عن تقرير من قافلة مساعدات تحاول الوصول إلى موقع الكارثة.

ويبلغ عدد سكان القرية حوالى أربعة آلاف نسمة، وتُعد، نظراً إلى موقعها، نقطة التقاء العديد من المنقبين عن الذهب في المنطقة.

وقال نيكسون باكيا رئيس غرفة التجارة والصناعة في بورغيرا، وهي بلدة مجاورة، إن الناس من القرى المجاورة يساعدون على انتشال الجثث.

وأكد لفرانس برس: «بسبب الصخور الصلبة والطين والحجر والصخور، أصبح الأمر فوضوياً للغاية. يحتاج الأمر إلى حفارات لإزالة الأنقاض»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/28duha7a

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"