دانت هيئة محلّفين في نيويورك الرئيس السابق دونالد ترامب بكلّ التّهم ال 34 الموجّهة إليه في قضية تزوير مستندات لإخفاء دفعه أموالاً لشراء صمت ستورمي دانييلز، في تطوّر مزلزل يأتي قبل خمسة أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية التي يسعى من خلالها للعودة إلى البيت الأبيض. فيما اعتبر ترامب أن محاكمته «غير منصفة للغاية».
ومن برج ترامب في مانهاتن، اتهم ترامب، الرئيس الديموقراطي جو بايدن و«عصابته» بأنهم «مرضى» و«فاشيون». وأضاف ترامب «سنستأنف عملية الاحتيال هذه». مؤكّداً أنّ «الحُكم الحقيقي» سيُصدره الناخبون يوم الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر المقبل. بينما كتب الرئيس الأمريكي جو بايدن على منصة إكس، أن ترامب «يهدد ديمقراطيتنا»، وأضاف بايدن «لقد شكك أولاً في نظامنا الانتخابي، ولاحقاً، شكك في نظامنا القضائي. والآن يمكنكم توقيفه». كما دعا بعض المؤيدين لترامب إلى استهداف أعضاء هيئة المحلفين، فيما طالب البعض الآخر بإعدام القاضي خوان ميرشان، وذهب آخرون إلى حد الدعوة إلى حرب أهلية وتمرد مسلح.
وبذلك يصبح ترامب أول رئيس أمريكي سابق يدان جنائياً، على الرّغم من أنّ هذا الحُكم لا يمنعه من أن يواصل حملته الانتخابية أو حتى أن يُنتخب رئيساً. وأعلن رئيس المحكمة القاضي خوان ميرشان أنّ النطق بالعقوبة سيتمّ في الساعة العاشرة من صباح 11 يوليو (14,00 ت غ). وأمهل القاضي فريق الدفاع عن ترامب حتى 13 يونيو لتقديم دفوعه وللنيابة العامّة حتى 27 يونيو للردّ على هذه الدفوع. كما ذكرت وسائل إعلام أنّ حملة ترامب جمعت تبرعات بقيمة 34.8 مليون دولار بعد إدانته في نيويورك.
ومن جهته، اكتفى البيت الأبيض بالقول: إنّه «يحترم حُكم القانون» و«لا يدلي بأيّ تعليق آخر». واعتبر متحدث باسم الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي جو بايدن أنّ ترامب «مرتبك ويائس ومهزوم»، وذلك رداً على تصريحات الرئيس الجمهوري السابق بعد إدانته أمام المحكمة الجنائية في نيويورك. في المقابل، أعرب رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون عن أسفه لحُكم الإدانة، معتبراً هذا اليوم «يوماً مخزياً» في تاريخ الولايات المتّحدة.
إلى جانب ذلك، رد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على تصريحات للمتحدث باسم الكرملين قال فيها: إنّ إدانة الرئيس السابق دونالد ترامب تظهر أنّ البيت الأبيض «يقصي خصومه». وقال بلينكن للصحفيين خلال اجتماع لحلف شمال الأطلسي في براغ: «أود أن أقول: إن هذه حالة كلاسيكية من الإسقاط»، ويعني بذلك أن تلجأ جهة إلى اتهام الآخرين بفعل ما تقوم به هي نفسها. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين في موسكو: إن إدانة ترامب تظهر أن إدارة الرئيس بايدن «تقصي» منافسيها السياسيين.
فيما أعرب نائب رئيسة الوزراء الإيطالية ماتيو سالفيني ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان وهما زعيمان من اليمين المتطرف في أوروبا، عن دعمهما لترامب الذي دين في محاكمته الجنائية. وندد سالفيني زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف ب «محاكمة ذات طابع سياسي» معتبراً أن ترامب المرشح الجمهوري للبيت الأبيض ضحية «مضايقات قضائية». وكتب حليف الفرنسية مارين لوبن «في إيطاليا، اعتدنا للأسف على أن يستخدم اليسار النظام القضائي أداة لاستبعاد السياسيين». كما دافع الزعيم المجري فيكتور أوربان عن «صديقه» الملياردير.
ورأى كيث غادي أستاذ العلوم السياسة في جامعة «تي سي يو» في تكساس، أنّ هذا الحكم «لن يؤدي على الأرجح إلى تحريك العديد من الأصوات»، لكنه قد يؤدي إلى «قلب» النتائج المتقاربة. لكن الواقع أنّ ترامب أثبت في السنوات الأخيرة قدرته على مقاومة محن كانت قضت على الحياة السياسية لكثيرين غيره.
(وكالات)
