عادي

الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا يبدأ مشاورات لتشكيل ائتلاف حكومي

19:46 مساء
قراءة 3 دقائق
الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا يبدأ مشاورات لتشكيل ائتلاف حكومي

جوهانسبرغ - أ ف ب

أكد حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الذي يتولى السلطة في جنوب إفريقيا منذ ثلاثين عاماً والذي خسر غالبيته المطلقة في الجمعية الوطنية، الأحد، عزمه الشروع في محادثات مع الأحزاب السياسية الأخرى لتشكيل حكومة ائتلافية.

وقال الأمين العام للحزب فيكيل مبالولا إن «حزب المؤتمر الوطني الإفريقي ملتزم بتشكيل حكومة تعكس إرادة الشعب وتكون مستقرة وقادرة على الحكم بفاعلية»، مشيراً إلى أن الحزب سيعقد مناقشات داخلية ومع أحزاب أخرى «خلال الأيام القادمة».

وأضاف خلال مؤتمر صحفي «لقد أظهر الناخبون أنهم يتوقعون من قادة هذا البلد أن يعملوا معاً من أجل مصلحة الجميع».

وبعد فرز 99,91% من الأصوات التي أدلى بها الناخبون الأربعاء، حصل الحزب التاريخي على 40,21% من الأصوات فقط، ما شكل انتكاسة بالنظر إلى النسبة التي حصل عليها في البرلمان المنتهية ولايته والبالغة 57,5%.

وتمثل هذه النتيجة نقطة تحول تاريخية بالنسبة لجنوب إفريقيا، حيث حظي حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بالأغلبية المطلقة منذ عام 1994، عندما نجح حزب نيلسون مانديلا في تحرير البلاد من الفصل العنصري وقادها إلى الديمقراطية.

  • «رسالة واضحة»

وأقر مبالولا بأن «النتائج تبعث رسالة واضحة إلى حزب المؤتمر الوطني الإفريقي» مضيفاً «نريد أن نؤكد للشعب في جنوب إفريقيا أننا أنصتنا إلى مخاوفهم وإحباطاتهم واستيائهم».

ولا يزال حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بزعامة سيريل رامابوزا هو أكبر حزب في الجمعية الوطنية. ويتعين على المجلس الجديد انتخاب الرئيس القادم في حزيران/ يونيو.

وفي غضون ذلك، ينبغي لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي أن يشكل تحالفات، إما لتشكيل حكومة ائتلافية مع حزب واحد أو أكثر، أو لإقناع الأحزاب الأخرى بتأييد إعادة انتخاب رامابوزا الذي سيقوم بتشكيل حكومة تضم أقلية من حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، سيتعين عليها أن تسعى في كل مرة إلى إيجاد حلفاء لتمرير ميزانيتها ومشاريع قوانينها.

ومن المقرر إعلان النتائج النهائية رسمياً الأحد، وأن يلقي رامابوزا كلمة خلال حفل رسمي بالقرب من جوهانسبرغ.

لكن بعض الأحزاب أفادت بوجود تناقضات في فرز الأصوات.

وكان الحزب الأعلى صوتاً حزب «أومكونتو وي سيزوي» بقيادة الرئيس السابق جاكوب زوما، الذي حذر السلطات الانتخابية من المضي قدماً في إعلان النتائج النهائية.

وقال زوما (82 عاماً) السبت «إذا حدث ذلك فسيتم استفزازنا» مشيراً إلى قضايا «خطرة» لم يحددها، دون أن يقدم أي أدلة تدعم أقواله.

يحتل حزب زوما المركز الثالث بنسبة 14,59%، بحسب بيانات اللجنة الانتخابية المستقلة، وهي نتيجة مفاجئة لحزب تأسس قبل بضعة أشهر فقط كوسيلة لتسويق الرئيس السابق لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي.

لكن طوال الحملة الانتخابية، أكد الحزب لمؤيديه أنه سيفوز بثلثي الأصوات.

وقال رئيس اللجنة الانتخابية المستقلة موسوتو مويبيا إن اللجنة ستنظر في «كل ما سيتم تقديمه إلينا» مشيراً إلى 24 حالة إعادة فرز أصوات.

وسيضطر حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الآن للتحالف مع خصومه من اليسار أو اليمين لتشكيل حكومة.

وجاء التحالف الديمقراطي (يمين وسط) في المركز الثاني بنسبة 21,78 %، بزيادة طفيفة عن نسبة 20,77 في عام 2019.

ويحكم الحزب مقاطعة كيب الغربية، ووعد بإرساء سوق حرة وهو ما يتعارض مع التقاليد اليسارية لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي.

وأكدت رئيسة الحزب هيلين زيلي أن جميع الخيارات مطروحة، بما في ذلك السماح لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي بتسلم السلطة وحده كحكومة أقلية.

وحل في المرتبة الرابعة حزب «المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية» اليساري الراديكالي، بقيادة زعيم الشباب السابق في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي يوليوس ماليما، بنسبة 9,51 %.

وماليما وزوما هما عضوان سابقان في حزب المؤتمر، ورأى مراقبون أنهما الشريكان الطبيعيان للائتلاف الحاكم.

بينما يؤكد محللون آخرون أنه من الصعب تلبية مطالبهما، كما أن حدة الخلاف بين رامابوزا وزوما -الذي طالما شعر بالمرارة بشأن الطريقة التي أُجبر فيها على مغادرة منصبه في عام 2018- تجعل من الصعب تجاوز ذلك.

وأكد حزب زوما أنه لن يتفاوض مع حزب المؤتمر طالما بقي رامابوزا رئيساً له، لكن الأمين العام لحزب المؤتمر فيكيل مبالولا قال «لن يملي علينا أي حزب سياسي شروطاً كهذه».

ولا يزال حزب المؤتمر الوطني الإفريقي يحظى بالاحترام كونه حرر البلاد من الفصل العنصري. لكن بعد ثلاثين عاماً في الحكم تغلّبت خيبة الأمل على الولاء للحركة.

وفي ثاني قوة اقتصادية في القارة تطول البطالة ثلث من هم في سن العمل، وخصوصاً الشباب، كما ترتفع نسبة الفقر وتتسع فجوة التفاوت، في حين تبلغ نسبة الجريمة أرقاماً قياسية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/73za53n7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"