القمة التي جمعت صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخاه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر الشقيقة، تأتي في إطار اللقاءات والقمم المتواصلة التي تجمع الأشقاء وتؤكد قوة وشائج الأخوّة بين قيادتي وشعبي البلدين، ولتنسيق المواقف تجاه مختلف القضايا، حيث تصدرت قضية فلسطين مباحثات الزعيمين، بحثاً عن حل ينهي معاناة الأشقاء في قطاع غزة الذي يعاني سكانه حرباً مجنونة متواصلة طوال 240 يوماً بلا توقف، وخلفت 36379 قتيلاً، و82407 جرحى، ومئات الألوف من النازحين والمهجرين من بيوتهم ومناطقهم في القطاع.
الزعيمان استعرضا قضايا إقليمية ودولية، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط وتداعيات الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وأكدا أهمية تكثيف الجهود من أجل الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في القطاع وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين وفق قواعد القانون الدولي الإنساني، إضافة إلى تعزيز الاستجابة للأوضاع الإنسانية المتفاقمة للسكان في غزة، وجدّدا دعم البلدين الشقيقين لجميع المبادرات والمساعي الجادة التي تدفع نحو وقف التصعيد في المنطقة وحماية أرواح المدنيين كافة وإنهاء معاناتهم في قطاع غزة والدفع تجاه أفق سياسي واضح للسلام العادل والشامل والدائم الذي يقوم على أساس «حل الدولتين» ويحفظ أمن المنطقة واستقرارها.
القمة جاءت في سياق من التحولات الإقليمية والدولية التي تعصف بالعالم عامة والمنطقة العربية بشكل خاص، حيث تواجه تحديات وقضايا أمنية وسياسية واقتصادية، تتطلب التنسيق حيالها، لتجنب أخطارها التي قد تحدق بشعوب ودول المنطقة، لذا فإن التعاون بين الشقيقتين الإمارات وقطر يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تعزيز الاستقرار ومواجهة التحديات المشتركة، كما أن القمة عكست التزام قيادتي البلدين بتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في مختلف المجالات.
هذه القمة تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الوحدة والتنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي، وتسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة، حيث تشهد علاقات الإمارات وقطر محطات متميزة من التعاون المثمر والتضامن الخليجي، لذا بحث الزعيمان خلال القمة مجمل القضايا التي تهم البلدين وسبل تعزيز العلاقات الأخوية والتعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات بما يخدم مصالح البلدين المتبادلة ورؤاهما تجاه التنمية والازدهار المستدام في الوقت الحالي والمستقبل.
العلاقات الأخوية المتينة والراسخة بين قيادتي وشعبي الإمارات وقطر، تؤسس لمستقبل مزدهر للبلدين، كونها تستند إلى روابط تاريخية مدعومة بالإرث الثقافي والاجتماعي المشترك.
