تدريس الإعلام في المناهج

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

ما رأيك في هذا الطرح الذي قد يبدو غرائبيّاً؟ قبل بضع سنوات في هذا العمود، استوحى القلم فكرةً من كليّات الهندسة، التي تدرّس طلابها العلوم الإدارية، حتى إذا تخرّجوا لم تكن تنقصهم قدرات إدارة المصانع والمشاريع، فدعا إلى تعميم علوم الإدارة في كل مراحل التعليم، ولن تكون ثقيلةً على الدارسين إذا توزّع مقرّرُها على سني الدراسة. كانت الغاية أن مشكلات العالم العربي كلّها عللها سوء الإدارة، فمتى توافرت الإدارة الفائقة فأقامت التنمية الشاملة لاحت تباشير الصباح.

اليوم أومضت فكرة أخرى تخصّ الإعلام العربي. ماذا لو أعددنا مناهج إعلاميةً شاملةً، خفيفة الظل، شفافةً، رشيقةً، فيها لكل تخصص إعلامي نصيب، فيها الصحافة والإذاعة والتلفزيون... وجعلناها ساعةً أو ساعتين من الثانوية إلى الجامعة، للفرعين العلمي والأدبي، وما يفضيان إليه من تخصصات في التعليم الجامعي. ستكون الحصيلة خمسمئة ساعة في سبع سنوات.

لعلك تسأل: أليس هذا تعدّياً على رسالة معاهد الصحافة وكليات الإعلام؟ هي تضطلع بمسؤولياتها على أكمل ما يرام، فلماذا نزاحمها بغير حق؟ في المقابل رأي جدير بالتأمل. العالم العربي يحتاج إلى نهضة إعلامية في جميع الميادين، أي أن على كل المجالات أن «تنجب» إعلاميين ذوي إلمام بتخصصاتهم. مثلاً: حتى الساعة قليلون هم الإعلاميون المتخصصون في العلوم، الفيزياء، الكيمياء، علم الأحياء... إلخ. انظر كرة القدم، إعلاميوها موسوعات وخبراء تحليل في وسائط الإعلام. ألا تقترن ظاهرة انعدام الإعلام العلمي في بلاد العرب بندرة الكفاءات الإعلامية في العلوم. أربعمئة مليون عربي لا يملكون ثلاث مجلات علمية. الرائج عربيّاً هو نشر الأخبار العلمية من الوكالات. مَن غيرُ المتخصصين في العلوم يقدر على التحرير الإعلامي في الفيزياء الفلكية والعلوم العصبية والوراثية؟

كذلك الموسيقى، يندر وجود إعلام متخصص لها. أغلب ما يُنشر يثير الشفقة بالتركيز على فستان الفنانة الذي به «كسّرت الدنيا». بعد حفل كوكب الشرق في باريس سنة 1967، نشرت صحيفة «لو فيغارو» مقالاً بلغة شعرية، هو تحليل علميّ لصوت أم كلثوم من حيث المساحة الصوتية والترددات... لكنها للأسف لم «تكسّر الدنيا» بفستان في عاصمة الأزياء. «السّت» سافرت لغاية نبيلة ولرفع راية الموسيقى العربية عالياً. لسوء حظ الفنّ العربي، صار عرض الأزياء أهمّ من العرض الموسيقي، في العروض الموسيقية. الحل: تدريس الإعلام في المعاهد الموسيقية.

لزوم ما يلزم: النتيجة التطبيقية: إذا حظيت الفكرة بالبحث والدراسة فسوف يكون ذلك مكسباً تاريخيّاً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/445s2au3

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"