عادي
جامعات تمنعهم من استخدام «تشات جي بي تي» في البحث العلمي

البرامج التكنولوجية.. تطوير أم تعطيل لعقول الطلاب؟

01:55 صباحا
قراءة 4 دقائق
طلاب يستعينون بالتكنولوجيا في إجراء أبحاثهم

تحقيق:عبد الرحمن سعيد

على مدار السنوات القليلة الماضية، انتشرت التكنولوجيا بأنواعها المختلفة انتشاراً عالمياً واسعاً في مختلف المجالات، وعلى رأسها الإنترنت وأنظمة الذكاء الاصطناعي، اللتين أصبحتا جزءاً لا يتجرأ من الحياة العملية والعلمية والتعليمية. وبرز استخدام الإنترنت بشكل كبير خلال الأزمات العالمية، كفيروس «كورونا» الذي تطلب من الجميع الجلوس في منازلهم ومتابعة أعمالهم ودراستهم وطلباتهم «عن بُعد».

ونظراً لأن انتشار التكنولوجيا وتطورها يكون بشكل متسارع جداً، تستحدث كل مدة أنظمة جديدة قادرة على إنجاز مهام أكثر وبدقة أكبر، انتشرت برامج بات يطلق عليها أنظمة ذكاء اصطناعي جديدة، مثل «تشات جي بي تي» الذي يمكنه إنجاز بحث علمي في غضون دقائق، بإعطائه العنوان ومعطيات قليلة فقط، ويبقى السؤال الذي قد يتوارد للأذهان: هل ستؤثر هذه التقنيات وأنواع التكنولوجيا سلباً أو إيجاباً في المجتمع؟

«الخليج» تضيء في هذا التحقيق تأثير التكنولوجيا وأنظمة الذكاء الاصطناعي خاصة «تشات جي بي تي» على طلبة الجامعات، حيث التقت عدداً من المديرين والمسؤولين الأكاديميين، الذين انقسمت آراؤهم بين مؤيد ومعارض، فمنهم من رأى أن مثل هذه التكنولوجيا تسهل على الطلبة حياتهم العلمية، ومنهم من رأى أنها تعطل العقل البشري وتهدر الوقت، لأن هناك عدداً من الطلبة يسيئون استخدام تلك الأنظمة الجديدة.

  • إساءة الاستخدام

قال الدكتور حمد العضابي، نائب مدير «جامعة أبوظبي»: لو نظرنا إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي، فسنجد أنه يمنح الطالب فرصاً واسعة للتعلم، كما يمكن أن يجعل هذا التعلم مخصصاً، وفقاً لطريقة تعلم الطالب أو خلفيته العلمية، أو سرعة تعلمه، ولكن في المقابل قد نجد بعض الطلبة الذي يسيئون استخدام الذكاء الاصطناعي بإهدار الوقت في مواضيع غير مفيدة، أو استخدامه بطريقة تعطل استخدام العقل البشري. وتلخيصاً لهذا فإن تأثير التقنية في الطالب سلباً أو إيجاباً، يعتمد على التوجيه والتدريب الذي حصل عليه وعلى التجارب التي مر بها. فعلى الجامعات والمدارس تدريب الطلبة على ممارسات تدعم الاستخدام المفيد لهذه التقنية، مع المحافظة على النزاهة العلمية والأخلاقية.

  • أنواع التكنولوجيا

وعن أنواع التكنولوجيا التي يسمح للطلبة باستخدامها في الجامعة، أضاف: تسمح جامعة أبوظبي للطلبة باستخدام مجموعة منتقاة من التقنيات التي تدعم تعلم الطالب وتعده للمستقبل، منها نظام إدارة التعلم الإلكتروني الذي يمكّن الطالب من الوصول إلى المادة العلمية والمشاركة الفعالة في التعلم، وأنظمة تحسين الإنتاجية، كتطبيقات ميكروسوفت 365، ولا تقتصر على نظام الوثائق والعروض، والجداول بل تتعدى ذلك إلى أنظمة إدارة المشاريع، ألأتمته، وبناء التطبيقات، وبرامج التواصل عن بُعد، وهناك تقنيات متخصصة حسب التخصص، فمثلاً تقنيات التصميم الهندسي، والإحصاء، والإدارة المالية، والبرمجة وغيرها. كما تسمح الجامعة باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، لأغراض التعلم، وتمنع استخدامه في مشاريع الطلاب التي لا تتطلب استخدامه.

  • «تشات جي بي تي»

وأكد أن الجامعة لا تسمح باستخدام «تشات جي بي تي» العام في البحث العلمي، وإنما تمتلك نظام ذكاء اصطناعي مرتبط بدور النشر العلمية، يسمح للأساتذة والطلبة، بالوصول إلى أحدث البحوث العملية في جميع المجالات، ويساعد هذا النظام على تلخيص وتقييم الاستشهادات العملية ويساعد الطالب والأساتذة على مراجعة بحوثهم العلمية وتقييم جودة الاستشهادات، عن طريق قاعدة بيانات كبيرة توفرها دور البحث العلمي، وتوفر هذه التقنية فهماً أوسع للموضوع قيد البحث، ما يسمح للباحث بالتركيز على المشكلة التي يحاول حلها، وإيجاد حلول عميقة تعتمد التجارب المخبرية التي أجراها. وأشار إلى أن التكنولوجيا سهلت على الطلبة حياتهم الجامعية، حيث أسهمت في إثراء الطالب علمياً، لكنها ليست بديلاً من استخدام العقل البشري الذي ينمو ويزداد قوة كلما استخدم. كذلك رفعت التقنية مستوى التوقعات من الطالب والأساتذة، موضحاً أن أنظمة التعلم الإلكترونية والبرامج المسموح عديدة وتوفرها دور النشر التي تتعامل معها الجامعة.

  • تأثير التكنولوجيا

وقالت البروفيسورة ناتالي مارسيال براز، مديرة جامعة «السوربون أبوظبي» إن التكنولوجيا الجديدة لها تأثيرات إيجابية وسلبية في الطلاب بالتأكيد، فمن الناحية الإيجابية، تُسهّل هذه التقنيات البحث والوصول إلى المصادر، وتوفر الكم الكبير من المعلومات المتاحة، كما يمكن استخدام طرائق التدريس الجديدة المبنية على الذكاء الاصطناعي لتحسين عملية التعلم.

وأكدت أنه أثناء الدراسة، يُسمح للطلاب باستخدام جميع أنواع التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، وأجهزة الكمبيوتر والمعدات المختبرية لدعم تعلمهم، ومع ذلك، فيما يتعلق بالامتحانات، يُطلب من الطلاب استخدام مهاراتهم العقلية في التفكير، باستثناء امتحانات العلوم، حيث يُسمح باستخدام الآلات الحاسبة العلمية.

  • أنظمة مضللة

وأضافت: من البديهي أن نسمح للطلاب باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، ولكن يتطلب من ناحية أخرى تقديم الدعم اللازم لضمان استخدام هذه التكنولوجيا أداة مساعدة وليس بديلاً.

  • أهمية المعارف

أكد موريس بومرانتز، مدير أول لمعهد جامعة «نيويورك أبوظبي»، وأستاذ الأدب العربي في الجامعة فيما يتعلق بمخاطر تنامي المعلومات المضللة التي قد تنتشر بسبب الذكاء الاصطناعي، أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يساعد في معالجة بعض أكبر التحديات التي تواجه البشرية، لكنه بالمقابل قد يتسبب بتسارع تدفق المعلومات الفورية من مجموعة مصادر لم يتم التحقق منها.

وأوضح أنه يجب على الجامعات تكثيف جهودها في سبيل تمكين الطلاب من تقييم المعلومات نقدياً.

  • دقائق معدودة

أكد عدد من الطلبة أن أنظمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي مثل «تشات جي بي تي»، سهّلت إجراء البحوث العلمية بشكل كبير، حيث يمكن إجراء البحث بخطوات سهلة وفي دقائق معدودة.

وقال الطالب محمد حمدي الشهابي إنه يستعين ب«تشات جي بي تي» في إجراء أبحاثه العلمية التي يكلف بإنجازها من الجامعة.وأوضح محمد علي أنه يستخدمها في إجراء أبحاثه العلمية التي تكلفه الجامعة في إنجازها ولكنه يتمعن في قراءة كل سطر في هذا البحث.

ورأى عبد الهادي مبارك، أن تكنولوجيا «تشات جي بي تي»، شأنها شأن تكنولوجيات كثيرة تستخدم في مختلف الأنظمة التعليمية والعلمية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/356he4jz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"