اندلع سجال إسرائيلي حاد بعد إعلان الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، عن «هدنة تكتيكية» في جزء من جنوب قطاع غزة لا تشمل رفح، بذريعة إدخال مساعدات، وقتل 12 جندياً، خلال أقل من 48 ساعة في معارك بالقطاع، فيما هاجم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الجيش بسبب عدم طرح قرار الهدنة على المستوى السياسي، بينما رحبت الأمم المتحدة بإعلان «الهدنة» الجزئية، في وقت اعتبر جنرال احتياط إسرائيلي، أن الحرب على غزة فقدت غايتها، ومستمرة فقط من أجل مصلحة نتنياهو، وحذر من أي قرار بمهاجمة «حزب الله» سيجلب «محرقة» على إسرائيل، وفي حين أكد مصدر مصري رفيع المستوى، أن القاهرة مستمرة في تكثيف اتصالاتها مع جميع الأطراف للوصول إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة، وفق قناة القاهرة الإخبارية، مشيرا إلى أن الاتصالات المصرية تأتي في إطار المقترح الأخير الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن، اعتبر مسؤول إسرائيلي، أن رد حركة «حماس» على المقترح «سلبي»، بينما أكدت الحركة أن ردها يتوافق مع مبادئ مقترح بايدن للتهدئة.
وواصل الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، هجماته البرية والجوية على مناطق وأحياء مختلفة من غزة، ما أوقع قتلى وجرحى، مع دخول الحرب على القطاع يومها ال254 على التوالي، في أول أيام عيد الأضحى. وأعلن الجيش الإسرائيلي، مقتل 3 جنود إضافيين، اثنان منهم قتلا في معارك اندلعت شمالي غزة، أمس الأول السبت، كما نشر أسماء إضافية لجنود قُتلوا في رفح، فيما ذكرت إذاعة الجيش أن 12 جندياً قُتلوا، امس الأول السبت؛ 8 منهم قُتلوا في رفح، واثنان قتلا في شمال القطاع، بينما قُتل آخر، متأثراً بجراح كان قد أُصيب بها، إضافة إلى جندي قتل، أمس الأحد.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أن حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ أكثر من ثمانية أشهر، ارتفعت إلى 37337 قتيلاً و85299 مصاباً منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وقالت الوزارة في بيان، إن 41 شخصاً، على الأقل، قتلوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، عن تعليق «تكتيكي» لعملياته العسكرية، من الصباح حتى المساء، يومياً في أجزاء من جنوب قطاع غزة «لأغراض إنسانية». وذكر متحدث باسم الجيش في بيان أنه «اعتباراً من يوم السبت، وبشكل يومي بين الساعة الثامنة صباحاً (08:00) وحتى السابعة مساء (19:00) سيتم تعليق الأنشطة العسكرية بشكل تكتيكي ومحلي، لأغراض إنسانية في الطريق الواصل من كرم أبو سالم إلى شارع صلاح الدين، وشماله». وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان لاحق، أن التهدئة المعلنة لا تشمل رفح، وأن القتال فيها مستمر. وهاجم نتنياهو الجيش خلال جلسة الحكومة على خلفية إعلان «الهدنة التكتيكية» جنوب غزة. ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن نتنياهو قوله «من أجل الوصول إلى هدف القضاء على حركة «حماس» اتخذت قرارات لم تكن دائماً مقبولة لدى الجيش الإسرائيلي، لدينا دولة لديها جيش وليس جيشاً لديه دولة». وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن الوزير يوآف غالانت، لم يعلم مسبقا ب«الهدنة التكتيكية» في رفح. وتعليقاً على إعلان الجيش «التهدئة التكتيكية»، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، إن هذا القرار لم يعرض على الكابينيت الأمني والسياسي، ووصف «من أتخذ قرار التهدئة التكتيكية» بأنه «شرير وأحمق، ويجب ألا يبقى في منصبه».
وفي السياق، رحبت الأمم المتحدة بإعلان إسرائيل هدنة يومية في العمليات العسكرية في جنوب قطاع غزة، مع مطالبتها بأن «يؤدي ذلك إلى إجراءات ملموسة أخرى»، لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وفق ما أعلن متحدث في جنيف. في غضون ذلك، انتقد الجنرال احتياط بالجيش الإسرائيلي، إسحاق بريك، سياسة نتنياهو، وقال إن «الحرب في غزة فقدت غايتها، وهي مستمرة من أجل مصلحة نتنياهو فقط.. قلّصنا قدرة الجيش في 20 عاماً حتى بات لا يمكنه الانتصار على حماس». وأضاف أن «ما يجري في رفح عار، فنحن لا نقاتل حماس بشكل فعلي، بل هم يفخخون الطرقات ونحن نقتل». وحذر من هزيمة استراتيجية قائلاً: «إننا أمام هزيمة استراتيجية لم نشهدها منذ تأسيس البلاد». كما حذر بريك من «أي قرار من نتنياهو لمهاجمة «حزب الله» لأنه سيجلب محرقة على الدولة». وأضاف: «لا نستطيع إيقاف صواريخ «حزب الله» ومسيّراته، ماذا سيحدث في حرب إقليمية عندما لا يتم إطلاق عشرات بل آلاف الصواريخ والطائرات من دون طيار علينا كل يوم؟.. أولئك الذين يتجولون في المستوطنات الشمالية يندهشون مما يرون».إلى ذلك، اعتبر مسؤول إسرائيلي «أن رد «حماس» على الخطوط العريضة التي قدمها الرئيس بايدن في خطابه هو سلبي». وأضاف: «لن تتمكن حماس من التوصل إلى نهاية للحرب إلا من خلال اتفاق يستند إلى خطاب الرئيس بايدن». وفي المقابل، قال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، إن رد الحركة على أحدث مقترح لوقف إطلاق النار في غزة يتوافق مع مبادئ خطة الرئيس بايدن. (وكالات)
