تراثنا إلهام مستقبلنا

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

في رحلة عبر الماضي معبّقة برائحة التاريخ وأصداء الأجداد، اكتشفت بُعداً جديداً لوجودي من خلال التراث والثقافة، لم يكن هذا الاكتشاف مجرد جولة في متحف أو قراءة كتاب عن العادات والتقاليد القديمة، بل كان رحلة عميقة داخل الروح والهوية، حيث أدركت كيف يمكن للتراث أن يُعلّمنا، يُلهمنا، ويُثري حياتنا بأبعاد لم نكن لنتخيلها.

إلهامي كان من خلال زيارة لمتحف دبي، حيث وقفت أمام قطع أثرية ولوحات فنية عكست تاريخاً غنياً وتقاليد عريقة، كل قطعة كانت تحكي قصة، قصة عن أجدادي وجذوري التي تمتد في عمق التاريخ، بدأت أدرك كيف أن التراث ليس مجرد ماضٍ يُعرض في المتاحف، بل هو جزء حي ينبض في كل واحد منا، يُشكل فهمنا للعالم وطريقة تفاعلنا معه.

من هناك، توسعت رحلتي لتشمل استكشاف الفنون التقليدية، والموسيقى، والرقصات التي تعبر عن ثقافتي. كل تجربة كانت تفتح أمامي أفقاً جديداً وتمنحني شعوراً بالفخر والانتماء. تعلمت الرقصات التي كانت تُؤدى في الاحتفالات والمناسبات الخاصة، وكل خطوة رقص كانت تشبه السفر عبر الزمن، مما أعطاني إحساساً عميقاً بالتواصل مع جذوري.

كان الأدب أيضاً جزءاً لا يتجزأ من اكتشافي. قراءة القصص والشعر التقليديين أتاحت لي الفرصة لفهم القيم والمعتقدات والتحديات التي واجهت أجيالاً مضت. كل قصيدة وكل حكاية كانت تزرع في داخلي إعجاباً واحتراماً للحكمة التي نُقلت عبر الأجيال.

مع كل خطوة في هذه الرحلة، بدأت أرى التأثير الإيجابي للتراث والثقافة قي حياتي. لم يعد الفخر بالانتماء مجرد شعور سطحي، بل تحول إلى فهم عميق للمسؤولية التي تحملها هذه الهوية. اكتشاف التراث والثقافة منحني أدوات لمواجهة تحديات الحياة العصرية بثبات وثقة، مع الحفاظ على ارتباطي بالماضي.

هذه الرحلة أثبتت أن التراث والثقافة ليسا مجرد إرث من الماضي، بل هما قوة حية تُثري حاضرنا وتُلهم مستقبلنا، لقد علمتني أهمية الحفاظ على هذا الإرث ونقله إلى الأجيال القادمة، ليس كذكرى من الماضي، بل كجزء لا يتجزأ من هويتنا ووجودنا.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p3adn4e

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"