قطاع الصلب أكثر صحة في الصين

22:55 مساء
قراءة 3 دقائق

كلايد راسل*

في حالة تشبه التقدم خطوة إلى الأمام، واثنتين إلى الخلف، تتعارض بيانات الإنتاج الإيجابية لقطاعي الصلب وخام الحديد في الصين مع المخاوف المستمرة بشأن قطاع العقارات المتعثر.

وشهدت الصين، التي تنتج ما يزيد قليلاً عن نصف الصلب في العالم، ارتفاع الإنتاج إلى أعلى مستوى له في 14 شهراً عند 92.86 مليون طن متري في مايو/ أيار، متجاوزاً توقعات السوق، ومحققاً زيادة ب 8.1% عن أرقام إبريل/ نيسان، و2.7% أعلى من مايو/ أيار من العام الماضي، وفقاً للبيانات الرسمية الصادرة مؤخراً.

ويرجع النمو المفرط في الإنتاج إلى تحسن الطلب المحلي والصادرات القوية، حيث ارتفعت شحنات منتجات الصلب إلى 9.63 مليون طن في مايو، بزيادة 4.5% عن مستويات إبريل، و15.2% عن نفس الشهر من العام السابق.

وعلى الرغم من انخفاض إنتاج الصين من الصلب في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري بنسبة 1.4% عن نفس الفترة من العام الماضي، مع 438.61 مليون طن، وتباطؤ وتيرة الانخفاض على أساس سنوي، حيث انحسر الإنتاج في الأشهر الأربعة الأولى من العام بنسبة 3% مقارنة بنفس الفترة من عام 2023، فإنّه من السابق لأوانه القول: إن إنتاج الصلب والطلب عليه في البر الرئيسي قد تحول، خاصة عندما قوبلت الصورة الإيجابية التي رسمتها بيانات مايو على الفور بضعف في قطاعي العقارات والصناعة.

فقد أظهرت بيانات مكتب الإحصاء أن الاستثمار العقاري في الصين انخفض بنسبة 10.1% في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024 مقارنة بنفس الفترة من عام 2023، متسارعاً من الانخفاض بنسبة 9.8% في الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى إبريل/ نيسان.

والأمر الذي فاقم مشاكل قطاع العقارات الصيني، انخفاض أسعار المساكن الجديدة بأسرع وتيرة في أكثر من 9 سنوات ونصف السنة في مايو، وبنسبة 0.7% عن إبريل، مسجلة بذلك الانخفاض الشهري الحادي عشر على التوالي، وفقاً لبيانات حديثة.

ولم يكن قطاع العقارات وحده هو الذي يعاني، حيث ارتفع الناتج الصناعي بنسبة 5.6% في مايو، أي أقل من وتيرة 6.7% في إبريل، وبالتالي، فشل في تلبية التوقعات بزيادة قدرها 6% بحسب استطلاع أجرته «رويترز» لآراء المحللين.

كما انخفض مؤشر التصنيع الرئيسي في مايو إلى 49.5 من 50.4 في إبريل، وهو ما يقل عن مستوى 50 الذي يفصل النمو عن الانكماش، وبالتالي، فشل أيضاً في تلبية توقعات المحللين التي كانت 50.4.

يأتي ضعف بيانات العقارات والتصنيع على الرغم من جهود بكين لتحفيز القطاعات وإعادة بناء الثقة من خلال تدابير مثل تخفيف قواعد الرهن العقاري. ومن المرجح أن تستغرق هذه الخطوات بعض الوقت حتى تشق طريقها عبر النظام، وإذا أثمرت فإنها ستكون حكاية النصف الثاني لهذا العام. وهذا بدوره يعني أن التحسينات في قطاع الصلب مدفوعة حالياً بالتوقعات الإيجابية على الورق فقط، وليس حقيقة نمو الطلب القوي.

في السياق ذاته، يراوح خام الحديد، المادة الرئيسية للصلب، مكانه أيضاً مع انتظار السوق علامات مستقبلية أكثر إقناعاً على أوقات أفضل في الصين، التي تشتري نحو 75% من أحجام النقل البحري العالمية.

واختتمت العقود الآجلة لخام الحديد في بورصة سنغافورة التداولات عند 106.55 دولار للطن الاثنين الماضي، بانخفاض من 107.46 دولار عند الإغلاق السابق، لكنها لا تزال أعلى من أدنى مستوى قريب لها عند 105.38 دولار في 11 يونيو.

واتجهت أسعار خام الحديد نحو الانخفاض حتى الآن في عام 2024 بعد أن بلغت ذروتها عند 143.60 دولار في 3 يناير. ولكن، على الرغم من ذلك، ظلت فوق 100 دولار للطن باستثناء طفرة ليوم واحد انزلقت فيه إلى 98.36 دولار في 4 إبريل. وقد دعم السعر واردات خام الحديد القوية، والتي ارتفعت بنسبة 7% في الأشهر الخمسة الأولى من العام إلى 513.75 مليون طن.

ومع ذلك، ذهب جزء كبير من المكاسب في واردات خام الحديد إلى تجديد مخزونات الموانئ الصينية، والتي نمت من أدنى مستوى لها في سبع سنوات عند 104.9 مليون طن في أكتوبر/ تشرين الأول، إلى أعلى مستوى لها في 26 شهراً عند 146.6 مليون طن في الأسبوع حتى 14 يونيو/ حزيران.

وربما استمرت الديناميكية الحالية المتمثلة في شراء الصين لخام الحديد أكثر مما تحتاج إليه لإنتاج الصلب في يونيو، حيث من المتوقع أن تظل الواردات قوية. ووفقاً للبيانات التي جمعها محللو السلع الأساسية «كبلر»، فإن الصين في طريقها لاستيراد ما لا يقل عن 99.87 مليون طن من خام الحديد في يونيو. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم قبل نهاية الشهر مع قدوم المزيد من الشحنات التي من المرجح أن تفرغ حمولتها في موانئ البر الرئيسي.

* كاتب في «رويترز»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/46253yzm

عن الكاتب

كاتب في رويترز

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"