عادي

التدابير الصحية عبور آمن من الموسم الحار

22:46 مساء
قراءة 5 دقائق

تحقيق: راندا جرجس

يؤدي ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة العالية، والتعرض للشمس، والأشعة فوق البنفسجية، إلى عواقب خطرة، وإثارة بعض المشكلات الصحية لأصحاب الأمراض المزمنة كالقلب، وضغط الدم، والسكري، ويرتبط فصل الصيف أيضاً بانتشار الآفات والفيروسات التي تؤثر في صحة الجسم، وتتزايد معدلات الاضطرابات النفسية، وتغير المزاج، وفي السطور القادمة يسلط الخبراء والاختصاصيون الضوء على مجموعة من المشكلات، وكيفية إدارتها والحماية من المضاعفات والمخاطر المحتملة.

يقول د.مهند إبراهيم، أخصائي طب وجراحة العيون، إن التعرض المستمر لحرارة الشمس يمكن أن يتسبب بتأثيرات سلبية، ومشكلات متعددة الخطورة على العيون، ومنها: التهابات الملتحمة والقرنية التحسسي، وهي الأكثر شيوعاً، وتنجم بشكل أساسي عن الأشعة فوق البنفسجية، وتؤدي أيضاً إلى زيادة الحساسية وتهيّج الملتحمة بسبب الطقس الحار، إضافة لتبخر فلم الدمع، وبالتالي الجفاف المزمن للعين.

ويضيف: إن الحالات الأكثر خطورة الناجمة عن التعرض المباشر والشديد والطويل للشمس في الصيف، تتمثل في إضرار الشبكية بالأشعة فوق البنفسجية، والحروق، وسرطانات الجلد.

ويشير د.إبراهيم إلى أن الوقاية من أشعة الشمس في الطقس الحار تُعد أفضل التدابير الوقائية والعلاجية، وتحد من تطور هذه المشكلات إلى مراحل أكثر تعقيداً، وتشمل المضاعفات القرحات، وكثافات القرنية، وبالتالي التأثير في الروية.

ويتابع: تلعب حماية العين من الأشعة الصيفية الضارة دوراً هاماً، وتعتمد على عدم الخروج من المنزل في فترات الظهيرة، واستعمال القطرات المرطبة للعين، وتفيد على الأكثر، الأشخاص الذين يعانون الجفاف، كما يعمل ارتداء النظارات الشمسية وتطبيق كريمات الجلد الواقية من حرارة الشمس على الحصول على حماية مضاعفة.

مرضى القلب

يذكر د.كوشي جورجي، استشاري أمراض القلب التداخلية، أن فصل الصيف ودرجات الحرارة المرتفعة يكون لها تأثيرات سلبية كبيرة في المرضى الذين يعانون مشاكل في القلب، حيث تتسبب الأشعة الضارة بالإصابة بالجفاف، والإجهاد الحراري، وضربة الشمس، ما يؤدي إلى إرهاق القلب، لأنه يقلل من حجم الدم، وبالتالي ارتفاع معدل الضربات، ويمكن أن ينجم عنه انسداد الدعامات نتيجة تجلط الدم لدى المرضى الذين خضعوا لدعامات الشريان التاجي.

ويضيف: تعتبر ضربة الشمس من الحالات الخطرة التي تجعل الجسم غير قادر على تنظيم درجة حرارته، ما يؤدي إلى تلف الأعضاء الحيوية، بما في ذلك الكلى، والكبد، ويهدد حياة مرضى القلب، ويعد عدم انتظام ضربات القلب، من الآثار الصحية الضارة للحرارة، إضافة إلى زيادة ضغط الدم، وفي المرضى الذين يعانون أمراض القلب الكامنة يمكن أن تكون سبباً لألم الصدر، والنوبات القلبية، وفشل القلب.

ويؤكد د.جورجي، أن مرضى القلب يحتاجون إلى تطبيق إجراءات الحماية من الأشعة الضارة في فصل الصيف، عن طريق الحافظ على رطوبة الجسم، وشرب الكثير من الماء طوال اليوم لمنع الجفاف، وتجنب الإفراط في تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، أو الكحول، لأنها تدر البول، وتتسبب بفقدان السوائل، وضرورة الحد من التعرض لفترات طويلة لدرجات الحرارة المرتفعة، والبقاء في داخل المنزل خلال أوقات النهار الأكثر حرارة، وعدم ممارسة الأنشطة، أو التمارين المجهدة خلال ساعات الذروة المشمسة، والانتباه إلى علامات الأمراض المرتبطة بالحرارة، مثل: الدوخة، الصداع، الغثيان، سرعة ضربات القلب، وألم الصدر، وطلب العناية الطبية عند الشعور بهذه الأعراض.

داء السكري

يقول د.مانوج جيدام، أخصائي الغدد الصماء، إن الطقس الحار خلال فصل الصيف، يمكن أن يؤثر في التحكم في نسبة الجلوكوز في الدم لدى مرضى السكري، ما يتوجب الالتزام بالفحص بشكل متكرر خلال هذه الفترة، ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة أيضاً إلى فقدان سوائل الجسم لدى المرضى الذين يتعاطون الأدوية، ولذلك يجب اتخاذ احتياطات اللازمة.

ويضيف: يحتاج مرض السكري إلى الحفاظ على رطوبة الجسم بشكل جيد، واستشارة الطبيب عن إجراءات تجنب المضاعفات خلال الصيف، بخاصة الذين يستخدمون الأنسولين، كما أن هناك خطراً متزايداً في الظروف المناخية عالية الحرارة، للإصابة بالحماض الكيتوني السكري لدى من لديهم معدلات غير منضبطة.

وينصح د.جيدام بتناول كمية كافية من الماء للمصابين بداء السكري، مع إيلاء اهتمام خاص للمرضى الذين يعانون اعتلال الكلية السكري، أو تلف الكلى، ممن يعتمد تناولهم للسوائل على نصيحة الطبيب المختص، كما يجب خفض معدل تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين التي تؤدي إلى فقدان الماء الزائد، وارتفاع مستويات السكر في الدم.

ويضيف: على مريض داء السكري تجنب الخروج في وقت الذروة في موسم الصيف، وعدم المشي في المنزل حافي القدمين، حتى لا يتعرض للصدمات، والحروق أثناء الطقس الحار، بخاصة الذين يعانون الاعتلال العصبي، كما يجب أن يكون المصاب على دراية بعلامات وأعراض نقص السكّر في الدم، واتخاذ الخطوات اللازمة في حالة انخفاض نسبة السكّر في الدم، وطلب الرعاية الصحية العاجلة.

ضغط الدم

تبيّن د.قدسية أنجوم، أخصائية طب الأسرة، أن الدراسات العلمية وجدت ارتباطاً بين ارتفاع درجة الحرارة في موسم الصيف وانخفاض معدل ضغط الدم لدى البالغين الصغار، ومتوسطي العمر، كما تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم الانتصابي، وتعد من الحالات التي تتطلب دخول المستشفى، كما يوجد خطر متزايد من نفس المشكلة لدى كبار السن، ويسبب السقوط، والدوخة، والإغماء، ويُعد الإنهاك الحراري وضربة الشمس من المضاعفات المحتمل حدوثها لهؤلاء المرضى.

وتؤكد أن مرضى ارتفاع ضغط الدم يعانون عادة فرط التعرّق، مقارنة بالأشخاص الطبيعيين، بخاصة عند ممارسة التمارين، حتى وإن كانت معتدلة في الموسم الحار، ولذلك يجب عليهم تجنب الأشعة فوق البنفسجية الناجمة عن الشمس خلال النهار، من الساعة العاشرة صباحاً، وحتى الثالثة عصراً، ويمكن القيام بالتدريبات الرياضية في المساء، أو الصباح الباكر، كما يفيد الإكثار من تناول الماء حتى 8 أكواب، أو لترين، والتقليل من الشاي والقهوة، واتّباع نظام غذائي متوازن، يشمل الفواكه والخضراوات، والإقلاع عن التدخين.

الحر يزيد من الاضطرابات النفسية

يحمل فصل الصيف العديد من المشكلات والمخاطر التي تؤثر بشكل عام في الجسم، والصحة العقلية، حيث يعاني بعض الأشخاص أعراض الاكتئاب في الموسم الحار، ويرجع ذلك إلى تغير الروتين اليومي، وزيادة التوتر وتقليل ساعات النوم نتيجة السهر وارتفاع درجات الحرارة.

يواجه المراهقون، مخاطر أكبر خلال هذه الفترة، كونهم يميلون إلى البقاء في المنزل معظم الوقت وعدم الخروج من المنزل بسبب حرارة الطقس والالتصاق بالأجهزة الإلكترونية لساعات طويلة، ما يؤدي إلى انخفاض النشاط البدني، وبالتالي يُشكل خطراً على صحتهم الجسدية والنفسية، وتطوير العادات السيئة خلال هذه الفترة. ويعتبر التخطيط وترتيب المهام والأنشطة خلال فترة الصيف من أفضل الطرق التي تحد من الضغط النفسي الذي يمكن أن ينجم عن الروتين، كما يفيد تقليل وقت استخدام الشاشات الإلكترونية في تحسين الصحة البدنية، بالإضافة إلى الحفاظ على رطوبة الجسم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4apwrbf2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"