من المجالات الحيوية والمهمة، التي يجب التوجه لتعلمها والتعمق في مختلف مهامها، علوم الفضاء والرحلات نحو الكواكب. وهذا مجال دون شك واعد، وفيه مكاسب كبيرة ومتعددة، سواء من الناحية المادية والاقتصادية، أو الناحية العلمية والمعرفية، ومثل هذا الأثر سيكون على البشرية بأسرها.
على سبيل المثال، يتوقع العلماء في فترة لا تتجاوز عقدين من الزمن، أن يتمكن الإنسان من إرسال بعثات مأهولة إلى المريخ، وهذه الخطوة تعني أنه ستتم دراسة الكوكب عن قرب، وبالتالي البحث عن آثار للحياة، وقد تكون الخطوة نحو المريخ هي التي ستقود الجهود نحو رحلات لكواكب أخرى، لأن التطور في مجال صناعة مركبات الفضاء والصواريخ، سيكون متتابعاً وينمو بشكل مستمر، ومعها لن نستغرب عندما نلاحظ أن هناك سباقاً محموماً لإنشاء قواعد بشرية على تلك الكواكب.
تقنيات الفضاء، أو المخترعات التي ستستخدم في رحلات الفضاء، ستؤدي إلى تطور واضح وكبير، في مجال التقنيات والتكنولوجيا المستخدمة على الأرض، ودون شك أن هذه واحدة من النتائج الكبيرة التي ستسهم في تطور البشرية، وهناك نتائج أخرى لا تقل فائدة وحيوية في مسيرة وتاريخ الإنسان مثل استغلال موارد الفضاء، نعم موارد الفضاء، وقد يستغرب البعض عندما يعلم أن هناك موارد معدنية وغيرها، ستكون موجودة على الكواكب أو الأقمار، يمكن أن تسهم في رفاه البشرية وثرائها، وتخفف من الاعتماد على موارد الأرض، والتي تعاني الضغط، ومتوقع أن ينمو مثل هذا الضغط بشكل أكبر. أيضاً من فوائد غزو الفضاء، والرحلات نحو الكواكب، أنها ستوفر طاقة من الفضاء، حيث يمكن تطوير محطات طاقة شمسية على مدار الأرض، تقوم بتوليد الكهرباء النظيفة، ولا ننسى اتصالات الفضاء والتي ستتطور أكبر مما هي عليه الآن. وفي غضون فترة تصل لحدود عام 2040م، ستكون هناك تقنيات جديدة وغير معهودة، وستدخل تكنولوجيا تمكننا من اختصار الوقت، واختصار المسافات الطويلة بين الكواكب، وهذا ما يعني تغيراً في الاهتمامات والأولويات، ليس على مستوى الدول، بل على مستوى الأفراد أيضاً.
لذا من الأهمية القصوى أن نكون على وعي وفهم بمثل هذه التطورات القريبة، وأن نعد أطفالنا للاستعداد لهذه الحقبة، بالمعرفة والتوقع، ونسهم في هذا الجهد الحضاري العظيم.
