عادي

بعد نيرة أشرف وسفاح التجمع.. لماذا تتكرر جرائم «الترند»؟

17:09 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة - محمد سلطان

شهدت المجتمعات العربية خلال السنوات القليلة الماضية تكراراً نمطياً لعدد من جرائم «الترند»، أبرزها حادثة قتل نيرة أشرف، طالبة جامعة المنصورة المصرية، التي فقدت حياتها على يد زميل دراسة رفضت الارتباط به، وكذلك حوادث التحرش بالسيدات من بعض سائقي تطبيقات النقل الذكي، وباتت المواقع الإخبارية والدراما تتناول تلك الحوادث بشكل شبه يومي.

تعدد تلك الجرائم بسيناريوهات مختلفة جعل الكثيرون يتساءلون عن سبب انتشارها في بعض المجتمعات.

فما حدث مع نيرة أشرف تكرر مع أكثر من حادث تحرش ارتكبه بعض سائقي تطبيقات النقل الذكي، التي أصبحت أزمة يناقشها البرلمان المصري، وكذلك ظهور سفاح جديد بمنطقة التجمع الخامس في القاهرة، اتبع خطى «سفاح الجيزة» في دفن ضحاياه إلى جوار بعضهن بعد التخلص منهن.

"الخليج " بحثت عن أسباب مثل تلك الظواهر، واستطلعت آراء علماء الطب النفسي وخبراء الإعلام عما إذا كان لانتشار جرائم «الترند» علاقة بكثافة تغطيتها وطرحها في أعمال فنية.

  • الجانب النفسي لمرتكبي الجرائم النمطية

كشف الدكتور كريم راغب عايش استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان، أن قراءة تفاصيل جرائم «الترند» وطريقة تنفيذها قد يساعد أشخاص آخرين لديهم الدافع، لتكرارها.

وأضاف راغب في تصريحات خاصة ل «الخليج» أن قراءة أخبار الحوادث ومتابعة الأعمال الفنية التي تتناول تفاصيلها، لن يكون السبب المباشر لخلق شىء من العدم، لكنه قد يكون مثيرا قويا لشخص ما عنده استعداد لاستقبال هذا المثير والتصرف على أساسه، أو على أقل التقديرات لا يمتلك ما يحميه من الوقوع تحت تأثيره.

وأشار عايش إلى أن الميثاق الإعلامي يحدد قواعد مُنظمة للنشر عن حوادث الانتحار، و كذلك تفاصيل ممارسة إدمان المخدرات وارتكاب الجرائم، لكن الأمر يحتمل اختلاف وجهات النظر حين يتم طرحها في عمل فني غير ملتزم بالأطر الواقعية.

وأكد استشاري الطب النفسي على أن الاضطراب النفسي قد يكون سبباً لارتكاب الجرائم، لكن الأمر يعتمد على طبيعة ذلك الاضطراب ودرجة قوته.

وتابع الدكتور كريم راغب عايش أن تأثير الاضطراب على الإدراك والبصيرة، هو ما سيحدد بعد ذلك مدى قابلية المتهم للوقوع تحت طائلة القانون.

وأوضح أنه على خلاف الظن الشائع، فإن الاضطراب النفسي لا يعفى من المسؤولية الجنائية في معظم القضايا الجنائية إن لم يكن كلها، ووقتها تكون العقوبة مرهونة عادة بقضائها داخل أقسام الطب النفسي الشرعي فى بعض المستشفيات النفسية الحكومية، المجهزة لهذا الغرض تحديداً.

  • هل يتأثر المجرمون بالبرامج والمسلسلات؟

انتقل الحديث إلى الناقد الفني محمد عبد الرحمن، الذي بدأ حديثه مع «الخليج» بطرح السؤال «لو افترضنا أن جرائم القتل الشبيهة بحادثة نيرة أشرف تكررت بسبب نشر تفاصيل القضية، فكيف حصل قاتلها على فكرة جريمته؟».

وأشار إلى أن رواية «المرايا» التي صدرت للأديب الراحل نجيب محفوظ عام 1972، تضمنت أحداثها إقدام رجل على قتل امرأة لرفضها الارتباط به، وهو ما يعني أن الجرائم قديمة وموجودة دون أن يكون للصحافة دوراً في الترويج لها.

وأكد عبد الرحمن أن تناول وسائل الإعلام للقضايا «الترند» يزيد من توعية الأهالي بالمخاطر التي قد يواجهها أبناؤهم، لافتاً إلى أن ما قد يعيب التغطية الصحفية لتلك الحوادث هو الإسراف في تسليط الأضواء على أقارب الضحايا والجناة واستضافتهم في البث المباشر عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وقال «لو توقفت الصحافة عن نشر أخبار الحوادث، فإن ذلك لن يؤدي إلى توقف الجرائم».

وتابع محمد عبد الرحمن تصريحاته مؤكداً أن مسلسلات الجريمة تتصدر منصة «نتفليكس»، كما أن مسلسل «سفاح الجيزة» رغم الانتقادات حول أداء بعض أبطاله والعيوب الدرامية فيه، إلا أنه حقق نجاحاً واسعاً.

ولفت إلى أن نجاح مسلسلات الجريمة هو ما جعل الجهات الإنتاجية تتنافس للحصول على حق تنفيذ مشروع مسلسل «سفاح التجمع» الذي تجري كتابته في الوقت الراهن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/becnr3c9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"