عادي

تأثير الانبعاثات في المحيطات

22:36 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

ساي تيك ديلي

منذ نحو 183 مليون سنة، خلال حدث نقص الأكسجين المحيطي التوارسي، أطلقت الانفجارات البركانية في ما يعرف الآن بجنوب إفريقيا، ما يقرب من 20 ألفاً و500 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون، في الغلاف الجوي والمحيطات على مدى 300 إلى 500 ألف سنة، ما أدى إلى نفاد شديد للأكسجين في البيئات البحرية، وانقراض واسع النطاق للحياة البحرية.

وأدى النشاط البشري منذ الثورة الصناعية إلى تراكم ثاني أكسيد الكربون الذي تمثل انبعاثاته 12% من إجمالي الانبعاثات خلال فترة التشغيل بأكملها، في أقل من 0.1 % من الوقت، وينبئ نقص الأكسجين المحيطي التوارسي بما قد يحدث لمحيطاتنا إذا استمرت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الزيادة.

وقال فرانسوا تيسو من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا: «جمعنا ثلاثين عينة من الحجر الجيري الطبقي من منطقة ميركاتو سان سيفيرينو في جنوب إيطاليا، لتقييم شدة إزالة الأكسجين في المحيطات خلال فترة نقص الأكسجين المحيطي التوارسي».

وقام الباحثون بتحليل العينات لمحتواها من اليورانيوم وتكوينها النظيري، النظائر هي نسخة مزدوجة من عنصر به عدد مختلف من النيوترونات، وبالتالي كتل مختلفة قليلاً جداً، وتعتمد الوفرة النسبية لنظائر اليورانيوم في المحيط، على كمية نقص الأكسجين، ما يعني أنه من خلال قياس التركيب النظيري لليورانيوم في المحيط، يمكن للعلماء استنتاج كمية نقص الأكسجين في المحيط، وفي غياب عينات مياه البحر الفعلية من الماضي، يمكن للعلماء استخدام بديل لها، مثل صخور الكربونات، التي تسجل تكوين مياه البحر.

فعندما يكون هناك الكثير من الأكسجين في المحيط، يبقى اليورانيوم في شكله القابل للذوبان، المذاب في مياه البحر، ولكن عندما يصبح الأكسجين في الماء أكثر ندرة، يبدأ اليورانيوم في الترسب من مياه البحر، ويستقر في الرواسب في قاع المحيط، وهكذا، ويمكن أن تشير كمية اليورانيوم في عينات قاع البحر إلى النسبة المئوية للأكسجين في المحيط في وقت الدراسة الاستقصائية.

ووجد الباحثون أن نقص الأكسجين بلغ ذروته في 28 إلى 38 مرة أكثر من المحيط الحديث، فاليوم نحو 0.2% فقط من قاع المحيط، مغطى برواسب نقص الأكسجين، على غرار تلك الموجودة في البحر الأسود، وفي وقت نقص الأكسجين المحيطي التوارسي، قبل 183 مليون سنة، كان 6 إلى 8% من قاع المحيط مغطى برواسب نقص الأكسجين.

وذكر تيسو: «إذا لم نحد من انبعاثات الكربون واستمررنا في زيادة ثاني أكسيد الكربون، فيمكننا أن نرى بوضوح أنه ستكون هناك تأثيرات سلبية شديدة على النظام البيئي للمحيطات».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4pykaky8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"