عادي

حال انسحاب بايدن.. مَنْ يظفر بالبيت الأبيض ترامب أم هاريس؟

20:46 مساء
قراءة 6 دقائق

واشنطن - رويترز

صارت كاملا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي، مصدر قلق للجهات المتبرعة للحزب الجمهوري في الوقت الذي بدأ فيه عدد من كبار الشخصيات في الحزب الديمقراطي، بالاصطفاف خلفها.

ويقول ديمقراطيون بارزون إن هاريس ستكون الخليفة الطبيعي للرئيس جو بايدن، إذا رضخ للضغوط المتزايدة وتخلى عن ترشيح الحزب الديمقراطي له في الانتخابات المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الحالي.

والآن يتساءل المتبرعون والناشطون والمسؤولون في الحزب الديمقراطي: هل لدى هاريس فرصة أفضل من بايدن للتغلب على الرئيس السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب؟

أكد بايدن مراراً أنه سيخوض غمار السباق.

إذا أصبحت هاريس (59 عاماً)، وهي عضو سابق بمجلس الشيوخ الأمريكي، وسبق أن شغلت منصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا، مرشحة الحزب الديمقراطي وفازت في انتخابات الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني، ستكون أول رئيسة في تاريخ الولايات المتحدة. وهاريس حالياً هي أول أمريكية من أصل إفريقي وآسيوي تشغل منصب نائب الرئيس.

تولت هاريس عملها في البيت الأبيض قبل ثلاث سنوات ونصف السنة، واتسمت تلك الفترة ببداية باهتة لاضطلاعها بمهام منصبها وإحلال موظفين بآخرين والتبكير بتولي مهام سياسية، منها ملف الهجرة من أمريكا الوسطى الذي لم يتحقق فيه الكثير من النجاح.

وخلال العام الماضي عبر كثيرون داخل البيت الأبيض وفريق حملة بايدن بشكل خاص عن قلقهم من أن تمثل هاريس عائقاً أمام نشاط الحملة لكن، وفقاً لمسؤولين ديمقراطيين، تغير الوضع بشكل كبير منذ ذلك الحين إذ تحركت هاريس في ملف حقوق الإجهاض، وبدأت في التودد إلى الناخبين الشبان.

  • تأييد هاريس في بعض استطلاعات الرأي

تشير استطلاعات رأي حديثة إلى أن أداء هاريس يمكن أن يكون أفضل من بايدن في مواجهة المرشح الجمهوري ترامب، غير أنها ستواجه منافسة شديدة.

وأظهر استطلاع أجرته شبكة (سي.إن.إن) ونشرت نتائجه في الثاني من يوليو/ تموز أن الناخبين يفضلون ترامب على بايدن، بست نقاط مئوية وبنسبة 49 بالمئة مقابل 43 بالمئة. كما كان التأييد لهاريس بنسبة 45 بالمئة مقابل 47 بالمئة لترامب، وهو فارق يدخل ضمن هامش الخطأ في الاستطلاع.

وأظهر الاستطلاع كذلك أن التأييد لهاريس من المستقلين بلغ 43 بالمئة مقابل 40 بالمئة لترامب، كما أن الناخبين المعتدلين من كلا الحزبين أيدوها بنسبة 51 بالمئة مقابل 39 بالمئة لترامب.

وأظهر استطلاع أجرته رويترز/إبسوس بعد المناظرة التلفزيونية التي جرت الأسبوع الماضي بين ترامب وبايدن، الذي تعثر خلالها، أن هاريس وترامب متعادلان تقريباً إذ أيدها 42 بالمئة وأيده 43 بالمئة.

وكانت السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما، التي لم تعبر قط عن أي اهتمام بدخول السباق الرئاسي، هي الشخصية الوحيدة التي حصلت على نتائج أعلى بين البدائل المحتملة لبايدن.

ويظهر استطلاع داخلي نشرته حملة بايدن بعد المناظرة أن هاريس لديها نفس فرص فوز بايدن على ترامب إذ قال 45 بالمئة من الناخبين، إنهم سيصوتون لها مقابل 48 بالمئة لترامب.

وقال ديمقراطيون مؤثرون إن هاريس ستكون المنافس الديمقراطي الأفضل إذا اختار بايدن التنحي، ومن هؤلاء النائب جيم كلايبرن، الرجل الذي كان سبباً رئيسياً في فوز بايدن عام 2020، والنائب جريجوري ميكس، عضو الكونجرس عن نيويورك وكذلك العضو البارز في كتلة السود بالكونجرس، والنائبة الديمقراطية عن بنسلفانيا سمر لي.

وقال أحد المساعدين في الكونجرس إن زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز تحدث برأي مماثل إلى زملائه.

وقال اثنان من المتبرعين للحزب الجمهوري لرويترز إنهما يأخذان مسألة ترشح هاريس على محمل الجد، وإنهما يفضلان أن يواجه ترامب بايدن بدلاً منها.

وقالت بولين لي، وهي إحدى جامعات التبرعات لترامب في نيفادا بعد مناظرة 27 يونيو/ حزيران «أفضل أن يظل بايدن في السباق» لا أن تحل هاريس محله، معبرة عن اعتقادها أن بايدن أثبت أنه «غير كفء».

وبدأ البعض في وول ستريت، وهو مركز مهم لجمع التبرعات للحزب الديمقراطي، في التعبير في الإدلاء بآرائهم حول المرشح المفضل.

وقال سونو فارجيز، الخبير الاستراتيجي لدى شركة الخدمات المالية كارسون جروب، «بايدن يتخلف عن ترامب بالفعل، ومن غير المرجح أن يتمكن من سد هذه الفجوة بالنظر إلى وضع حملته حالياً، وسيؤدي وجود نائبة الرئيس هاريس على الأرجح إلى تحسين احتمالات سيطرة الديمقراطيين على البيت الأبيض».

وأضاف «من المحتمل أن تكون فرصها أفضل من فرص بايدن في هذه المرحلة».

وينظر غالبية الأمريكيين إلى هاريس نظرة سلبية مثلما ينظرون إلى بايدن وترامب.

ووجد استطلاع أجرته مؤسسة فايف ثيرتي إيت أن 37.1 بالمئة من الناخبين يؤيدون هاريس مقابل معارضة 49.6 بالمئة وأن 36.9 بالمئة يؤيدون بايدن مقابل 57.1 بالمئة في حين حصل ترامب على نسبة تأييد38.6 بالمئة مقابل 53.6 بالمئة.

  • النساء والناخبون السود وأنصار غزة

منذ أن ألغت المحكمة العليا الحق الدستوري للنساء في الإجهاض في 2022، أصبحت هاريس الصوت الأبرز في إدارة بايدن بشأن حقوق الإنجاب، وهو ملف يراهن عليه الديمقراطيون لمساعدتهم على الفوز في انتخابات 2024.

يعتقد بعض الديمقراطيين أن هاريس بمقدورها أن تبث الحماس لدى المجموعات ذات الميول الديمقراطية التي تراجع حماسها لبايدن، بما يشمل الناخبين السود والشبان ومن لا يوافقون على طريقة تعامل بايدن مع الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

وقال تيم ريان عضو الكونغرس الديمقراطي السابق من ولاية أوهايو في مقال رأي نشر مؤخراً «ستبث الحماس لدى الأعضاء من السود وأصحاب البشرة السمراء ومن تعود أصولهم لمنطقة آسيا والهادي في تحالفنا، ستجتذب على الفور المحبطين من الشبان في بلادنا، ليعودوا للمشهد».

وأضاف أنه يعتقد أن النساء المقيمات في الضواحي قد يكن أكثر ارتياحاً لهاريس مقارنة بترامب أو بايدن.

أما استراتيجية هاريس العلنية تجاه إسرائيل بصفتها نائبة للرئيس، فهي متطابقة مع بايدن، لكنها كانت أول شخصية سياسية بارزة في الحكومة الأمريكية تدعو لوقف إطلاق النار في مارس/ آذار.

وقال عباس علوية وهو عضو في حركة «غير ملتزم» التي حجبت أصوات التأييد لبايدن في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب، بسبب دعمه لإسرائيل «مجرد تغيير المرشح لا يعالج مبعث القلق الرئيسي» للحركة.

وإذا تنحى بايدن فقد تنشب منافسة بين ديمقراطيين آخرين للحصول على ترشيح الحزب.

وإذا اختار الحزب مرشحاً آخر وفضله على هاريس، يقول بعض الديمقراطيين إن ذلك قد يكبد الحزب خسارة الكثير من السود الذين كانت أصواتهم حاسمة في فوز بايدن بانتخابات 2020.

وقالت أدريان شروبشاير، المديرة التنفيذية لمجموعة (بلاكباك) للتواصل بين الناخبين السود «لا بديل غير كاملا هاريس».

  • يسارية أكثر مما ينبغي

لكن بعض المتبرعين للحزب الديمقراطي يقولون إن هاريس قد تواجه صعوبات في اجتذاب الديمقراطيين المعتدلين والناخبين المستقلين الذين تروقهم سياسات بايدن الوسطية، ويتنافس الحزبان على أصوات الناخبين المستقلين، لتساعد على دفع مرشح الحزب ليفوز بالرئاسة.

ويقول ديمتري ميلهورن وهو من جامعي الأموال والتبرعات ومستشار ريد هوفمان المؤسس المشارك لمنصة لينكدإن والمتبرع الكبير للحزب الديمقراطي: «أكبر نقطة ضعف لديها هي أن صورتها لدى الناس ارتبطت مع الجناح اليساري المتطرف من الحزب الديمقراطي، والجناح اليساري من الحزب الديمقراطي لا يمكنه أن يفوز بانتخابات على مستوى البلاد بأكملها، هذا هو التحدي الذي سيكون عليها تخطيه إذا أصبحت مرشحة الحزب».

يمكن لهاريس أن تستفيد من الأموال التي جمعتها بالفعل حملة بايدن الانتخابية، وترث البنية التحتية القائمة للحملة الانتخابية وهي ميزة حاسمة قبل أربعة أشهر فقط على يوم التصويت في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني.

لكن محللين استراتيجيين يقولون إن أي حملة انتخابية للحزب الديمقراطي ستحتاج رغم ذلك لجمع مئات الملايين من الدولارات، قبل التصويت لتكلل جهودها بالنجاح.

وقال مصدر في اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي «أستطيع أن أقول لكم إننا نواجه صعوبة كبيرة في جمع الأموال تأييداً لها».

وخلال ترشحها للرئاسة قبل انتخابات 2020، لم تتمكن هاريس من جمع ذات التمويل الذي تمكن بايدن من جمعه. وانسحبت من السباق في ديسمبر كانون الأول 2019 وهو ذات الشهر الذي أعلنت حملتها الانتخابية جمع مساهمات بلغت 39.3 مليون دولار إجمالاً. أما حملة بايدن فقد تمكنت من جمع 60.9 مليون دولار في ذات الفترة.

وعلى الرغم من ذلك، تمكنت حملة بايدن من جمع مبلغ قياسي هو 48 مليون دولار في 24 ساعة بعد إعلان اختيار هاريس نائبة لبايدن على بطاقته الانتخابية في السباق الرئاسي 2020.

وقال بعض الديمقراطيين إن خلفية هاريس في ممارسة العمل في مجال الادعاء العام قد تعطي بريقاً لشخصيتها ومواقفها في مناظرة مباشرة مع ترامب.

ويرى ميلهورن أن «لديها تركيز مبهر وهي قوية وذكية وإذا تولت عرض قضية الادعاء في مواجهة مخالفات دونالد ترامب فسوف تطيح به».

وزادت هجمات الجمهوريين على هاريس منذ أن ورد احتمال أنها قد تحل محل بايدن، ويعيد مقدمو برامج من المحافظين تداول أوجه نقد تعرضت لها خلال سباق 2020 بما يشمل ما قاله بعض الديمقراطيين عن أنها تضحك أكثر من اللازم، ولم تختبر حقاً بعد وغير مؤهلة.

تقول كيلي ديتمار، وهي أستاذة علوم سياسية في جامعة روتجرز إن تلك الانتقادات الشرسة تأتي في إطار تاريخ طويل من التقليل من قدر النساء الملونات وإهانتهن في المجال السياسي.

وأضافت «للأسف الاعتماد على الهجمات العنصرية والمنحازة واستخدام تشبيهات مناهضة للنساء المرشحات لمنصب هو أمر شائع في التاريخ ومستمر حتى يومنا هذا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdtytbu9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"