عادي
صيفنا قراءة

الهنوف محمد: أتنقل مثل الفراشة في حدائق المعرفة

23:35 مساء
قراءة 3 دقائق
الهنوف محمد

الشارقة: علاء الدين محمود

«للقراءة في الصيف متعتها الخاصة، حيث الهدوء الملهم، والعزلة المحرضة على الاطلاع والمعرفة»، هكذا تحدثت الشاعرة الهنوف محمد، التي أوضحت أن هنالك علاقة بين الصيف والشعور بالراحة، ذلك لأنه موسم العطلات، ولأن الجو الحار يفرض على الإنسان أن يلازم بيته، فإن ذلك الوضع يبدو مثالياً لأن يبدأ المرء ترتيب جدول قراءاته في مختلف أشكال وألوان الثقافة، والمعرفة.

وهنالك مواضيع بعينها تستهوي الهنوف في الوقت الراهن، خاصة نظريات الترجمة باعتبارها تخصصها الأكاديمي، وكذلك المؤلفات في مجال تنمية الذات الذي تكنّ له الهنوف حباً وشغفاً خاصّين، إضافة إلى ذلك تأتي كتب التاريخ كخيار مفضل، إذ إن هذا العلم شديد الأهمية بالنسبة إلى الكتاب، وللقرّاء كذلك، فهو يخبر عن الماضي ويضيء الحاضر والمستقبل.

  • انفتاح

وأوضحت الهنوف أن من المهم على القراء أن ينفتحوا على جميع المعارف، فهي تلاحظ أن هنالك بعض الاستخفاف بمؤلفات تطوير الذات، أو أنه لا يليق بالقراءة الجادة، وذلك خطأ كبير، فهذا النوع من المعرفة صار مؤثراً بشكل كبير في العصر الحديث، من حيث تعزيز التفكير الإيجابي، والمساعدة على تحقيق النجاح والتغيير في حياة البشر، فهذه الكتب تحفز على الوصول إلى الأهداف، وتحقيق الأحلام، وكذلك تخفيف التوتر والقلق، وهي مؤلفات تضم داخلها عدداً من العلوم والمعارف، مثل علم النفس، والفلسفة، وتضم حصيلة تجارب للعديد من المفكرين، والأدباء، والأشخاص الذين أصابوا قدراً من النجاح في حياتهم.

وذكرت الهنوف أن القراءة بالنسبة إليها في الوقت الراهن، لا تنحصر على الكتب والمؤلفات الورقية فقط، بل وكذلك الاطّلاع على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات المتخصصة، والكتب الإلكترونية، لكن تبقى للكتاب الورقي سطوته الكبيرة على القارئ، فهو لا يستطيع أن يسقطه عن حساباته نسبة للعلاقة التي صنعها معه، وتشير الهنوف إلى أنها تتنقل في عملية الاطلاع بين حدائق معارف عدة.

عدد من المؤلفات والإصدارات تعمل الهنوف على قراءتها خلال هذا الصيف، وتأتي المؤلفات التاريخية والفكرية في المقدمة، فهي تحاول أن تتبحّر في قراءة تاريخ الخليج والإمارات، واكتشاف معارف جديدة عن المنطقة، وأوضحت أن ثمة أحداثاً دارت على أرض الخليج، وشبه الجزيرة العربية، لم يتم تناولها جيداً، ولفتت إلى أنها باتت تهتم بشكل خاص بتاريخ الدولة، وتبحث في الحياة التي سادت في الماضي في كل إمارة، ومدلولات تسميات المعالم، والأماكن، موضحة أنها تقرأ هذه الأيام بتمعن شديد في تاريخ أم القيوين، ومدلول الاسم.

وذكرت الهنوف كذلك أنها مهتمة أيضاً بتلك المؤلفات التي تتناول علاقة الإمارات بدول الخليج العربي، وآثار تلك العلاقات في الواقع الاجتماعي، والثقافي، فلابد للكاتب، بخاصة في مجال الكتابة الإبداعية أن يعمل على التنقيب في مثل هذه الأمور، لأن مهمة الأدب هي رصد المجتمع.

وتؤكد الهنوف أن من المهم للكتّاب قبل القرّاء أن يطّلعوا على المراجع التاريخية، فذلك من شأنه أن يلفت أنظارهم، ويبصّر عقولهم بالكثير من القضايا، ويمدّهم بالأفكار، فالكاتب الذي لا يقرأ في التاريخ لا يستطيع أن يرصد الحاضر، أو يفهم ما يجري فيه، لأن تفسير كل ما يجري من وقائع آنية يتم بالعودة إلى الماضي، حيث تشكلت جذور الظواهر، والمشاكل التي تجابه البشرية. وفي جعبة الهنوف كذلك إصدار جماعي لمجموعة من المؤلفين بعنوان «قصيدة نثر»، يبحث في واقع تلك القصيدة في العالم العربي، ويتضمن الكتاب أعمال الدورة الأولى من ملتقى قصيدة النثر في عام 2013، في تونس، ويحتوي الكتاب على نماذج من قصيدة النثر، ونصوص نقدية، وتشير الهنوف إلى أنها تفتقد الشعر بعد أن غابت عن كتابته لفترة بسبب اهتماماتها البحثية والقراءة في مجالات مختلفة، غير أن الكتابات عن الشعر دائماً ما تغريها، فتعود إلى مطالعة المؤلفات المهتمة بالقصيدة، وهي تدعو القراء إلى مطالعة الأدب باستمرار لأنه غذاء لابد منه.

  • خبرة

وأشارت الهنوف إلى أنها كانت في السابق تفضل القراءة في أواخر الليل، والذي يتميز بالهدوء الشديد، حيث تكون هناك قدرة على التركيز، غير أنها أصبحت في الوقت الراهن تقرأ في أي وقت، ولا تتبع طقوساً معينة، إذ إن الخبرة التي تتراكم لدى القارئ، إضافة إلى الشغف، تجعله يستطيع الاطّلاع في أي زمن، وأي وضعية، وتدعو الهنوف القرّاء إلى أهمية التخلص من مسألة الطقوس في القراءة، لأنها معطّلة لعملية الإقبال على التثقيف، والمعرفة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2r9brprw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"