منها: التحول إلى مناطق أقل جذباً في السوق

خفض الفائدة يوجه أنظار المستثمرين بعيداً عن أسهم التكنولوجيا

14 يوليو 2024

12:28 مساء

قراءة 4 دقائق

«إس آند بي» أكبر المكاسب
التحول في السوق بدأ بالفعل
استفادة الصغيرة والعقارات

دبي: خنساء الزبير

يضع التخفيض الوشيك لأسعار الفائدة الأمريكية، المتوقع، المستثمر أمام خيار صعب: إما التمسك بأسهمه في شركات التكنولوجيا الكبرى، والتي ظلت تحقق عوائد على مدى أكثر من عام، أو التحول إلى مناطق أقل جذباً في السوق ولكنها تستفيد من تخفيف السياسة النقدية.

فقد ظل تملك أسهم شركات التكنولوجيا والنمو الضخمة، مثل إنفيديا وأمازون ومايكروسوفت، بمثابة استراتيجية مربحة للغاية للمستثمرين منذ أوائل عام 2023، حتى مع تشبيه هيمنة سوق هذه الأسهم مع «فقاعة الدوت كوم» التي حدثت في أواخر التسعينات.

تغير الحسابات

وربما تبدأ هذه الحسابات في التغير عقب تقرير التضخم المفاجئ يوم الخميس، والذي عزز التوقعات بخفض سعر الفائدة على المدى القريب من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.

ويُنظر إلى انخفاض أسعار الفائدة على أنه مفيد للعديد من مناطق السوق التي تأخر أداؤها هذا العام، بما في ذلك الشركات الصغيرة والعقارات والمناطق الحساسة اقتصادياً مثل الصناعات.

وأظهرت حركة السوق في نهاية الأسبوع أن التحول الناشئ ربما يكون قد بدأ بالفعل حيث شهد المؤشر ناسداك 100 المعبأ بالتكنولوجيا أكبر انخفاض له خلال العام يوم الخميس بينما شهد المؤشر «راسل 2000» للشركات الصغيرة أفضل يوم له في عام 2024.

وكان ناسداك قد اكتسب حوالي 21% هذا العام بينما ارتفع راسل بنسبة 6% فقط. وفي يوم الخميس أيضاً حقق مؤشر «إس آند بي500 متساوي الوزن» أكبر مكاسبه النسبية منذ عام 2020 مقارنة بالمؤشر «إس آند بي500» الذي يتأثر بشدة بأسهم التكنولوجيا والنمو الكبرى.

وأدى ذلك إلى تقليص الميزة الهائلة التي يتمتع بها «إس آند بي500»، والذي يظل مرتفعاً بنحو 18% في عام 2024 مقابل مكاسب قدرها 6.7% للمؤشر المتساوي الوزن.

وواصل مؤشر الشركات الصغيرة و«إس آند بي متساوي الوزن» المكاسب يوم الجمعة حتى مع انتعاش أسهم التكنولوجيا.

ويحذر المستثمرون من أن التحركات يمكن أن تكون بمثابة انتكاسة بعد أن وصل التفاوت في الأداء بين التكنولوجيا وقطاعات السوق الأخرى إلى أقصى الحدود.

وبالإضافة إلى ذلك كانت الفترات الأخيرة من توسع السوق قصيرة الأجل؛ فعلى سبيل المثال ارتفعت أسهم الشركات الصغيرة في نهاية عام 2023، عندما اعتقد المستثمرون أن تخفيضات أسعار الفائدة كانت وشيكة، لكنها تأخرت في الأشهر التالية.

أسباب التفاؤل

ومع ذلك هناك أسباب للتفاؤل بشأن توسيع التداول؛ فقد تم تسعير العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي يوم الجمعة باحتمالات 90% تقريباً لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع البنك المركزي في سبتمبر.

ويرى خبراء بأن الشركات الصغيرة، بما في ذلك شركات التكنولوجيا الحيوية التي تعتمد بشكل كبير على الائتمان، من بين تلك التي ستستفيد أكثر من خفض أسعار الفائدة.

وأيضاً الشركات الصناعية، التي يمكنها الاعتماد على الديون في المشاريع كثيفة رأس المال، يمكن أن تكون رابحة أيضاً.

وربما تصبح تقييمات الأسهم في السوق أكثر جاذبية أيضاً إذا استمرت عوائد السندات في الانخفاض مع تسعير المتداولين بأسعار أقل.

وانخفاض العوائد يعني أن السندات توفر منافسة أقل للأسهم بينما تتحسن تقييمات الأسهم في العديد من نماذج المحللين.

وبلغ العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات القياسية، والذي يتحرك عكسياً مع الأسعار، حوالي 4.2%؛ بانخفاض حوالي 50 نقطة أساس عن أعلى مستوياته في إبريل.

ومؤخراً تم تداول المؤشر «إس آند بي500» عند 21.4 ضعف الأرباح الآجلة، مقارنة بمتوسط تاريخي قدره 15.7، وفقاً لبيانات مجموعة بورصة لندن.

وفي حال التمكن من البقاء بالقرب من 4% فيصبح هناك اتساع أفضل عبر مجالات متعددة في سوق الأسهم.

ويشكك الكثيرون في أن المستثمرين سيبتعدون عن أسهم الشركات العملاقة، التي من المتوقع أن تكون أكثر مرونة في البيئات الاقتصادية غير المستقرة.