عادي

لماذا انسحب بايدن من سباق الرئاسة الأمريكية؟

23:45 مساء
قراءة 3 دقائق

إعداد: أحمد صلاح الدين

قبل قرار تنحيه عن الترشح لولاية رئاسية جديدة كشف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، منذ أيام، عن السبب الوحيد الذي يقول: إنه قد يدفعه لهذا لانسحاب، مع تزايد عدد الديمقراطيين الذين يطالبونه بالتنحي.

وجاءت تصريحات بايدن، الثلاثاء، خلال مقابلة مع قناة «بي إي تي»، نشرت مقتطفات منها شبكة «فوكس نيوز»، حيث قال: إنه سينسحب من السباق «إذا ظهرت لديه حالة طبية ما، أو إذا قال له الأطباء: إن لديه مشكلة».

ورغم تعهده الثلاثاء، بمواصلة مسعاه للفوز بفترة جديدة في الخامس من نوفمبر فاجأ بايدن الجميع الأحد، بقرار تراجعه عن الترشح، وقال في منشور على منصة «إكس»، إنه سيواصل أداء مهامه كرئيس وقائد أعلى للقوات المسلحة حتى انقضاء فترة ولايته في يناير/ كانون الثاني 2025، مضيفاً أنه سيتحدث إلى الأمة في وقت لاحق، هذا الأسبوع.

وبرر بايدن قرار تنحيه عن مواصلة السباق، بسبب «مصلحة حزبه الديمقراطي والولايات المتحدة الأمريكية».

  • القشة التي قسمت ظهر البعير

كانت الأمور تسير على ما يرام بالنسبة لجو بايدن حتى اللحظة التي شهدت الولايات المتحدة خلالها مواجهة شخصية بينه وبين الرئيس السابق دونالد ترامب، في مناظرة اعتبرت بمنزلة القشة التي قسمت ظهر البعير نظمتها شبكة «سي إن إن» والتي شهدت تبادلاً للاتهامات بينهما، و ركزت على قضايا مثل الإجهاض، إدارة الاقتصاد، المهاجرين، بالإضافة إلى النزاعات في أوكرانيا وغزة.

وبدأت المناظرة دون مصافحة بين المرشحين، واستمرت لـ 90 دقيقة سلطت الضوء على بايدن الذي بدا السن عليه واضحاً، ومحاولته لإثبات العكس باءت بالفشل، فما كان من وسائل الإعلام إلا أن أعلنت فوز ترامب، بناء على الأداء وقبل صدور نتائج استطلاعات الرأي.

وقالت صحيفة «نيويورك بوست»: «لقد شهد الملايين للتو نهاية فترة رئاسة جو بايدن على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون. كان أداء بايدن خلال المناظرة محرجاً... لم يَبْدُ كبيراً في السن، بدا فارغاً».

وأضافت: «لا يستطيع بايدن النجاة من هذا. ومن سوء الممارسة السياسية السماح له بمواصلة الترشح لإعادة انتخابه. ومن سوء التصرف الوطني السماح له بالاستمرار. لقد أمضى. بايدن أسبوعاً كاملاً في التحضير لهذه المناظرة، وهذا أفضل ما يمكنه فعله. هذا أمر ينبغي أن يرعب الجميع».

ومن جانبها رأت شبكة «سي إن إن» أن أداء الرئيس جو بايدن في المناظرة أثار أجراس الإنذار بين كبار الديمقراطيين، ما ترك البعض يتساءلون علانية عما إذا كان بايدن يستطيع البقاء على قمة القائمة الديمقراطية.

  • ضغوط من كل اتجاه

وواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن في أعقاب المناظرة، ضغوطاً من كل اتجاه تدفع للانسحاب، ليس فقط من الساسة الأمريكيين بل من أعضاء بالحزب الديمقراطي نفسه ولاسيما بعد مؤتمر صحفي تلعثم خلاله في بعض الردود.

وأثار أداء بايدن شكوكاً في أن يقنع ساسة الحزب الذين تساورهم المخاوف إزاء قدرته على الفوز بأنه أفضل رهان لهم لهزيمة المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني والبقاء لولاية ثانية مدتها أربع سنوات في البيت الأبيض.

ودعا عشرات الأعضاء في الكونغرس من الحزب الديمقراطي بايدن إلى الانسحاب والسماح للحزب باختيار مرشح آخر عنه، من بينهم ساسة أعلنوا موقفهم هذا علانية.

وشعر الديمقراطيون بالقلق من أن انخفاض معدلات التأييد الشعبي لبايدن، إلى جانب تنامي المخاوف من تقدمه في السن لدرجة تقوض قدرته على تحمل مهام المنصب، ما قد يتسبب في خسارة الحزب مقاعد في مجلسي النواب والشيوخ، وما قد يفقدهم القبضة على السلطة في واشنطن في حالة فوز ترامب بالرئاسة.

ولم يطمئن بايدن أولئك الذين أصيبوا بالذعر بسبب الأداء السيئ الذي أبداه في المناظرة أمام ترامب في 27 يونيو/ حزيران ضمن الحملة الانتخابية، فخلال حديثه، أشار إلى نائبته كامالا هاريس باسم «نائب الرئيس ترامب»، وجاء ذلك بعد ساعات فقط من تقديمه للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بصفته «الرئيس بوتين» في قمة حلف شمال الأطلسي، ما أثار صيحات من الحضور.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/vfbwf37u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"