عادي
اشتهرت بمواقفها الداعمة للفلسطينيين

بعد جمعها 11 مليوناً للأونروا.. لماذا تُشكل ابنة زوج كامالا هاريس ورقة انتخابية قوية؟

18:53 مساء
قراءة 4 دقائق
إيلا إيمهوف

إعداد: محمد كمال

يبدو أن إيلا إيمهوف ابنة زوج نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة المحتملة للرئاسة كامالا هاريس، ستكون محور اهتمام وسائل الإعلام، مع انطلاق حملة هاريس الانتخابية، نظراً لكونها ناشطة رافضة للحرب في غزة، بل وأسهمت بجهود في تجميع مساعدات لصالح مجموعات إغاثية مهتمة بالأطفال الفلسطينيين.

وإمهوف، ابنة المحامي دوج إمهوف، البالغة من العمر 25 عاماً، خريجة مدرسة بارسونز للتصميم، وتمكنت من توقيع صفقات مع علامات تجارية وعقود عرض أزياء مع شركات متعددة، وبدأت شركتها الخاصة في عام 2021.

ورغم أن والدها يهودي الديانة، فإن إيمهوف لم تنشأ كيهودية، في كنف والدها مع شقيقها الأكبر كول، في كاليفورنيا بعد انفصال والداها في 2008.

وأعلنت إيلا عبر مدير وسائل التواصل الاجتماعي الخاص بها جوزيف ديفيد فيولا أنها ليست يهودية و«لا تريد التحدث عن ذلك».

وكانت إيلا قد بدأت دراستها الثانوية عندما قدمها والدها إلى هاريس أول مرة، ثم التحقت بمدرسة بارسونز للتصميم عندما تم انتخاب زوجة أبيها لمنصب نائبة الرئيس الأمريكي.

وساعدت إيلا زوجة أبيها في الحملة الانتخابية، حيث ظهرت من حين لآخر ودعمتها عندما أدت اليمين الدستورية في يناير 2021.

وفي مايو 2021، تخرجت إيلا من الكلية، ومنذ ذلك الحين، تحولت إلى مهنة عارضة ومصممة الأزياء. ثم ظهرت لأول مرة على السجادة الحمراء في Met Gala في نفس العام. واستمرت في خطها المتصاعد، حتى تم اختيارها كواحدة من أيقونات التأثير في عالم الموضة.

  • دعم أطفال فلسطين

وفي حين ظلت إيمهوف ملتزمة في الغالب بالموضة، فإن توجهاتها المؤيدة للفلسطينيين أحدثت ضجة في الآونة الأخيرة، بعد تمكنها من جمع مبالغ تبرعات لصالح وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وبينما كانت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجري في جميع أنحاء البلاد في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة، حثت إيلا أكثر من 300 ألف متابع على صفحتها بإنستغرام على التبرع لوكالة (الأونروا) لمساعدة الأطفال الفلسطينيين.

وأسهمت إيلا في جمع تبرعات تجاوزت قيمتها ال11 مليون دولار في إطار حملة لمنظمة صندوق إغاثة الأطفال الفلسطينيين «PCRF».

وبعد نشر رابط التبرع للوكالة الأممية، واجهت إيلا ردود فعل عنيفة من بعض النقاد والمنظمات اليهودية التي اتهمتها بدعم جماعات عنف. ويبدو أنها قامت لاحقاً بحذف روابط التبرع تحت ضغط الانتقادات.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، انتقد عضو مجلس النواب الجمهوري جيف فان درو إيلا إيمهوف، مشاركتها رابط الحملة لدعم الأطفال في غزة، قائلاً: «هذا مصدر قلق كبير وأجده مثيراً للاشمئزاز».

ويرى محللون أنه في حين أن إيلا إيمهوف قد تساعد في تحييد الناخبين الديمقراطيين الذين لم يكونوا داعمين لبايدن بسبب سياسته «المنحازة» لإسرائيل، فإن أنشطتها العامة المتعلقة بالحرب بين إسرائيل وحماس قد يستخدمها الحزب الجمهوري لانتقاد هاريس.

  • موقف هاريس من إسرائيل

بعد ثلاثة أسابيع فقط من اندلاع الحرب في غزة، أعلنت هاريس أن إدارة بايدن ستضع «أول استراتيجية أمريكية على الإطلاق لمكافحة الإسلاموفوبيا».

وأوضحت في منشور عبر منصة إكس أنه: «نتيجة لهجوم حماس على إسرائيل والأزمة الإنسانية في غزة، شهدنا ارتفاعاً في الحوادث المعادية للفلسطينيين والمعادية للعرب ومعادية للسامية والإسلاموفوبيا في جميع أنحاء أمريكا». وقد صدم التوقيت العديد من ناشطي الجالية اليهودية الأمريكية.

ومن الواضح لاحقاً أن هاريس لا تسير على خطى بايدن وتحاول التوصل لصيغة متوازنة في التعامل مع القضية الفلسطينية، حيث أشارت بشكل ما إلى دعم التظاهرات الرافضة للحرب في غزة وقالت في مقابلة مع صحيفة The Nation: إنهم يظهرون بالضبط ما ينبغي أن تكون عليه المشاعر الإنسانية.. لا أقصد تأييد نقاطهم بالجملة. لكن علينا أن نبحر فيها.. أنا أفهم العاطفة وراء ذلك».

وبعد أن التقت بعائلات الرهائن الأمريكيين في إبريل/ نيسان، قال البيت الأبيض: إن هاريس «أكدت أنها والرئيس بايدن ليس لديهما أولوية أعلى من لم شمل الرهائن الأمريكيين في غزة مع أحبائهم» و«أكدت من جديد التزام الولايات المتحدة بإعادة رفات الرهائن الذين تأكدت وفاتهم».

وفي مارس/ آذار، دعت إسرائيل إلى إعلان وقف إطلاق النار. وقالت لشبكة ABC News: «لقد أوضحنا في محادثات متعددة وبكل الطرق أن أي عملية عسكرية كبيرة في رفح ستكون خطأً فادحاً». ورفضت نفي أن إسرائيل قد تعاني عواقب تخطي «الخط الأحمر» الذي حددته الإدارة الأمريكية - قائلة فقط: «سنتخذ خطوة بخطوة».

  • زوج هاريس و الإسلاموفوبيا

وقبل أيام قليلة من انسحاب الرئيس بايدن من السباق الانتخابي، ترأس دوج إيمهوف زوج هاريس مائدة مستديرة بين الأديان، حيث ناقش خطط الإدارة لإصدار توجيهات فيدرالية جديدة قريباً بشأن مكافحة الإسلاموفوبيا. وكثيراً ما تم تقديم إيمهوف، وهو يهودي، كمبعوث للبيت الأبيض إلى الجالية اليهودية.

وعمل إيمهوف كمحام لأكثر من 30 عاماً، كما قام بالتدريس في مركز القانون بجامعة جورج تاون.

وتزوج إيمهوف وهاريس في أغسطس 2014. وكان في ذلك الوقت محامياً في لوس أنجلوس وكانت تشغل منصب المدعي العام في كاليفورنيا.

وقبل انضمامه إلى هاريس في واشنطن، كان إيمهوف شريكاً في شركة محاماة كبرى، ثم حصل أولاً على إجازة مؤقتة قبل انتخابات 2020 مع بدء موسم الحملة الانتخابية، وبعد ذلك ترك الشراكة رسمياً عندما فاز بايدن وهاريس بالانتخابات وانتقلا إلى البيت الأبيض.

ولم يعلق إيمهوف أو ابناه بعد على تأييد الرئيس بايدن لهاريس لخلافته بعد انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024. لكنه أشاد على منصة إكس ببايدن الذي عمل معه بشكل وثيق على مدار السنوات الثلاث والنصف سنة الماضية. وكتب أنه «ممتن للغاية» للرئيس والسيدة الأولى جيل بايدن «لسنوات صداقتهما ودعمهما».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2v57xnu5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"