عادي
حتى لا تتحوّل إلى فوضى ووقت مهدر

الإجازة الصيفية.. متعة بالتخطيط الجيد والمشاركة العائلية

22:24 مساء
قراءة 4 دقائق

تحقيق: مها عادل

مع بداية الإجازة الصيفية يتغير روتين اليوم من الاستيقاظ، والنوم مبكراً، والالتزام بأوقات الدراسة، ومواعيد تناول الوجبات اليومية، ونوعيتها، ما يؤدي إلى تغيير كبير في نظام الحياة اليومية، ومع هذا التحول قد تتغير سلوكات الأبناء، وتتحول من النشاط إلى الكسل، ومن الانضباط إلى الفوضى. وفي السطور التالية سنتعرف أكثر إلى تجربة بعض العائلات في الإجازة الصيفية.

تحدثنا سهام الزبيدي، ربة بيت، بصراحة عن معاناتها مع صغارها خلال الإجازة، وتقول: مع بداية كل أجازة صيفية طويلة تبدأ المعاناة والشجار بيني وبين بناتي، فأنا أم لثلاث فتيات أكبرهن 15 عاماً وأصغرهن 9 سنوات، وللأسف الشديد، لا يوجد اختلاف بينهن في أسلوب استقبال الإجازة، حيث تسود حالة من الكسل، والفوضى، وعدم المبالاة، وأكثر ما يؤرقني هو تأخر موعد الاستيقاظ يومياً، حيث يصل إلى ما بعد منتصف النهار لأنهن يخلدن للنوم في أوقات متأخرة جداً من الليل، وطبعاً تضطرب مواعيد تناول الوجبات ويحدث الإسراف في مشاهدة الفضائيات، ومتابعة المسلسلات، والأفلام، بشكل مبالغ فيه، وفي نهاية اليوم يعلو صياحهن أثناء اللعب على أجهزة «البلاي ستيشن» في غرفهن التي تعاني حالة من الفوضى لا مثيل لها. وتتحول أيام الإجازة بالنسبة لي إلى أيام ثقيلة، وأنتظر عودة أيام الدراسة بفارغ الصبر، حتى يعود النظام والنشاط لبيتنا من جديد.

ممارسة هوايات
  • التقاط الأنفاس

هناء البقلي، موظفة في الشارقة، تشاركنا تجربتها مع أبنائها في لإجازة الصيفية وتقول: أعتبر الإجازة الصيفية منحة مفيدة، للكبار والصغار، وفرصة للراحة، وإعادة ترتيب الأولويات، والتقاط الأنفاس، وتقوية العلاقات مع الأبناء، وكثيراً ما أحرص على تصفية الذهن، ومحاولة إنجاز المهام المؤجلة طوال العام، بسبب شدة الانشغال، وضغط العمل، والمسؤوليات، ولذلك أسعد كثيراً بأيام الإجازة التي أحصل عليها من العمل كل عام في نفس التوقيت بالذات، لأكون بجوار أبنائي خلال فترة إجازتهم وتناول الإفطار معهم، وخلال اليوم أمنحهم قدراً كبيراً من وقتي لأعوض غيابي عنهم في أغلب أيام العام بسبب دوام العمل الطويل، وأسعد لحظات حياتي مشاركتهم بعض هواياتهم، مثل الرسم والتلوين، وأحياناً نقوم بتسجيل بعض الفيديوهات المرحة التي تحفظ ذكرياتنا السعيدة معاً، فأنا أعتبر هذا الوقت المستقطع من العام فرصة ذهبية لتعويض كل ما فاتنا خلال العام، وتحقيق كل ما نتمنى تحقيقه، وتحجبنا عنه مواعيد الدراسة والعمل المبكرة، وعادة ما أصحبهم في الإجازة لشراء بعض الألعاب التي نتشارك في اختيارها سوياً، وبشرط أن تكون مسلية ومفيدة، ويمكن أن يلعبها الكبار والصغار، حتى نخلق لحظات من التسلية والمتعة معاً.

الرحلات السياحية تجدد النشاط
  • حرية شخصية

تقول سحر الشريف: أنا لا أجيد التخطيط لأيام الإجازة بشكل جيد، بينما يقوم زوجي بترتيب رحلة الصيف كل عام، سواء داخل الدولة، أو خارجها، حسب الميزانية والقدرة المالية، لذلك لا أنشغل بهذا الأمر كثيراً، وبالنسبة للأنشطة الخاصة بالأبناء فهم يقومون بذلك، فعادة أجد لديهم خططاً للتنزه مع أصدقائهم، أو التجمع في أحد بيوت الأصدقاء للعب ومشاهدة مباريات كرة القدم، محلياً وعالمياً، بينما يفضل ابني الأصغر الخروج من البيت يومياً للعب مع أبناء الجيران في ممرات البناية التي نقطن فيها، وهذه الأنشطة تشغلهم كثيراً، وتسعدهم أيضاً، ولا تحتاج مني إلى عناء التدخل فيها، بخاصة أنني لو حاولت التخطيط بشكل مختلف فقد أقابل بالهجوم والرفض، لذلك فأنا لا أسعى للتدخل في تنظيم أوقاتهم، أو تحديد مشاريعهم، أو أولوياتهم في الإجازة، وأترك القرار لهم حفاظاً على حريتهم الشخصية، بخاصة أنهم يمضون معظم أوقاتهم خارج البيت، وهذا أمر مريح بالنسبة لي، لأن بقاء الأبناء، بخاصة الذكور، داخل المنزل لفترات طويلة في الإجازة، عادة ما يثير المشاكل، ويسبب الإزعاج.

مشاركة الأبناء في العابهم
  • الاستغلال الأمثل

تقدم إلينا هالة السيد الجندي، مدربة مهارات الحياة (لايف كوتش) مجموعة من النصائح، لضمان الاستغلال الأمثل لأيام الإجازة الصيفية وتقول: الإجازة الصيفية بما تحمله من أوقات فراغ طويلة، قد تمثل تهديداً على سلوكيات الأبناء وصحتهم والاستقرار النفسي والعائلي، فهي تعد سلاح ذو حدين، إذا تم التخطيط لها جيداً واستغلالها بشكل مفيد، تصبح من أهم الفترات الإيجابية للصغار والكبار من النواحي البدنية والنفسية والاجتماعية، لهذا ينصح خبراء النفس والاجتماع الأهل بضرورة الإشراف وتوجيه الأبناء إلى كيفية إدارة وقتهم بالإجازة، مع ضرورة وضع استراتيجية لاستغلال وقت فراغ الأبناء فيما يفيدهم حسب أعمارهم واهتماماتهم. وهناك بعض النصائح الأساسية التي قد تساعد الأهل على كيفية إدارة وقت فراغهم.

* على الآباء التحدث مع أبنائهم وإشراكهم في التخطيط للأشياء التي يقومون بها، أو ما يجب القيام به، وإنشاء قائمة بهذه الأنشطة أو المهام.

* أن يتضمن برنامج قضاء وقت الفراغ، انخراط الأبناء في دورات لصقل مهارات وأنشطة تعمل على تطويرهم من نواحٍ عدة، سواء من الناحية البدنية أو الثقافية أو النفسية، ومن المهم تخصيص الوقت وتشجيع الأبناء على الالتزام به، ومن المهم احتفال الوالدين والأسرة بإنجازات الصغار لتحفيزهم على الاستمرار.

* تطوير أسلوب تفكير الأطفال، عن طريق تعلم مهارات جديدة، مثل: تعلم لغات جديدة أو حرف، مثل: الزراعة أو الحياكة أو فن الطهي بالبيت حسب عمر الطفل وبمشاركة الأهل.

* قد تكون تربية حيوان أليف تجربة مفيدة للأطفال فوق سن السابعة، تمنحهم الشعور بالمسؤولية والثقة بالنفس، وتضيف لقدرات الطفل الكثير من المعرفة والنضج وروح العطاء وتشغل وقت الفراغ فيما يفيد.

* مشاركة الأطفال في رحلة سياحية لمكان جديد، يساعد على توسيع مداركهم ورفع حس الاستكشاف لديهم، ويزيد متعتهم بالإجازة والتقارب بين أفراد الأسرة.

* استغلال فترة الإجازة في تحسين بعض السلوكيات السلبية التي قد تظهر لدى الأبناء، مثل: السهر وإدمان الشاشات عبر التقرب منهم وشغل وقتهم ومشاركتهم بألعاب تفاعلية تعزز لديهم روح الترابط الأسري والتواصل الفعال مع محيطهم.

* الاهتمام بوقت الراحة والاسترخاء، مع عدم الخلط بين مفهوم الراحة والكسل.

الصغار يستمتعون بمغامرة التنقيب عن الأثار

 

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/uw7by5hv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"