عادي

رحيل أحمد عمر.. فارس صحافة الطفل يترجل عن جواده

19:24 مساء
قراءة دقيقتين
1
رحيل أحمد عمر.. فارس صحافة الطفل يترجل عن جواده

مخيلة مفعمة بالإبداع والفهم الواعي لروح الطفولة، سطرت اسم الكاتب الكبير أحمد عمر في عالم صحافة، وخصوصاً صحافة الطفل وهو تخصص صعب لكنه تمكن على مدار سنوات من جعل مجلة ماجد رمزاً باقياً في ذاكرة الأجيال المتعاقبة، مستعيناً بفريق من الكتاب والرسامين والأدباء، وها هو يرحل عن عالمنا في هدوء وسكينة وكأنها جائزته الختامية لسنوات العمل الطويلة في خدمة الطفولة العربية.

أحمد عمر الذي رحل عن عمر ناهز 85 عاماً، الذي يعد أول رئيس تحرير لمجلة «ماجد»، ولد في 25 سبتمبر 1939، وتخرج في كلية الآداب قسم الصحافة، ثم التحق بالعمل في صحيفة الاتحاد الإماراتية، وكان عضواً في فريقها التأسيسي. وفي عام 1979 تولى رئاسة تحرير مجلة «ماجد»، التي ولدت في أروقة صحيفة «الاتحاد». وظل مشرفاً على المجلة لمدة 25 عاماً، محققاً نجاحات كبيرة، وفي عام 2004 حصد جائزة صحافة الطفل، تكريماً لإسهاماته.

ولتعمقه في معرفة خبايا الطفولة وأسرارها، تمكن أحمد عمر من جذب اهتمام الأطفال العرب من المحيط إلى الخليج، حيث أصبح جمهور المجلة يقدر بمئات الآلاف من الأطفال العرب.

  • الكتاب الأول

وفي إحدى لقاءاته يقول أحمد عمر عن أول كتاب قرأه، إنه كان «رواية لأرسين لوبين، وهذا النوع من الروايات مشوّق للغاية، وقد يرى البعض أن هذه النوعية لا يصح للأطفال الاطّلاع عليها، لكنه يرى العكس وذلك لأنها تنمي الذكاء، كما أن الطفل لن يتركها قبل أن ينتهي من قراءتها ثم يبحث عن غيرها وهذا يعوّده القراءة».

ويقول عمر في أحد حواراته إن حبه للقراءة بدأ مع القرآن الكريم منذ الرابعة من عمره، ثم نماه توالياً، حتى تعرف على «سور الأزبكية» حيث الكتب القديمة التي كانت تباع بأسعار زهيدة. ومن هناك بدأ لبناته الأولى لصنع مكتبة ضخمة.

كما تحدث عن دور مجلة «ماجد» في جذب اهتمام الطفل للقراءة، بالقول إن «تشجيع الأطفال على القراءة مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والمجلة، فإذا لم يهتم الطفل منذ صغره بعادة القراءة فلن يهتم بها مستقبلاً، كما أن مجرد اهتمام الطفل بقراءة مجلة خطوة على طريق اكتساب عادة القراءة».

وكثيراً ما تلقى أحمد عمر هدايا رمزية من الأطفال قراء مجلة ماجد، لكن أبرز ما احتفظ به كان عبارة عن لوحة من الخوص كُتب عليها باللون الذهبي «ما شاء الله على ماجد».

وجاءت مجلة ماجد نظراً لحاجة الأطفال العرب إلى مطبوعة تعبر عنهم وتشبع احتياجاتهم الثقافية والإبداعية، لتسهم تحت إشراف أحمد عمر في تقديم وسيلة للتعبير عن فكر الطفل العربي ومشاعره من خلال الكلمة والرسم.

أما شخصية ماجد ذاتها كانت تعكس كثيراً من القيم الإنسانية، وليس كما هو معتاد عن الأبطال الخارقين، وهو ما جعله مقرباً من عالم الطفولة العربي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/jh35xhvc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"