أقل من 10 أيام تفصلنا عن بداية العام الدراسي الجديد، الذي يبدأ بدوام الهيئات الإدارية والتدريسية يوم 19 الجاري، تحضيراً للانطلاقة الفعلية بانتظام الطلبة في فصولهم يوم 26 الجاري، في رحلة تعليمية جديدة، بدأت بعض الأسر التحضير لها مسبقاً، بشراء المستلزمات المدرسية، بعد أن نجحت في إعادة تسجيل أبنائها في مدارسهم، أو وجدت شاغراً في مدارس أخرى، وهو ما لم يفلح فيه البعض حتى الآن، بانتظار دوام الهيئات الإدارية لعلهم يجدون حلاً لمعضلتهم.
قرب بداية العام الدراسي يظهر جلياً في إقبال الأهالي على المراكز التجارية التي رفعت شعار «العودة للمدارس» معلنة عن عروض لا يزال يراها البعض تفوق ميزانياتهم، لينتقوا منها ما يتماشى مع إمكانياتهم المادية، هذا فضلاً عن الإعلانات التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي، لبعض السائقين الذين يبحثون عن طلبة لإيصالهم إلى مدارسهم، ومدرسون يبدون استعدادهم لعقد حلقات تدريس جماعية «عن بعد» للراغبين في بدء العام بقوة.
وبعيداً عن التحضيرات التي تسبق بداية الدراسة، فإن كل المؤشرات تؤكد أننا على موعد مع عام دراسي جديد، في كل شيء، مع تشديد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، خلال إعلان سموه عن التوجهات العامة لعام 2024، على أهمية تطوير التعليم باعتباره رهاننا للتقدم، والسبيل إلى تحديد مكاننا في المستقبل، ومكانتنا بين الدول، ودعوة سموه الصريحة إلى تحويل التعلم المستمر إلى مهارة راسخة في المجتمع، والاهتمام بالتعلم والتأهيل النوعي، والاهتمام بالتعلم المستمر للإماراتي والمقيم.
لطالما كان التعليم على رأس أولويات قيادتنا الرشيدة التي تسعى بشكل مستمر إلى تطويره من خلال توفير بيئة تعليمية مبتكرة وحديثة، تجمع بين أحدث التقنيات وأساليب التدريس العالمية، بهدف بناء أجيال مؤهلة وقادرة على مواجهة تحديات المستقبل والمساهمة في تعزيز مكانة الإمارات على الساحة العالمية، هذا فضلاً عن دعم المشاريع والمبادرات التعليمية المتنوعة التي تركز على تنمية المهارات الفكرية والعملية للطلاب، والحرص على إنشاء شراكات مع المؤسسات التعليمية العالمية لتبادل الخبرات والابتكارات.
من المتوقع أن يشكل العام الدراسي الجديد علامة فارقة في مسيرة التعليم في الدولة التي تمضي قدماً على طريق التطوير، بمنظومة دراسية هي الأحدث، ومناهج شهدت تطويراً لتتماشى مع أفضل النظم التعليمية العالمية، فضلاً عن توفير نظام مرن يضمن سير العملية التعليمية حتى في الأزمات، تأكيداً على التزام قيادتنا الرشيدة الراسخ بتقديم تعليم عالي الجودة للجميع، بما يسهم في بناء مجتمع معرفي متقدم ومتطور.
