عادي

الحر.. معاناة للبشرة

23:25 مساء
قراءة 6 دقائق
الحر.. معاناة للبشرة

تحقيق: راندا جرجس

يشكل الموسم الحار معاناة للجلد ولجميع أنواع البشرة، الدهنية والجافة والحساسة والمختلطة، حيث يتسبب ارتفاع درجات الحرارة والتعرض للأشعة فوق البنفسجية والرطوبة في فصل الصيف في زيادة إفراز الزيت الطبيعي الذي يسمى «الزهم» وبالتالي حب الشباب وانسداد المسام، وتشمل المشاكل الشائعة الأخرى الحكة وجفاف وحساسية الجلد والطفح الجلدي وحروق الشمس، كما يؤدي تجاهل العناية بالجلد إلى تلف الأنسجة والبهتان والإجهاد والظهور المبكر لعلامات الشيخوخة وفقدان النضارة والحيوية، وفي السطور القادمة تقدم مجموعة من الخبراء والاختصاصيين قواعد التعامل والاهتمام بالجلد لمختلف أنواع البشرة.

يقول د. نمير عبد المجيد أخصائي الأمراض الجلدية: إن البشرة الدهنية تتسم بإنتاج كمية من الزهم (الزيت الطبيعي) أكثر من الطبيعي، ما يجعلها تبدو لامعة، ويتسبب على الأغلب في انسداد المسام وظهور حب الشباب، وتعتبر فروة الرأس والوجه والصدر هي من المناطق الغنية بالغدد المُنتجة للزيوت، وتحتوي منطقة الوجه على العدد الأكثر تركيزاً من الغدد الزُهمية.

د. نمير عبد المجيد

ويضيف: يميل الأشخاص إلى التعرق في الصيف بدرجة أكبر نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، ما يؤدي إلى زيادة إنتاج الزيت وتقليل معدل دوران الخلايا، ولذلك يواجه أصحاب البشرة الدهنية تحديات متزايدة خلال أشهر الموسم الحار، وأبرزها التهاب الجلد المثي (الدهني)، وهي حالة تسبب حكة واحمرار والتهاب مع ظهور قشور دهنية، ويزداد حدوث الإصابة بهذه الحالة عندما يكون الطقس حاراً ورطباً، وتظهر البثور بوتيرة أعلى بسبب اختلاط العرق مع الزيوت، وترتفع احتمالية تضخم المسام.

يبين د. عبد المجيد، أن البشرة الدهنية تحتاج إلى عناية مكثفة في فصل الصيف، وتعتمد على استخدام منظف لطيف في النهار ويطبق مرتين يومياً، ثم يوضع مرطب خال من الزيوت وواق من الشمس لا يحتوي على مكونات تتسبب في انسداد المسام، أما في الليل فيجب تنظيف البشرة باستعمال حمض الساليسيليك، واستعمال المرطب الليلي لجلد خال من الزيوت، مع ضرورة تجنب استخدام منتجات العناية بالبشرة ذات القاعدة الكثيفة المهدئة والملطفة للبشرة خلال أشهر الصيف لأنها تتسبب في زيادة إنتاج الزيت وانسداد المسام والتسبب في ظهور البثور.

ويتابع: يحافظ شرب كميات كبيرة من الماء على رطوبة الجسم والبشرة من الداخل إلى الخارج، ويساعد الترطيب على تعزيز مرونة الجلد وتنظيم إنتاج الزيت وطرد السموم، ويلعب الحفاظ على نظام غذائي متوازن، وعدم تناول الكثير من الأطعمة الدهنية أو المقلية، في الوقاية من إفراز الزهم، ويمكن استبداله بتناول الكثير من الفواكه والخضراوات واللحوم الخالية من الدهون والحبوب الكاملة، كما تفيد الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات في دعم صحة الجلد وتنظيم إنتاج الزيت.

  • البشرة الحساسة

توضح د. نرمين إسماعيل، أخصائية الأمراض الجلدية، أن البشرة الحساسة تتسم بالحكة، الجفاف، الخشونة، الاحمرار، التكسر، والتفاعل الشديد عند استخدام مستحضرات التجميل، والضوء العالي، وتغيرات درجات الحرارة، وربما تتكاثر البثور والحبوب في فصل الصيف على المناطق التي زادت فيها الحساسية والتهيج، وتنتشر بذلك على الوجه والجسم كله.

د. نرمين إسماعيل

تشير د. نرمين إسماعيل، أن التعامل مع البشرة الحساسة في فصل الصيف يتطلب المزيد من الاهتمام والعناية الفائقة للحماية من تفاقم المشكلات الجلدية في الموسم الحار، والتي تتمثل في تغطية كل الأماكن المعّرضة للشمس، كاليدين والرقبة والوجه، بواقي الشمس عند الخروج من المنزل وخصوصاً عند الذهاب للبحر والاستجمام ومراعاة تجديده كل ساعتين، مراعاة ترطيب البشرة بشكل دوري لحماية البشرة الحساسة من الالتهابات والاحمرار، بالإضافة إلى تغذية الطبقة الخارجية من الجلد، مع ضرورة شرب كميات كبيرة من الماء لما لها من دور كبير في الوقاية من الجفاف في الموسم الحار.

  • البشرة المختلطة

تذكر د. سلمى شولاسيري، أخصائي الأمراض الجلدية، أن البشرة المختلطة تتميز بوجود مناطق دهنية وجافة على الوجه، وعادة ما تكون منطقة الجبهة والأنف والذقن دهنية، في حين أن الخدين والمناطق الأخرى تكون طبيعية وجافة، ولذلك يكون من الصعب إدارة هذا النوع من البشرة لأنه يتطلب اتباع نهج متوازن لمعالجة الزيوت الزائدة والجفاف، ويعاني أصحاب هذا النوع على الأكثر المشكلات التالية: 

د. سلمى شولاسيري
  • تميل منطقة الجبهة والأنف والذقن، إلى إنتاج كمية زائدة من الزيت، ما يؤدي إلى بشرة لامعة وانسداد المسام، ما يؤدي إلى ظهور حب الشباب، وخاصة أثناء زيادة درجات الحرارة عندما يختلط العرق بالزيت والبكتيريا.
  • تستهدف البقع الجافة المناطق غير الدهنية في الوجه، وخاصة مع التعرض لأشعة الشمس وتكييف الهواء، ما يؤدي إلى تجريد الجلد من الرطوبة.
  • يؤدي التعرض لأشعة الشمس إلى تفاقم الزيوت والجفاف، ويمكن أن تصبح المناطق الدهنية أكثر عرضة لحب الشباب، وتصبح المناطق الجافة متهيجة ومتقشرة.
  • يتفاوت الملمس ولون البشرة بين المناطق الدهنية والجافة، ما يحول دون الحصول على بشرة ناعمة ومتوازنة.

توضح د. سلمى شولاسيري، أن العناية النهارية للبشرة المختلطة في الصيف، تعتمد على تنظيف الوجه بغسول رغوي لطيف، وخال من الكبريتات لإزالة الزيوت الزائدة من المنطقة الدهنية دون الإفراط في تجفيف بقية الوجه، ومن الضروري استخدام تونر خال من الكحول لموازنة درجة حموضة البشرة وإزالة أي شوائب متبقية، ويمكن أن يضيف حمض الهيالورونيك الترطيب، مزيداً من العناية، كما يفيد استعمال واقي الشمس واسع النطاق مع عامل حماية من الشمس SPF 30 على الأقل، واختيار تركيبة هلامية أو سائلة لمنع انسداد المسام وإضافة تأثير ملطف.

وتضيف: يبدأ التنظيف المزدوج في المساء بمنظف زيتي لإزالة واقي الشمس ومواد المكياج، ويليه منظف لطيف ومرطب، واستخدام مصل مرطب مع مكونات مثل حمض الهيالورونيك لتعزيز مستويات الرطوبة، مع التركيز على المناطق الأكثر جفافاً، ووضع كريم متوازن أو مزيج من جل مرطب للمناطق الدهنية، مع مراعاة تقشير البشرة 2 - 3 مرات أسبوعياً، باستخدام مقشر يحتوي على أحماض ألفا هيدروكسي أو أحماض بيتا هيدروكسي لمنع انسداد المسام وإزالة خلايا الجلد الميتة، ووضع قناع الترطيب طوال الليل مرة أو مرتين في الأسبوع لتغذية البشرة بعمق والحفاظ على مستوى الرطوبة متوازن.

  • البشرة الجافة

تبين د. ديبتي بانديكار، طبيبة الأمراض الجلدية، أن البشرة الجافة هي فقدان الزيوت الطبيعية، ما يجعلها معرضة للحكة والتقشر والاحمرار وفي بعض الحالات تتطور إلى الإصابة بالتهاب الجلد التماسي، ما يتسبب في دخول مسببات الحساسية والجراثيم، ويزداد الجفاف ولون الجلد الباهت وغير الصحي، مع قضاء الكثير من الوقت في الهواء الطلق والأشعة فوق البنفسجية القاسية، أو مع الإفراط في مكيفات الهواء التي تؤدي إلى إيقاف التعرق الطبيعي، وبالتالي عدم طرد السموم.

د. ديبتي بانديكار

تلفت د. ديبتي بانديكار، إلى أن العناية بالبشرة الجافة في فصل الصيف تعتمد على استخدام الصابون المناسب أثناء غسيل الوجه أو الاستحمام، وتجنب الأنواع الملونة أو التي تحتوي على معطر ومضاد للبكتيريا أو منتجات حمض الهيالورونيك أو ملطفات البشرة التي تحتوي على الكحول، أو مستحضرات ما بعد الحلاقة وصبغات الشعر التي تحتوي على مواد كيميائية، ومراعاة استعمال الماء الدافئ، وتطبيق الترطيب الجيد خلال 3 - 5 دقائق للاحتفاظ برطوبة الجلد لفترة أطول، والتأكيد على تدابير الحماية من الشمس الضارة عند الخروج في الهواء الطلق، كما يساعد تناول كمية كافية من الماء وقليل من ملح البحر، وكميات جيدة من الفواكه والخضراوات الصيفية الملونة في النظام الغذائي على تجنب مشكلات البشرة الجافة.

وتضيف: يجب الإقلاع عن التدخين كونه يتسبب في ظهور الشيخوخة المبكرة على المدى الطويل، كما يؤدي شرب الكحول في إدرار البول وإزالة السوائل الحيوية والكهارل من الجسم وبالتالي الجفاف، وتلعب النباتات الموجودة في المنزل دوراً مهماً في زيادة رطوبة الهواء التي تخفضها المكيفات، كما يجب وضع زيت أو كريم مرطب، أو قناع من المكونات الطبيعية قبل النوم حتى تتعافى البشرة من أضرار النهار.

  • 5 إجراءات

يقول د.جيمس زكريا، طبيب الأمراض الجلدية والتجميل: تزداد فرص حدوث حالات احمرار وتهيج وجفاف الجلد، عند التعرض للحرارة المباشرة أو أشعة الشمس في فصل الصيف، ويُعد النمش وتجاعيد الجلد والتآكل المتقشر في الأجزاء المعرضة للشمس من المشكلات الشائعة، ولذلك يجب استخدام أكسيد الزنك أو ثاني أكسيد التيتانيوم لتقليل التهيج، وإعادة تطبيق دقيق كل 2 إلى 3 ساعات، للحصول على بشرة صحية.

د.جيمس زكريا

1. يلعب الترطيب باستخدام نوع لا يسد المسام دوراً مهماً في منع جفاف الجلد.

2. يعمل تجنب المحفزات، والتعرض المفرط لأشعة الشمس، واستخدام العطور، والمنظفات التي تحتوي على الكحول والتي تعطل حاجز الجلد، في الحصول على حماية للبشرة، مع استخدام منظفات خفيفة وتقشير لطيف في الصيف.

3.يفيد ارتداء الملابس خفيفة الوزن التي تمتص أشعة الشمس، والقبعات واسعة الحواف، في توفير الحماية اللازمة لصحة الجلد.

4. يمكن تناول أقراص أوميجا3 والنظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية من الفاكهة والأدوية التي توفر الحماية من أشعة الشمس بشكل روتيني، ولكن يجب أن تكون تحت إشراف الطبيب.

5. يجب التواجد في الأماكن ذات الترطيب العالي، والحد من الخروج من المنزل في أوقات الذروة والتعرض لأشعة الشمس الضارة على البشرة والجلد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/45jr5d3d

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"