عادي
شركات أغذية تلجأ لتقليل حجم عبواتها لكسب المتسوّقين

ترامب وسكاكر «تيك تاك».. ما هو تأثير «التضخم الخفي»؟

19:29 مساء
قراءة 3 دقائق
ترامب حاملاً سكاكر«تيك تاك»

إعداد: فاروق فياض
في منتصف أغسطس/ آب الجاري، وأمام مناصريه؛ رفع مرشح الرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، بيديه عبوتين من سكاكر «تيك تاك»، إحداهما كبيرة الحجم، وأخرى صغيرة. في إشارة منه لتأثير ارتفاع مستوى «التضخم» في حياة الأمريكيين، حيث أضطر الكثير منهم «قسراً»، لشراء العبوات صغيرة الحجم، بما يتوافق مع ميزانياتهم.
وفي ظل ارتفاع مستويات التضخم التي عصفت بالاقتصادات العالمية خلال الأعوام القليلة الماضية، وما رافقه من ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار سلع ومنتجات، أصبح الكثير يفكر في التقليل من حجم نفقاته، ومصاريفه الشهرية، أو حتى التقليل من أوزان وكميات سلّته الاستهلاكية.
لكن في الطرف المقابل، تلجأ شركات كبرى، بخاصة تلك المتعلقة بالأغذية والمشروبات، لتقليل حجم منتجاتها، وعبواتها وزناً، وبنفس القيمة التي كانت تباع من ذي قبل، للحفاظ على أكبر قيمة سوقية لها، واكتساب المزيد من العملاء.
فلماذا يلجأ مصنعو الأغذية لتقليل أوزان عبواتهم في ظل موجة التضخم العالمية؟
زيادة تكاليف
يؤدي التضخم إلى زيادة تكاليف الإنتاج بالنسبة إلى الشركات، وهذا يشمل تكاليف المواد الخام، الطاقة، النقل، والعمالة. وعندما ترتفع هذه التكاليف، يمكن للشركات اتخاذ عدة استراتيجيات لتعويضها من دون رفع الأسعار بشكل كبير، لتجنب فقدان العملاء. وإحدى هذه الاستراتيجيات هي تقليل حجم المنتجات المباعة بنفس السعر، وهي عملية تعرف باسم «التضخم الخفي» (Shrinkflation).
ففي حالة عبوات منتج ما في دولة ما، يمكن أن تكون الشركات قد لجأت إلى تقليل كمية المنتج كالسكاكر، والحلويات، والشيبس مثالاً، داخل العبوة مع الحفاظ على نفس السعر بسبب الضغوط التضخمية.
هذا يعني؛ أن المستهلكين يحصلون على كمية أقل من المنتج مقابل السعر السابق نفسه، مما يجعلهم فعلياً يدفعون أكثر لنفس المنتج عندما يتم حساب الكلفة لكل غرام.
ويساعد هذا التكتيك الشركات؛ على إدارة زيادة التكاليف من دون رفع الأسعار الظاهرة بشكل كبير، ما يساعد على تجنب ردود فعل سلبية من المستهلكين الذين قد لا يلاحظون، على الفور، تقليل الكمية، ولكنهم قد يعارضون زيادة الأسعار بشكل مباشر.
تغيّر للعادات
وماذا عن شرب فنجان من القهوة في ظل التضخم؟
بالطبع له تأثير كبير في عادات استهلاك القهوة لدى المستهلكين، كزيادة أسعار القهوة، فعندما ترتفع تكاليف إنتاج القهوة نتيجة للتضخم، مثل زيادة أسعار البن، الطاقة، والنقل، فإن الشركات غالباً ما تنقل هذه التكاليف إلى المستهلكين عن طريق رفع أسعار القهوة. هذا يمكن أن يجعل القهوة أقل جاذبية للمستهلكين الذين يحاولون تقليص نفقاتهم.
كذلك، تغيير في عادات الاستهلاك، حيث نتيجة لارتفاع الأسعار، يلجأ بعض المستهلكين إلى تقليل عدد مرات شراء القهوة خارج المنزل، مثل تقليل الزيارات إلى المقاهي. وبدلاً من ذلك، يبدؤون بتحضير القهوة في منازلهم، كوسيلة لتوفير المال، أو حتى التحول إلى بدائل أرخص، حيث يتحول بعض المستهلكين إلى بدائل أرخص من القهوة، مثل شراء أنواع أقل كلفة، أو تقليل الاعتماد على القهوة تماماً، والانتقال إلى مشروبات أخرى، مثل الشاي.
وكذلك شراء كميات أقل من المعتاد، ففي بعض الحالات، يقوم المستهلكون بشراء كميات أقل من القهوة الفاخرة، أو التحول إلى العلامات التجارية ذات الأسعار المنخفضة، للتكيف مع ارتفاع التكاليف.
تأثير الجودة
أيضا تأثير الجودة، حيث مع ارتفاع التكاليف، تلجأ بعض الشركات إلى تقليل جودة المنتجات للحفاظ على هوامش الربح من دون رفع الأسعار بشكل كبير. ويؤدي هذا إلى تأثيرات سلبية في تجربة القهوة للمستهلكين، ما يدفعهم للبحث عن بدائل أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن رواد شرب القهوة الذين اعتادوا قديماً على تناول قطعتين من الحلوى، أو الكيك، وما شابه، بدأوا يفكرون جلياً في تناول قطعة واحدة فقط، بما يسمح لهم بالتقليل من نفقاتهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3jva8y6y

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"