من طالب إلى قائد

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين

الاثنين.. بعد 3 أيام.. ستفتح المدارس، قلوبها لاحتضان الطلبة للعام الدراسي الجديد.. بعد انقطاع نحو شهرين صيفيين قائظين.. قضاهما الطلبة وذووهم، في إجازة الصيف، سواء داخل الدولة أو خارجها.
الاثنين يوم مميّز بكل معنى الكلمة، لأن الطلاب العائدين سيكونون في مراحل جديدة متقدّمة، فكل منهم انتقل إلى صف أعلى، وعلى مستوياتهم جميعها، سيكونون أمام معارف جديدة، وآفاق واعدة...
المدارس في جميع أنحاء الدولة، جاهزة تماماً لاستقبال أبنائها الطلبة، وأمامهم استشراف مستقبل واعد بكل المعايير، لأن المعرفة ينابيع عميقة عذبة، لا يرتوي من يردها من معينها الثرّ، وسيبقى عطِشاً إلى العذوبة والارتواء..
أمّا المبهج، والباعث على الثقة بمستقبل أبناء هذا الوطن الراقي، إطلاق وزارة التربية والتعليم حملة «من طالب إلى قائد»، التي تهدف لإشراك جميع فئات المجتمع، وحثّهم على أداء دورهم بشكل متكامل، لدعم طلاب اليوم، والإسهام في صنع قادة المستقبل.. والمشاركون فيها بدءاً من المنظومة التعليمية، ثمّ المعلمين، وأولياء الأمور، والطلبة، سيكونون معنيين بعمق وشمول، بصنع قادة المستقبل، لأن المستقبل حافل بالمتغيّرات على كل الصّعُد، لا سيّما التقنية، والذكاء الاصطناعي..
والتحديثات المتكاملة في سياسات التقييم، الجديدة، استندت إلى أسس علمية متبعة أفضل الممارسات الهادفة إلى الارتقاء بجودة المخرجات التعليمية، بما يلبّي تطلعات القيادة الرشيدة، وتشمل سياسة تقييم أوزان الفصول الثلاثة، ونسب التقييمات التكوينية والمركزية وغيرها.
العام المقبل.. عام مميّز بالمعاني والأعماق.. نحن أمام صناعة جيل جديد، مهيّأ بكل القيم والأبعاد لقيادة المستقبل.. وهذا يعني أن الاعتماد على التقنية والحداثة في البرمجيات والعالم الرقمي، أساسي بلا أدنى شكّ، لكن لا يلغي الممارسات التقليدية المفيدة، كالقراءة المستمرة للكتب، والاطلاع على أحدث الإبداعات الفكرية والأدبية والعلمية.. فمن لا يكون مطّلعاً على بدائع الفكر بكل أبعاده الثقافية وما تضمّه من تجارب وخبرات، لن يكون قائداً ناجحاً في المستقبل، فالقيادة الحصيفة الناجحة، قوامها التكامل المعرفي الشامل..
التعليم والعلم أمانة كبيرة في أعناقنا جميعاً، فلنعمل بلا كلل ولا ملل، ليكون أبناؤنا مرتاحين سعداء، وهم يتلقّون تعليمهم، ولتكن هذه المدارس بيئة رحبة مشجّعة جاذبة لأبنائنا بمساحات خضراء وورد عطِر، ومرافق بهيّة المنظر والمحتوى، فالمعلّمون والمعلّمات آباء وأمّهات بكل المعاني والأبعاد.. واحتضانهم للطلبة، وتعليمهم والفوز بثقتهم مسؤوليات كبرى..
لكن بعد ذلك كله، يبقى الآباء والأمهات المسؤولين، بتشجيع أبنائهم على التعلّم وحب الدرس والمدرسة، مع إعطائهم القدر الكافي للعب وللراحة أيضاً.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3pmjfrus

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"