«هرولة» متأخرة

03:13 صباحا
قراءة دقيقتين

حسن بن حمودش

* كانت حادثة الجناح الطائر أحمد ربيع لاعب الجزيرة، أكبر من أن يتحملها منطق أو عقل، وكانت كالصاعقة ليس فقط على الشارع الرياضي؛ بل على المجتمع بكامله، لأن ما حدث شيء مخزٍ بالنسبة إلى المنظومة الرياضية بوجه عام في ظل ما تحقق من طفرات على كل الصعد، والذي لاحظته في الأيام الماضية هو تلك «الهرولة» في اتجاه أمن وسلامة المنشآت الرياضية، فوجدنا الهيئة في اليوم التالي مباشرة تزور الملعب الذي شهد الواقعة، ثم اجتماع موسع بمشاركة أكثر من جهة في دبي، وكل هذه جهود مشكورة ولكنها بدت وكأنها «تحصيل حاصل»، لأنها تمت بناء على الحادثة وعلى التوجيه السامي الذي صدر من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله».

طبعاً مطلوب أن تتم الاستجابة للتوجيه بسرعة، حتى يتم تصحيح الوضع ونعالج كل التجاوزات الموجودة، ولكن الذي استوقفني هو الكيفية التي تم بها ذلك، لأن الجهود يجب أن تكون بالتوافق والتنسيق بين كل الجهات وتحت مظلة جهة رئيسية واحدة، بحيث تكون هناك مرجعية واحدة في النهاية، لذا، أخشى أن ننتهي من حيث بدأنا، فتنتهي الهرولة على لا شيء.

* تركز حكومتنا الرشيدة في مشاريعها العملاقة، على البنية التحتية وعلى الإنسان، وإذا ذهبنا إلى لاتخصيص سنجد أن لاعبينا الصغار أو ما يسميهم البعض بالبراعم لأنهم هم نواة المستقبل والأساس والركيزة في كل الخطط والبرامج التي نتمناها، ومن هذا المنطلق أركز عليهم في معظم كتاباتي، وقد عاصرت أكثر من جيل من خلال الإشراف على البراعم، الذين أصبحوا الآن ضمن نخبة النجوم في دورينا، ولن يعرف كثيرون حجم المتعة التي يشعر بها ابن الصنعة، عندما يرى نجماً من هؤلاء، إنّه لأمرٌ يستوجب الفخر للمرء، أن كان يوماً من الأيام ضمن الذين ساهموا في مشروع مدارس الكرة القديمة، وقتما كان التنافس بين أندية أبوظبي بين الإداريين والمدربين والكشافين في أوجه لاكتشاف المواهب، وكان الإنجاز والمتعة أن ينجح أحد الكشافين في تقديم موهبة، ولن أنسى المرحوم علي حسن الذي كان من أفضل الكشافين في نادي بني ياس وكذلك حسن السوداني والكابتن خليفة سليمان الذي تعلمنا منه الكثير، وكم فرحت لاختياره مديراً تنفيذياً لنادي النصر.

وما أتمناه هو أن أرى كشافين من أبناء بلدي، يجلبون لبلدهم لاعبين كباراً ومواهب تبهر الجميع، فالمهم هو أن تخدم بلدك، وأن ترى ما تمنيت حقيقة أمام عينيك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"