الأهم من النجاح

04:11 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

مع إعلان نتائج الثانوية العامة، يبدأ الطلبة مرحلة جديدة مهمة في مستقبلهم العلمي، إذ إنها لم تقتصر على الدراسة الجامعية فحسب، بل تحدد في مضمونها «الطبيب والمهندس والضابط والمعلم»، وتمنح لكل طالب فرصة اختيار المسمّى الوظيفي له مستقبلاً، واختيار مهمته الوطنية القادمة لرفعة وطنه، وهذا الأهم من النجاح.
ولا شك أن الإمارات قطعت أشواطاً كبيرة في تطوير التعليم ومساراته، وجعلته مزيجاً مجتمعياً واحداً يضم جميع فئات المجتمع، وحددت من خلاله، أولوياتها المستقبلية، والمهن التي يحتاج إليها سوق العمل في الغد القريب، مما جعل اختيار التخصص لدى الطلبة أمراً مهماً للغاية، ينبغي أن تسبقه توعية مستدامة، وفكر ممنهج، وقراءة صحيحة للمتغيرات الوظيفية ومتطلباتها.
فعلينا والجهات المعنية توجيه الطلبة نحو احتياجات الدولة المستقبلية، لبناء أجيال قادرة على فهم ماهية الوظائف في الغد القريب، فهناك مسميات جديدة تطفو على سطح أسواق العمل عالمياً، وترتبط بشكل مباشر بتخصصات الدراسة، التي لم تكن موجودة من قبل، مثل: البرمجة والذكاء الاصطناعي وأهمية وجوده في مجال الدراسة والعمل، وتحليل البيانات الضخمة التي باتت تحاكي القطاعات والمجالات كافة، وعلوم الفضاء التي أصبحت مساراً فاعلاً لاستشراف المستقبل، والهندسة والطاقة وغيرها من التخصصات.
وأعتقد أن اختيار المؤسسة الجامعية، يشكل خطوة مهمة لدى الطلبة، إذ ينبغي التحقق من اعتمادها قبل الالتحاق، لضمان سلامة البرامج التعليمية، واعتماد التخصص المرغوب في دراسته، لاسيما أن لدينا قائمة بالجامعات المعتمدة من وزارة التربية والتعليم لشؤون التعليم العالي، وتشتمل على 71 مؤسسة جامعية يستطيع الطلبة الاختيار منها، استوفت جميعها معايير علمية عالمية، شملت أهداف البرنامج ومحتوى المساقات، والبيئة التعليمية ومصادر التعلم.
ولا شك أن مهام الجامعات لقراءة المستقبل، تتطلب المزيد من الإبداع في تطوير التخصصات والبرامج الأكاديمية، إذ بات الأمر إلزامياً لا خيار فيه، للوفاء بمتطلبات العمل المستقبلي، لاسيما أنه من المتوقع أن 65% من طلبة المدارس الابتدائية سيعملون بعد التخرج في وظائف لا وجود لها اليوم، و 47% من الوظائف ستختفي في ال25 سنة المقبلة بسبب الأتمتة، ومواكبة استراتيجية التعليم العالي للدولة 2030، ضرورة فرضتها متغيرات المستقبل على الجامعات، لاسيما أنها ترتكز على «الجودة والابتكار والمواءمة والكفاءة».
وفي قول صريح، إن تحديات المرحلة المقبلة، تكمن في تنوّع سبل التطوير ومواكبة المستجدات والمتغيرات، والخروج من الصندوق وتقليدية الأفكار، استناداً إلى التعليم ومساراته ومخرجاته، لتكون قراءتنا للمستقبل واقعية ودقيقة، ومن لم يمتطِ ركب التطور والتقدّم، لم ينهض أبداً ولن يكون له مكان في التنافسية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"