منيرة البوسعيدي.. موهبة عمانية في خدمة التراث

ولدت مصادفة خلال التعامل مع «الأحداث»
02:52 صباحا
قراءة 3 دقائق
مسقط «الخليج»:

تعمل العمانية منيرة البوسعيدي مشرفة في دائرة شؤون الأحداث بوزارة التنمية الاجتماعية، ومن خلال عملها على تعليم الأحداث بعض الفنون اليدوية اكتشفت في نفسها موهبة قادتها لأن تؤسس «دار المنيرة التراثية» التي تبدع من خلالها أعمالاً تراثية جميلة مستخدمة خامات زهيدة الثمن.
عن بداية مشروع «دار المنيرة التراثية»، تقول منيرة البوسعيدي: الفكرة جاءت بالمصادفة عن طريق عملي بوزارة التنمية الاجتماعية في مسقط في دائرة شؤون الأحداث بصفة مشرفة على الأحداث المحكومين من عمر تسع سنوات وحتى 18 سنة. وكنت أدربهم وأعطيهم بعض البرامج المختارة من الفنون لنشغل وقتهم وننمي لديهم مهارات يستطيعون استثمارها في المستقبل. ومن خلال عملي معهم جاءتني الفكرة واكتشفت أنني أستمتع جداً بالأعمال اليدوية، خاصة اللوحات الفنية والتحف التراثية، فقررت أن أنمي هذه الموهبة الوليدة وأطورها وأسست بعد سنة من العمل الدار.

فكرة المشروع، كما تشرحها منيرة البوسعيدي، تقوم على استخدام خامات بسيطة وزهيدة الثمن لصنع لوحات تراثية جميلة تكون في متناول اليد لمن يريد أن يزين منزله بها. وتقول: أستخدم صفائح الألمنيوم والجبس وبعض الخامات الأخرى ومنها الزهور المجففة والخرز واللؤلؤ والكريستال والسلاسل المعدنية لأمنح لوحاتي الفنية طابعاً مختلفاً عما يوجد في السوق. وتكون فكرة اللوحة مستوحاة من تراثنا العماني وتجسد إما المجوهرات التقليدية التي تتزين بها المرأة العمانية أو الخنجر أو تأتي على شكل سفينة وأفكار أخرى لها قيمتها التاريخية لدى العمانيين.

عندما لمست منيرة البوسعيدي في نفسها الرغبة في التعمق في هذا المجال والاحتراف به بدأت تبحث عن المبادئ الأساسية والقواعد الأولى لممارسة هذا الفن. وتقول: إحدى قريباتي فنانة تشكلية كان لها باع طويل مع جميعة الفنون التشكيلية العمانية وتدربت فيها قبل أن تتوقف نهائياً قبل سنوات ولجأت إليها لتعطيني بعضاً من أسرارها، فعلمتني جميع المبادئ الأساسية للعمل وتشكيل الألمنيوم والجبس. ثم تابعت العمل بمفردي لأصنع بصمتي الخاصة وأترجم رؤيتي الفنية على اللوحات التي أصنعها وجاءت مختلفة جداً عما هو موجود في السوق بشهادة كل من شاهده.

الاختلاف في لوحات منيرة البوسعيدي عما هو سائد في السوق تلخصه في استخدام صفائح ألمنيوم شكلتها يدوياً لتجسد بها بعض الحلي التي استخدمتها العمانيات منذ القدم مثل «البناجر» و«الحرز» و«المشوك» و«العقام» وغيرها، وتلصقها على اللوحة لتأخذ الشكل المطلوب ثم تزين لوحتها بالأزهار المجففة التي تصبغها بألوان مختلفة لمنحها البريق المطلوب إلى جانب إضافة الخرز والسلاسل والخيش والزجاج وغيرها. وتقول: بالنسبة للجبس فأخلطه بطريقة خاصة ثم أشكله بحسب ما أريد بواسطة قوالب خاصة. وبدأت مؤخراً تنفيذ بعض الصور ثلاثية الأبعاد وطباعتها ووضعها ضمن إطار وأتعاون في ذلك مع مصور مبتدئ موهوب ومعظم الصور تتحدث عن مواقع أثرية عمانية كالقلاع والحصون والأفلاج وغيرها من الأفكار. وتؤكد أن العمل على كل لوحة يستغرق جهداً كبيراً ودقيقاً وعملاً يمتد ليومين متتاليين حتى تصبح جاهزة.

واجهت منيرة البوسعيدي بعض الصعوبات، تقول عنها: العمل اليدوي يحفل بالكثير من الصعوبات، لكن أبرز ما واجهني هو صعوبة التعامل مع الألمنيوم والجروح الكثيرة التي كنت أتعرض لها في البدايات بسبب قلة الاحتراف وأيضاً تعرضت لكثير من الحروق الناتجة عن لصق الأعمال على اللوحات، لكن مع الوقت أصبحت أكثر احترافاً وتجاوزت هذه الصعوبات.

وتفكر منيرة البوسعيدي بتوسيع نطاق عملها وإضافة بعض الأفكار الجديدة مثل خياطة بعض قطع الملابس التقليدية النسائية لكل ولاية ومحافظة ووضعها في لوحة وأيضاً تريد تعلم صناعة الخناجر بشكل أكبر لإضافتها إلى أعمالها.
ولديها أفكار أخرى منها تعلم تنسيق الزهور والهدايا لأنها تستخدمها في أعمالها وتريد أن توسع خبرتها بها حتى تستغلها بشكل أكبر بعد أن لمست حب الكثيرين لإضافة الزهور إلى اللوحات ووجدوا فيها فكرة استخدم أيضاً السعفيات قريباً.

الدعم والتشجيع اللذان حصلت عليهما منيرة البوسعيدي كان من أفراد عائلتها وأقاربها الذين فرحوا كثيراً لموهبتها الوليدة، وأثنوا على الأعمال التي تقوم بها. بالنسبة للمساعدة فيقف إلى جانبها، كما تقول، بشكل خاص شقيقها وشقيقتها وبعض أفراد الأسرة الذين يعملون معها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"