محمد بن زايد.. 32 زرعاً

02:25 صباحا
قراءة دقيقتين
رائد برقاوي

في الصين حكمة تقول «إذا أردت عاماً من الرخاء ازرع حبوباً. وإذا أردت 10 سنوات رخاء ازرع أشجاراً. وإن أردت مئات السنوات من الرخاء، ازرع بشراً». وبالأمس، كانت الحكمة إماراتية، حيث زرعت مع الصين الحبوب والأشجار والبشر في سبيل الرخاء والتنمية للبلدين ولدول المنطقة وللعالم.
لقد شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومضيفه الرئيس الصيني الصديق شي جين بينج مراسم تبادل اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين وصل عددها إلى 16 مذكرة شملت مجالات الدفاع والاقتصاد والبيئة والتعليم والطاقة، والهدف طبعاً، تطوير الشراكة الاستراتيجية الشاملة والتعاون الثنائي بين البلدين وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك في مختلف القطاعات.
هذه الاتفاقيات التي تتخذ الطابع الحكومي، قابلها توقيع 16 مذكرة تفاهم واتفاقية خلال المنتدى الاقتصادي الإماراتي - الصيني الذي انطلق أمس أيضاً في بكين، كجزء رئيسي من برنامج زيارة الدولة التي يقوم بها صاحب السمو ولي عهد أبوظبي.
إن توقيع 32 اتفاقية ومذكرة تفاهم، إنما يحمل دلالات راسخة على أن العلاقات الإماراتية - الصينية، تدخل منتصف عقدها الثالث، بعزم راسخ على التطور والشراكة، ويظهر ذلك جلياً من خلال الاتفاقيات ذات الطابع الأوسع من حدود البلدين، كمذكرة التفاهم لتشجيع مؤسسات البلدين على التعاون التجاري والاقتصادي مع إفريقيا، وفي ذلك تأكيد على دور الإمارات الإقليمي لا بل والدولي وخصوصاً في القارة الإفريقية.
منتدى «الشراكة المستدامة.. الاستثمار المستدام» الذي شهده 240 رجل أعمال إماراتياً، يعمل على توسيع جسور التعاون في 13 مجالاً، ضمن مرحلة جديدة من العلاقات تفتح أبواب الفرص على مصراعيها، وسط رؤى خلاقة وبالحجم القياسي، فالمشروعات هنا مع ثاني أكبر اقتصاد عالمي، والدلالة في اتفاقية «إعمار العقارية» مع مطار بكين الجديد ب 40.5 مليار درهم، وفي شراكة «أدنوك» مع «سينوك» في الغاز عالي الحموضة والتكرير والبتروكيماويات، وفي اتفاقيات ومذكرات سوق أبوظبي العالمي لتأسيس وإنشاء مراكز مالية في أبوظبي.
طوال 35 عاماً هي عمر العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والصين، تمتّنت خلالها الروابط لتصبح نموذجاً عالمياً، واليوم بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، الإمارات عازمة على بذل الجهود للارتقاء المستمر بعلاقات البلدين، مدفوعة بالرغبة المشتركة والزيارات رفيعة المستوى بين قيادتي البلدين، ومن محطاتها المضيئة كانت حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين إبريل الماضي، في رسالة إماراتية عن ثقة دولتنا بالمبادرة وإيمانها بقدرتها على دفع الاقتصاد العالمي قدماً، واليوم تأتي زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين استمراراً وتمكيناً لهذه الشراكة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"