خطة ثقافية استراتيجية

04:02 صباحا
قراءة دقيقتين
إبراهيم الهاشمي

هناك سؤال يتبادر إلى الذهن طارحاً نفسه بشكل أو بآخر، خصوصاً مع إعلان الدولة لخططها الاستراتيجية العشرية أو العشرينية في المجال التنموي أو الاقتصادي أو التجاري، وفي مجال الفضاء والتقنية، وهو: هل نمتلك مشروعاً ثقافياً مخططاً له، ويقوم على أسس ومرتكزات وبرامج وفعاليات، تواكب مظاهر النهضة الشاملة التي نعيشها؟
للحق؛ فالمنجز الثقافي إذا تم النظر إليه بنظرة فاحصة، فهو مجموع نتاجات لمؤسسات مختلفة في عدة إمارات، أسهمت في الحراك وترسيخ مفاهيم ومنجزات ثقافية لها قيمتها، ولسنا هنا في مجال تعدادها، لكنها في بعضها لا تتعدى الاجتهادات أو الخطط القصيرة الأجل، التي نخشى أن تتوقف أو تتغير مع أول تغيير إداري يتم هنا أو هناك.
هذه النتاجات بالطبع تصلح لأن تشكّل اليوم تراكماً يمكن أن يعوّل عليه كقاعدة عامة أساسية، يمكن البناء عليها لتخطيط استراتيجي ثقافي واضح المعالم، يحقق نهضة ثقافية ومعرفية مميزة على كافة الصعد، برؤية مستقبلية دقيقة وواضحة لما نريد أن نصل إليه، ويتسنى لنا من خلالها تحقيق منجز ثقافي ومعرفي وإنساني متميز، يتعدى أن تكون اجتهادات منفصلة هنا أو هناك، بل تتجمع لتكون عملاً تكاملياً رسمياً تتبناه الدولة عبر الجهة الثقافية التابعة لها، تقوم بتنفيذ بنودها وخططها، وتتعاون معها الجهات المحلية الثقافية في كل إمارة أيضاً، لدعمها وترسيخ قيمها ومفاهيمها.
خطة استراتيجية نستطيع أن نعوّل عليها في تعريف أبناء الوطن بنتاج مبدعيه، وخلق حراك ثقافي فني أدبي يتطور بشكل مطرد، ومن جهة أخرى يُسهم في تعريف العالم بما نمتلك من ثقافة وأدب وفنون، ويمنح مبدعينا فرصة التماس والاحتكاك مع الثقافات الأخرى.
الحركة الثقافية المحلية في الإمارات رافد أصيل للحراك الثقافي المتفاعل على مستوى الدولة، والذي يواكب النهضة الشاملة التي تعيشها الإمارات في ربوعها كافة، خصوصاً مع توفر الدعم الكامل لكل نشاط ثقافي مثمر من قيادة الدولة الحكيمة وحكومتها.
الحال كما هو حالياً، يتواكب مع ما وصلت إليه الدولة من تطور في الصعد الأخرى، وهناك جهات تجتهد، وما نتطلع إليه خطط استراتيجية دقيقة وواضحة، ذات أهداف ورؤية عالمية تستمر وتعبر في كل مراحلها عن المستوى الراقي الذي وصل إليه إنسان الإمارات، ويطمح في تطويره، والأمل كبير أن تنجح وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في إنجاز هذا الدور القيادي شديد الأهمية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"