رمضان مبارك

05:42 صباحا
قراءة دقيقتين
إبراهيم الهاشمي

الحمد لله الذي بلغنا شهر رمضان، وندعو الله أن يعيننا على صيامه وقيامه وأداء حقه وواجباته على أكمل وجه بما يرضيه سبحانه وتعالى.
هذا الشهر الكريم المبارك الذي أُنزل فيه القرآن، وهو الشهر الوحيد الذي إن جاء فتحت أبواب الجنة وأبواب السماء وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين، وهو الشهر الذي قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في حقه: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غُفِر له ما تقدم من ذنبه». هو الشهر الذي إن تعاملنا معه بما يستحقه وأدينا واجبه نلنا ما قاله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: «إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به» ودخلنا جنة الخلد من باب خاص كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم: «إن للجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم».
شهر رمضان الذي له خصوصيات متعددة كلها تقرب العبد إلى ربه، وتحثه على عمل الخير والتحلل من الذنوب والأخطاء، شهر يعيد صياغة النفوس والقلوب. شهر كله صفاء وعطاء وبركة. شهر نتعلم فيه الصبر والاحتمال والقوة والعزيمة. شهر ترق فيه القلوب وتسمو فتعطي دون منة أو أذى. شهر كله رضا، كل ما فيه يساعد على التخلص من الذنوب والخطايا وتصحيح المسار. شهر فرضه الله ليقدم لنا فرصة التغيير ونيل الرضا والقبول. فهل نغتنم كل دقيقة من دقائقه لنتصالح مع أنفسنا والآخرين، ونعبد الله حق عبادته، ونجعل فيه كل أعمالنا خيراً في خير سواء مع أنفسنا أو المحيطين بنا أو المجتمع بشكل عام، فننال رحمة ربنا ومغفرته لذنوبنا وإدخالنا الجنه، فقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أن هذا الشهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار. فهل هناك أجمل من هكذا فرصة يمنحنا الله إياها لنكون من الفائزين.؟
شهر رمضان هلّ، فكم رمضان مر علينا عبر أعمارنا، وماذا فعلنا فيه، كيف كان استغلالنا لنفحاته وبركاته؟ سواءً على الصعيد الشخصي أو العام، مع أهلنا وذوينا، مع الزملاء والأصدقاء، مع أعمالنا ووظائفنا، مع مجتمعنا ووطننا، مع ضمائرنا ونفوسنا، في حلنا وترحالنا؟ أبواب الخير مفتوحة، والله قريب مجيب للدعوات، وما دام فينا عرق ينبض فأبواب الله مفتوحة لكل من يعود إليه بقلب منيب.
مبارك علينا جميعاً شهر مضان. جعلنا الله ممن يؤدون حقه حق الأداء، فننال رحمته ومغفرته والعتق من النار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"