محمد عبدالله البريكي

لم أستغرب كثيراً حين قابلني قلبٌ من تلك الأرض وهو يبكي فرحاً لأنني كتبت عن جزء منها أصيب بنكسة، وتعرض لحرب شرسة مدمرة خلال هذه الأيام، بكى ذلك القلب فرحاً وهو يقول لي: شكراً لأنك أثبت أن القلوب متحدة والأمة بخير حين شبهت غزة بالفينيق المتجدد .

اختلفت في يوم العيد تفاعلاتنا النفسية، واختلفت معها عباراتنا كل حسب الظرف الذي يعيشه . ضحك أناس وبكى غيرهم، وحاول البعض رسم الابتسامة ومجاملة الناس وهو يخفي جمراً خلف قفصه الصدري، وظهر آخر بوجه شاحب حزين لا يعرف للعيد طعماً ولا لوناً ولا رائحة .

لم تكن الثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة دخيلة أو غريبة في شهر رمضان، فالاحتفاء بها كان ولا يزال كبيراً وبوسائل مختلفة ومنذ زمن بعيد .

“بذا قضت الأيامُ ما بين أهلها/ مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ” . . هكذا قالها الشاعر العربي منذ سنين، فبينما وصفتها وسائل الإعلام البرازيلية بأنها “الكارثة الوطنية في البرازيل” اعتبرتها الصحف الألمانية من عجائب الدنيا السبع .

حينما كبرنا بدأنا نعي الكثير مما تعلمناه في طفولتنا، واتضح أثر هذا العلم في ممارساتنا الحياتية، وفي ما نشاهده من أفعال غيرنا، فقد تعلمنا في طفولتنا أن العلم في الصغر كالنقش في الحجر، وربما لم نكن نعي كل ما تعنيه هذه العبارة .