التعلم عن بعد

03:43 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

لا يختلف اثنان على أن ما يشهده العالم، خلال الفترة الحالية، «أزمة»، بطلها فيروس «كورونا»، الذي انتشر سريعاً، وسجل حضوراً لافتاً في مختلف المجتمعات، والخطورة الحقيقية في تلك الأزمة، تكمن في عدم وجود مصل للعلاج حتى الآن.
ولاشك أن حزمة الإجراءات والتدابير والخطط، التي اتخذتها معظم البلدان، تعد جزءاً أصيلاً من جهود الحكومات، لمواجهة تلك الأزمة؛ لضمان أمن وسلامة وحياة الأفراد في المجتمعات من أطفال ونساء وشباب ومسنّين ورجال.
نعلم أن العالم مشغول بسبب هذه الأزمة، ومن هنا تأتي أهمية «الإدارة» الحكيمة في تلك الظروف؛ إذ تعد هنا الإدارة مسؤولية وطنية، تقع على عاتق الجميع، ولا تقتصر أبداً على مسؤولين بعينهم، أو جهات بذاتها، فالوعي ضرورة ملحة، وإدراك الواجبات والمسؤوليات ضرورة أكثر إلحاحاً.
والسؤال هنا، كيف يكون التعليم في ظل الأزمات؟ والإجابة نراها في حزمة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة في الأمس القريب، وحراكها الاستثنائي الذي اشتمل على خطط وقرارات حاسمة، من شأنها المحافظة على أمن وسلامة الأبناء، وتحقيق استدامة تعليم الطلبة، مهما كانت التداعيات.
قرار حكيم وصائب، هو الذي قضى بتعطيل الدوام في المدارس، التي تحتضن أكثر من مليون ومئة ألف طالب وطالبة في مختلف مراحل التعليم، بالإضافة إلى عدد المعلمين والفنيين والإداريين، وتطبيق «التعلم عن بعد»، إذ راعى استمرارية التعليم، وتقليص خطورة انتقال العدوى بين أبنائنا في المدارس إن وجدت. وحمل معه العديد من المسؤوليات لجميع أطراف العملية التعليمية، بدءاً من الطالب الذي وجدت من أجله القرارات، مروراً بإدارات المدارس، والمعلمين، وصولاً إلى أولياء الأمور، أبطال المشهد التعليمي الآن، إذ بات التعليم في المنازل وتحت إشرافهم ومتابعتهم.
المحتوى التعليمي، وانتظام المعلمين، وتدريس المناهج، والفيديوهات، وجداول الفصول الافتراضية، وتوفير مقومات تلك النوعية من التعلم، مسؤولية الجهات القائمة على شأن التعليم في الدولة، ولكن الأمر يختلف عندما نتحدث عن أولياء الأمور وأدوارهم في تلك الأزمة، التي تتطلب جهوداً حقيقية، وإخلاصاً ومسؤولية تضاهي حجم ما يشهده العالم من تداعيات بسبب «كورونا».
فعندما تتحول المنازل إلى مدارس، يتلقى فيها الأبناء العلوم والمعارف، ينبغي أن يصبح أولياء الأمور قيادات فاعلة لإدارة تلك المدارس، ومهما كان حجم أزمة «كورونا»، وتداعيات «تعلم الأبناء عن بعد»، فإن القرار يعد محطة جديدة في تاريخ التعليم بالدولة، نستنهض من خلاله الهمم والطاقات، ونرسم بأهدافه مستقبل الأجيال، وفق رؤى جديدة، تواكب في مضمونها نظم التعليم العالمي.
فعلى قدم وساق نعمل جميعاً، ولنجعل تضافر الجهود أداة فاعلة، لمجابهة الأزمة، ودحر مخاطرها، والمسؤولية مطلب يفرضه المشهد العالمي للأزمة، وعندما يتعلق الأمر بمستقبل الأجيال، ينبغي أن يكون الالتزام والجدية، لغتنا السائدة أفراداً ومؤسسات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"