عادي
أحد مؤسسي المسرح السوري في الستينات

سليم صبري: شكلي وهيئتي قريبان من الأكابر

02:08 صباحا
قراءة 3 دقائق

يعد سليم صبري أحد مؤسسي المسرح السوري في الستينات من القرن الماضي، كما بدأ مع الرواد الأوائل في رسم الصورة البيضاء للدراما السورية، فتألقت بفضل الأساس المتين الذي بذل له الكثير من الوقت والتعب والمال.

عمل مخرجا لسنوات طويلة، فأبدع في رفد التلفزيون السوري بمسلسلات ما زالت في البال، وقبل ثماني سنوات، أراد أن يستريح قليلا ويعود إلى عشقه الأول وهو الوقوف أمام الكاميرا ممثلا فأعطى صورة الرجل الثري والكريم.

سليم صبري الشاهد على عصر الفن السوري، إدارة وفنا وإخراجا، يختصر الفن السوري بمقابلة شائقة مع الخليج:

أين سليم صبري؟ ماذا يفعل وبم يفكر؟

- أنا بالفن كنت وما أزال، أقوم بأداء الأدوار التي ستعرض على الشاشات في شهر رمضان المقبل.

أما من ناحية تفكيري فهو اليوم منصب في المزج ما بين العمل الإداري الذي ابتعدت عنه منذ 8 سنوات تقريبا إفساحا في المجال أمام الجيل الشاب، وعملي كممثل، حيث أسعى للمزج بينهما لا أرى نفسي دونهما معا.

كمخرج سابق للأعمال التلفزيونية.. كيف هي علاقتك بالمخرجين الشباب اليوم على اعتبار أنك ممثل في أعمالهم؟

- علاقة مخرج بممثل، مثلما كنت في السابق مخرجا، ويعمل عندي ممثلون كبار وصغار، أنا اليوم ممثل أتعامل بحرفية ومهنية تامة مع المخرجين من كافة الأعمار، فالعلاقة تقوم على احترام متبادل بين الطرفين، لأن العمل لا ينجح بطرف واحد وإنما بالاثنين معاً، ونحن في سوريا منذ الستينات انتهجنا خطا ثابتا في التعامل، يقوم على تقدير الإمكانات بغض النظر عن الشخص الذي أمامنا كبيرا كان أم صغيرا، وهذا هو سر نجاحنا في الدراما السورية.

اعتاد الجمهور على مشاهدة سليم صبري بأدوار الرجل الثري.. هذا النمط من الأدوار هل يعبر عنك في حياتك العادية؟

- لا هذا لا يعبر أبدا عن سليم صبري الإنسان فالإمكانات التي أملكها في المسلسلات هي تجسيد لدور معين لا أكثر، ففي حياتي أنا إنسان عادي، لا املك من المال إلا ما يكفيني لمواجهة متطلبات العيش.

ربما شكلي وهيئتي قريبان كثيرا من الأكابر، ولهذا تعرض علي تلك الأدوار التي أجسد فيها شخصية الأثرياء، وفي نفس الوقت.. قبل فترة قمت بأداء دور عامل التنظيفات الذي أقدره كثيرا في المجتمع، المسألة ليست واقعاً أعيشه لكنها دور يلبسني، كما يقول لي الأصدقاء والزملاء المخرجون.

بماذا تتميز الدراما السورية عن المصرية ومن الأفضل حالياً؟

- نحن نتميز بمحاكاة الواقع اليومي للحياة في سوريا، نلامس المجتمع بكل شرائحه ونصور بكاميرا واحدة، نطوف بها الشوارع، في حين أن الدراما المصرية تعيش حالة تقليدية منذ زمن وتصور بأربع كاميرات في استوديو واحد، طبعا نحن الأفضل باعتراف الكثيرين من الأشقاء المصريين، حتى إنهم بدأوا ينتهجون خطوطا جديدة ومستحدثة للحاق بنا، لكني أعتقد بأن الأعمال السورية ستبقى في الواجهة وستتطور أكثر في السنوات المقبلة، وهذا شيء بوادره ظاهرة من الآن حيث ستنفتح الأمور أكثر ماديا ومعنويا ورقابيا، ولم تعد الجهات الأمنية تعلق كثيرا على أعمالنا، وبات لنا مساحة واسعة من الحرية وهذا إنجاز لسوريا كلها (مخرجين وممثلين وجهات مختصة).

لماذا استمر جمود السينما السورية وأين هي من المصرية؟

- بالنسبة للسينما الأمر موجع جدا حيث علينا قبل التفكير بإنتاج أفلام سينمائية أن نرمم دور السينما، فجميع صالات العرض غير مؤهلة ولا تصلح لعرض الأفلام، لو أخذ المعنيون (مؤسسة السينما) بالأفكار المطروحة من قبل أهل الفن لكانت سوريا في المقدمة عربيا لكن لا حياة لمن تنادي، لا مجال للمقارنة بين السينما المصرية وغيرها في الوطن العربي لأن الوضع في مصر مختلف، وللسينما هناك ممثلون مختصون بها والجمهور كبير وواسع حيث بالإمكان اعتبار ال80 مليون مصري رواد سينما وأفلامهم مشاهدة باستمرار وبشغف فهل نقارن أنفسنا بهم؟

المسرح مثل السينما جامد.. لماذا؟

- المسرح جامد لأننا نحن جامدون حياله، فنحن نمتلك مسرحا رهيبا له أساس وركيزة منذ 50 عاماً، ومثل السينما علينا أولا إعادة تأهيل المسارح في سوريا لأنها غير صالحة للعرض، وفي ظرف ثلاث سنوات نستطيع أن نكون مسرحا عالمياً.

ماذا تعني دمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008 بالنسبة لك؟

- تعني لي الكثير وأتمنى من قلبي أن أرى دمشق وسوريا بأكملها عاصمة للكون بالفعل، وليس بالقول فالأمر هنا يتعلق بأعين دولية متجهة نحو البلد، لترى إن كان يستحق هذا التكريم أم لا، وبالتالي نحن نحتاج إلى صحوة كبرى في جميع الميادين لنؤكد ذلك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"