عند انطلاقته حتى على نطاق بعض معارفه الذين يقر بأنهم استهجنوا الفكرة بداية، وسخروا منها قبل أن يتفاعلوا معها لاحقاً، الامر الذي حفزه لإطلاق ألبوم متكامل.
مرقة الذي ولد في تونس، وتنقل بين عمان وولاية أركنساس الامريكية، حيث استقر هناك سنوات ماضية ودرس الموسيقا أكاديميا يرى أن ما يطرحه من أغنيات بقيادة فرقته زار يتناسب كثيرا مع توجهات وفضفضات جيله في قالب عصري، يبتعد عن الإفراط في الاسلوب الكلاسيكي، ولا يقترب أيضا من ضجيج الكليبات السريعة، معقبا: أقدم موسيقا بديلة عن هذا وذاك وليست هجينة كما يحلو للبعض تسميتها.
ويقول: لم أخطط للفكرة بقدر ما قادتني تلقائية حب التعبير عن ذاتي الى الموضوع بعدما اتضح تمتعي بموهبة غنائية صقلتها تدريبا وأداء، وبمزيد من الثقافة الفنية والدراسة لكن البدايات كانت مع علاقتي مع آلة البيانو في طفولتي وعزفي مقطوعات لم تلب جميع ما وددت نقله من أعماقي.
ويضيف: أردت ترديد كلمات مستمدة من حكايات وقصص الناس، خصوصا أقراني في سياق غنائي قابل للتداول بسهولة، ولأنني كنت في أمريكا لجأت الى زملاء الدراسة في جامعة أركنساس وجاءت أولى تجارب الفرقة مزيجا من الشباب المغتربين العرب والاجانب فحملت روح الاحساس الشرقي مع ثقافة الروك والجاز أطلقنا عليها طزار اختصار لمسمى روك آرب جاز مضمون ما نقصده.
ويشير مرقة الى عدم استيعاب بعض معارفه نمطه الموسيقي، واعتبارهم طرحه غريباً جداً ضاربا مثالا أغنيته رجعوني على عمان في قوله: تلك جاءت عندما اشتقت الى وطني وأنا في الغربة ولم أجد طريقة للتعبير أفضل من الصيغة المحكية البسيطة ومن كلماتها: القصة ما خطرت عالبال صدفت في مكان بعيد عن عمان عقباوي عم يبكي ما عرفنا شو نسوي، سألنا شو اللي فيك قال مش عارف اذا لحالي بس مشتاق للمينا، وقدمتها وفق توزيع موسيقي بين المقامات الشرقية والايقاعات اللاتينية والاجواء الغربية غير الصاخبة، والى جانب تقبلها من محيطين نال الامر رفضا من فئة معينة بداية عاد اصحابها بعد فترة ليؤكدوا أن الاغنية أصبحت تلازمهم في السفر والغربة، لأن الغربة صقلت مواهبه.
وحول عودته الى عمان ومدى التفاعل مع تجربته، يقول: لم أقتنع بفكرة أن أكون فنانا امريكيا من أصل عربي، ولذلك بحثت عن تأسيس جديد للفرقة، حين رجعت وكان اهم معيار الاحساس العفوي عند العزف مع اجادة مهارة التعامل مع آلة مطلوبة، والوصول من خلال مقطوعاتنا الى أكبر شريحة من الشباب.. باختصار أن نترجم ما يريده هؤلاء، وما يشدهم للاستماع لأننا منهم ولذلك حصدنا تفاعلا مضاعفا في حفلاتنا، وفوجئت بتنزيل متزايد للاغنيات على الانترنت والاشادة بمعطياتها.
ويلفت مرقة الى عدم تقييده أعضاء فرقته أو املاء ايقاعات ودخلات مؤطرة حيث يطرح الملامح العامة والجمل اللحنية وتوزيعها تاركا المجال للارتجال ومساحة لاضافة لمساتهم الموسيقية المتقاسمة بين زملائه فريد جيتار الكتروني ومنذر الباص وهمام القانون وعصام العود وخلدون الدرامز ومعن الايقاع وباسل الكمان اضافة الى مشاركة سامي في الغناء وقيادة مرقة الامور من خلال البيانو، يعقب الاخير: أشعر بالذكاء حين أغني، وأعزف معهم لأننا نوظف نغمات دقيقة من الشرق والغرب مع دلالات رمزية عميقة في مضمون الكلمات والالحان.
ويعتقد مرقة أن أغنية ملموس صارت رائجة لانها تناولت التخبط في اللجوء الى الاعشاب للتدواي، واعتقادت الشعوذة، كذلك تحدثت أبكي عن آثار الحرب المدمرة وهما تتصدران عشر أغنيات أخرى يضمها الألبوم المزمع طرحه قريبا، من بينها لحالي المنفردة مع البيانو بأسلوب هادىء ويردف مرقة: نبتعد تماما عن التهكم أو السخرية من شأن الناس والقضايا ولكن نغني من خلال معايشة الحالات وايصالها بالصوت والموسيقا، والتجربة بحاجة الى وقت. وينوه مرقة الى مشاركته مع فرقته في العديد من المناسبات الرسمية والحفلات الجماهيرية من بينها في ولاية أركنساس الامريكية حيث حظي بصيت واسع هناك، وكذلك مهرجان عمان وملتقيات المركز الثقافي الفرنسي، وافتتاح احدى القنوات الفضائية، غير أنه يعتب على عدم الاهتمام الاعلامي المرئي والمسموع بدعم أصحاب التجارب الحديثة، في حين يتولى والده ادارة الاذاعة الاردنية أساسا ويرى مرقة أن ما أطلق عليها موسيقا بديلة ذاهبة الى الرواج بصورة موسعة بين الشباب من خلال فرق جديدة وحتى تجارب فردية متزايدة.
