نقش على صفحة الفضاء

05:50 صباحا
قراءة دقيقتين
حافظ البرغوثي

يشهد مركز تانجيشيما للفضاء الياباني غداً (الأربعاء) إطلاق «مسبار الأمل» الإماراتي في أول رحلة استكشافية لكوكب المريخ تقوم بها دولة عربية إسلامية وفي محاولة طموحة لسبر أغوار الكوكب الأحمر الذي بدأت «وكالة ناسا» الأمريكية في استكشافه منذ سنوات خلت، لكنه ظل محتفظاً بأسراره التي تهم الأرض ومستقبلها أيضاً.
فاختيار اسم «الأمل» كان موفقاً كما الرحلة بإذنه تعالى، لأن فهم أسرار المريخ وبعقول إماراتية مع شركاء استراتيجيين يفتح آفاقاً جديدة من حيث التبادل المعرفي وكشف باطن المريخ وطبقاته واحتمالات وجود المياه، حيث إن الكوكب فيه أكبر البراكين في المنظومة الشمسية بارتفاع 25 كيلومتراً وأودية وسهول وبحيرات جافة لها شطآن كانت موحلة الخ.. مما يشير إلى إمكانية وجود حياة، وإذا ما عُثر على أدلة لحياة سابقة على سطح المريخ بعد دراسة عينات من تربته، فإن العينات قد تجيب على أسئلة أخرى بشأن مصير الغلاف الجوي الذي ساعد على وجود تلك الحياة على سطح الكوكب.
والدراسات الجيولوجية على الكوكب المريخ ستوفر معلومات هائلة حول كيفية التغلب على المشاكل التي قد تواجه كوكب الأرض مثل التصحر والاحترار العالمي وغيرها من المشاكل البيئية، وكذلك فإن استكشاف المريخ سيوفر تقنية عالية الجودة تسهم في تحسين نوع مستوى الحياة على سطح الأرض. كما سنفهم كيف اختفت الحياة عليه وهل يمكن للأرض أن تتعرض للظروف نفسها التي دمرت الحياة عليه وكيف نحمي الأرض من هذه الظروف حفاظا عليها، وهل يمكن إقامة محطات بشرية على ذلك الكوكب لاستكشافه أكثر والاستفادة من ثرواته الكامنة والانطلاق منه نحو كواكب أخرى؟ عدا ما يمكن إجراؤه من تجارب علمية مستقبلية على سطحه!.
فالكوكب الأحمر منبع للثروات والأسرار، ورحلة المسبار الأمل التي كانت حلماً من دولة واعدة تحولت إلى حقيقة تطلق نحو السماء تؤكد قوله تعالى: «والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون». فالكون ليس ثابت الحجم، بل يتمدد بإذنه تعالى ويتسع لكل الأسرار والتحولات وينتظر من البشر أن يفكوا رموزه وبروجه ويستطلعوا فوائده لخدمة الإنسانية جمعاء.
فالرحلة الاستكشافية التي يشرف عليها علماء ومختصون إماراتيون هي رحلة لمصلحة البشرية كما هي عادة دولة الإمارات العربية المتحدة التي ما قامت بمشاريع طموحة لخدمة نفسها فقط ولكن لمنفعة الإنسان أينما وجد. ومن هذه الفلسفة الخصبة بالخير انطلقت فكرة الأمل ومسبارها.
نتمنى التوفيق لهذه الرحلة الخيرة التي سترفع اسم دولة عربية في هذا الوقت العصيب إلى مرتبة الدول التي تقود العمل العلمي الإنساني وتعمل لخدمة البشرية وخيرها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"