عادي

«كورونا» العلاج وطرق الوقاية هدف العلماء

22:28 مساء
قراءة 5 دقائق
كرونا

إعداد: خنساء الزبير

 

منذ أن بدأت جائحة «كورونا» والعلماء يبحثون عن طرق لوقاية الأصحاء، فيما يعملون في الوقت نفسه لاكتشاف علاجات جديدة، أو متوفرة، تنقذ المرضى الذين أصابتهم عدوى الفيروس. وأخذت تلك الأهداف المرتبة الأولى في أولويات البحث العلمي، وباتت الشغل الشاغل للعامة الذين يصبحون في كل يوم على أمل إعلان التوصل للقاح، أو دواء ينقذ البشرية من «كوفيد-19» الناجم عن فيروس كورونا.

ربما لا يكون الأمل قد تحقق بالقدر المطلوب، ولكن ذلك لا يقلل من شأن الجهود العلمية التي كشفت لنا جوانب من الفيروس، وطرق انتشاره، وجعلتنا على دراية بكيفية اتخاذ الحيطة والحذر، مثل التباعد الجسدي، وارتداء الكمامة، وغيرهما، كسلوكات فردية مسؤولة نساهم بها في حماية أنفسنا، والآخرين.

الأماكن المغلقة

أوصت الأبحاث التي خرجت في بداية الجائحة بأن التباعد الجسدي بين شخص وآخر يجب أن يكون مترين، تلتها إرشادات بضرورة ألا يقل عن 4 أمتار. ودعمت دراسة متأخرة من جامعة جورجيا الأدلة المتزايدة على أن الأماكن المغلقة عموماً، بيئة لانتقال الفيروس عبر الهواء؛ فقد تمكن الباحثون من ربط انتشار «كوفيد-19» في الصين بمريض كان مصدر العدوى لركاب الحافلة التي كان بداخلها، وكانت وسيلة الانتشار نظام تكييف الهواء داخل الحافلة.

ويعتبر فهم طرق انتقال عدوى فيروس كورونا أمراً بالغ الأهمية لاحتواء الوباء، حيث يمكن تطوير استراتيجيات وقائية فعالة تستهدف جميع طرق الانتقال المحتملة. وتعطي تلك النتائج دعماً قوياً لارتداء الكمامة في البيئات المغلقة ذات التهوية غير المتجددة.

الساعات الذكية

يشير عدد متزايد من الدراسات إلى أن تغييرات معينة في معدل ضربات القلب، ونمط التنفس، يمكن أن تسبق ظهور أعراض «كوفيد-19». وبدأ باحثون من جامعة بوردو دراسة من شأنها أن تساعد في تحديد ما إذا كان يمكن استخدام بيانات الساعات الذكية التي يتم جمعها باستمرار للكشف عن هذه العلامات بشكل موثوق، ودقيق، في وقت مبكر، ما يكشف أن المستخدم الذي قد لا تظهر عليه أعراض يجب أن يخضع للفحص. وتعمل الساعات الذكية المتوفرة في الأسواق على جمع مجموعة واسعة من البيانات الفسيولوجية، منها مقاييس مثل معدل ضربات القلب، وتقلب معدل ضربات القلب، ومعدل التنفس؛ والتي قد تساعد في اكتشاف المرض في المراحل المبكرة.

مضاد الإحساس

أجرى باحثون من جامعة أوريجون دراسة أظهرت أن العوامل المضادة للإحساس التي يطلق عليها «الببتيد المترافق مع أوليجومرات مورفولينو» لديها المقدرة بشكل خاص، وفعّال، على قمع تكاثر فيروس كورونا. تلك العوامل هي نظائر أحادية الجديلة من الأحماض النووية قادرة على دخول الخلايا التي تتداخل مع التعبير عن الحمض النووي الريبي المستهدف من دون الحاجة لمساعدتها على الإيصال.

وأظهرت العديد من الدراسات التي أجريت في الجسم الحي لفيروسات الجهاز التنفسي، بما في ذلك فيروس الإنفلونزا A، أن تلك العوامل المضادة للإحساس التي يتم تناولها عن طريق الأنف، والمصممة لاستهداف تسلسل الجينوم الفيروسي، قللت بشكل فعال من كثافة الفيروس، ومن الأمراض في أنسجة الرئة.

الذكاء الاصطناعي

أظهرت دراسة شارك فيها باحثون من جامعة وسط فلوريدا، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون بمستوى دقة الطبيب في تشخيص «كوفيد-19» في الرئتين، كما يمكنه تمييز المرض عن الإنفلونزا الاعتيادية. وعندما قارن الباحثون بين تشخيصات الحاسوب مع تلك التي أكدها الأطباء، وجدوا أن الخوارزمية كانت بارعة للغاية في التشخيص الدقيق للالتهاب الرئوي في الرئتين لدى المرضى، وتمييزه عن الأمراض الأخرى، خاصة عند فحص التصوير المقطعي المحوسب في المراحل المبكرة من تطور المرض.

الهذيان عرض

أظهر تحليل جديد للبيانات أجراه باحثون من كينج كوليج في لندن، باستخدام بيانات المرضى المصابين بـ«كوفيد-19»، أن الهذيان من الأعراض الرئيسية للمرضى لدى كبار السن. وتوضح تلك النتائج أن الأطباء وطاقم التمريض عليهم الانتباه لحالة الهذيان التي قد تشكل إنذاراً مبكراً للمرضى لدى المسنين حتى في حال غياب الأعراض المعروفة مثل السعال، والحمى.

انقطاع التنفس

ذكرت 3 دراسات صغيرة أن حالة انقطاع النفس أثناء النوم قد تكون عامل خطر محتملاً لشدة «كوفيد-19»، وهي حالة اضطراب في النوم تحدث فيها دورات من انقطاع النفس لدى الشخص النائم، ما يسبب ضيقاً في التنفس، ويمكن أن يؤدي إلى عدم تشبع الجسم بالأوكسجين، وإلى زيادة ضغط الدم الانقباضي، والانبساطي.

ووجد الباحثون من جامعة هيلسنكي أن نتائج الدراسة اظهرت أن من يعانون تلك الحالة وأصيبوا بكوفيد-19 كانوا معرضين لخطر الإصابة بالمضاعفات أكثر بنحو 5 مرات، ودخولهم المستشفى بغض النظر عن العمر، والأمراض المزمنة.

لقاح بروتيني

طور باحثون من سويسرا بروتيناً فيروسياً مؤتلفاً عالي الجودة يمكن استخدامه في تطوير لقاحات ضد فيروس كورونا المستجد، وفي اكتشاف الفيروسات، أو الأجسام المضادة الجديدة. ويقول الباحثون إن البروتين الاندماجي الذي طوروه يتميز بنقاوة عالية من البروتين، وقابل للذوبان، كما أنه قادر على تكوين مركّب مع مجال الببتيداز من المستقبلات الموجودة في خلايا الجسم.

وتشمل التطبيقات المحتملة للبروتين الاندماجي دراسات الارتباط على الخلايا، أو في المختبر، ووضع العلامات الفلورية لمواقع الارتباط المحتملة للفيروسات على الخلايا، واستخدامه كمستضد لدراسات التحصين، أو كأداة لتطوير اكتشاف جديد للفيروسات أو الأجسام المضادة.

التواصل الاجتماعي يفاقم المشكلة

تشير دراسة نشرتها مجلة «الحاسوب في سلوك الإنسان» إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كان مجزياً إلى حد ما، حيث إنها قدمت دعماً إعلامياً وتعاطفياً في ما يتعلق بالموضوعات الصحية لكوفيد-91. وتحذر الدراسة نفسها من ناحية أخرى، من أن الاستخدام المفرط لها أدى إلى مشاكل الصحة العقلية، وترى أن أخذ استراحة منها قد يعزز الحالة العامة أثناء الوباء؛ وهو أمر مهم للتخفيف من أضرار الصحة العقلية التي تتسبب بها الجائحة.

شملت الدراسة 320 مشاركاً يعيشون في المناطق الحضرية في ووهان، بالصين؛ وفي فبراير/ شباط 2020 قدم الفريق للمشاركين استبياناً عبر الإنترنت حقق في كيفية وصولهم إلى المعلومات الصحية ومشاركتها مع أفراد الأسرة، والأصدقاء، والزملاء على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأفاد أكثر من نصف المستطلعين عن مستوى معين من الاكتئاب، مع ما يقرب من 20% منهم يعانون اكتئاباً متوسطاً أو حاداً. ومن بين المستجيبين الذين أبلغوا عن صدمة ثانوية، أفاد معظمهم بمستوى منخفض (80%) من الصدمات، بينما أبلغ عدد أقل عن مستويات متوسطة (13%) وعالية (7%) من الصدمات.

وأظهرت النتائج النهائية لتحليل البيانات أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كان مرتبطاً بالاكتئاب والصدمات الثانوية خلال الجزء الأول من تفشي الجائحة، كما أشارت النتائج من ناحية أخرى، إلى أن أخذ استراحة منها من وقت لآخر قد يساعد في تحسين الصحة العقلية للأشخاص أثناء الجائحة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"