عادي
الإمارات الوجهة الأكثر جاذبية للشركات الأمريكية الراغبة في العمل في المنطقة

القنصل الأمريكي يكشف لـ«الخليج» الآفاق الاقتصادية لـ«الحوار الاستراتيجي» مع الإمارات

23:31 مساء
قراءة 7 دقائق
فيليب

حوار: عبير أبو شمالة 

قال فيليب فراين، القنصل العام الأمريكي في الإمارات، إن اتفاق الحوار الاستراتيجي بين الإمارات والولايات المتحدة يفتح الباب لتعزيز الشراكة الوطيدة أساساً بين البلدين ويرسخ إطاراً للمزيد من التعاون على 8 مستويات رئيسية تشمل التعاون السياسي والدفاع والاقتصاد والتجارة. وأكد أن الإمارات تعد الوجهة الأكثر جاذبية للشركات الأمريكية الراغبة في العمل في المنطقة، كما أنها الشريك التجاري الأكبر للولايات المتحدة إقليمياً.
وأكد فراين في حوار مع «الخليج» أن جهود الإمارات على مستوى حماية الملكية الفكرية من الممكن أن تجعلها الدولة الأكثر أماناً وجاذبية للاستثمارات الخارجية في مجالات العلوم والتكنولوجيا الحيوية على مستوى المنطقة. وقال إن تعامل الدولة مع جائحة كوفيد- 19 كان الأفضل إقليمياً. وفي ما يلي نص الحوار: 

  • هل يمكن أن تطلعنا على تفاصيل أكثر حول الحوار الاستراتيجي بين الإمارات والولايات المتحدة خاصة المتعلقة بالشراكة الاقتصادية بين البلدين؟ 

- تتمتع الولايات المتحدة بعلاقة قوية مع الإمارات وبين الدولتين تعاون قوي وعلى العديد من الصعد والقضايا. ويرسخ الحوار الاستراتيجي بين الدولتين إطاراً للمزيد من التعاون والمفاوضات على مستوى 8 مواضيع أساسية وتتمثل في الجوانب السياسية والدفاع والأمن وانفاذ القانون والاستخبارات ومكافحة الإرهاب إضافة إلى الاقتصاد والطاقة والتجارة والثقافة والتعليم والفضاء وحقوق الإنسان.
ومن المنتظر أن تساعد الشراكة بيننا في إحراز المزيد من التقدم على مستوى عدد من الأولويات الرئيسية إقليمياً وعالمياً، بما في ذلك وضع حد للممارسات والأنشطة الضارة من قبل بعض الدول، وإيجاد الحلول للمشاكل الإقليمية ومكافحة التطرف إضافة إلى تعزيز التعايش الديني السلمي. إن الولايات المتحدة تربطها مع الإمارات شراكة وطيدة في مجالات الدفاع والتجارة والتعاون العسكري. ونحن نسعى إلى زيادة تبادل البيانات والمعلومات ونأمل أن نتوصل قريباً إلى توقيع مذكرة تفاهم حول تبادل المعلومات المتعلقة بحركة المسافرين.
وعلاوة على ما تقدم نعمل على زيادة حركة التجارة بين البلدين والاستثمار، كما نحرز تقدماً كذلك على مستوى العلوم والتكنولوجيا للعديد من القطاعات بما في ذلك الرعاية الصحية، والطاقة والأمن الغذائي والصناعات الفضائية والدفاع والمركبات والبنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.
ومن التطورات المهمة كذلك معاهدة أرتيمس التي تم توقيعها مع 7 دول شريكة ومن بينها الإمارات يوم 13 أكتوبر والتي تهدف إلى تعزيز الأنشطة الإنسانية على سطح القمر وصولا إلى المريخ. ونتطلع من خلال شراكتنا مع الإمارات إلى استطلاع المزيد من الطرق للاستفادة السلمية من الفضاء الخارجي لما في صالح البشرية.
من جهة أخرى تحرص الولايات المتحدة على المساهمة في نجاح استضافة إكسبو دبي 2020، وتتعاون مع الإمارات وشركاء آخرين للوصول إلى برامج تعكس الثقافة والتطور الاقتصادي والتكنولوجي ضمن جناح الولايات المتحدة في المعرض. ونحن ممتنون للإمارات لكرمها لتوفير جناح رسمي للولايات المتحدة لملايين الزوار الذين يتوقع أن يفدوا إلى المعرض من الشرق الأوسط وجنوب آسيا.

  • ما هي برأيكم أهم المزايا التي يمكن أن تعود على كلا الدولتين من خلال الحوار الاستراتيجي؟

- الإمارات والولايات المتحدة تمتعتا دوماً بعلاقة شراكة وطيدة خاصة على مستوى التجارة والدفاع، ويعتبر الحوار فرصة للبناء على ذلك وتعميق العلاقة على هذه الصعد وزيادة التركيز على محاور أخرى ضمن الاهتمام المشترك للدولتين بما في ذلك التعليم والفضاء وحقوق الإنسان.

  • ما هي الخطوات التالية لتعزيز الشراكة الاقتصادية؟ وما هي برأيكم المعوقات التي يمكن أن يذللها الحوار الاستراتيجي لتيسير حركة الاستثمار بين البلدين؟

- أخذت الإمارات خطوة مشجعة من خلال تحسن بيئة حقوق الملكية الفكرية. كما يعد التشريع الجديد الخاص بالصناعات الدوائية في الإمارات قفزة واسعة على الطريق الصحيح، ويمكن أن تجعل الإمارات واحدة من أفضل وأكثر الدول أمانا على مستوى الشرق الأوسط لاجتذاب الاستثمارات في مجال الصناعات الدوائية والتكنولوجيا الحيوية. ووزارة التجارة حريصة ومستعدة لتوجيه مكتب العلامات التجارية والتجارة الأمريكي لتوفير أية مساعدة فنية يمكن ان تحتاجها الإمارات للمزيد من التطوير لممارسات حماية حقوق الملكية الفكرية.

  • ما هو حجم الاستثمارات بين الإمارات والولايات المتحدة في الوقت الراهن؟ وما هي أبرز القطاعات التي تجتذب الاستثمارات بين الدولتين حاليا والتي تتطلعون لتعزيز الاستثمارات فيها في المرحلة القادمة؟ 

- تعتبر الولايات المتحدة والإمارات من أكثر الاقتصادات إبداعا وتقدما حول العالم، وبحسب أحدث البيانات وصلت قيمة الاستثمارات الأمريكية الخارجية المباشرة في الإمارات إلى حوالي 27.6 مليار دولار في العام الماضي، مرتفعة بحوالي 2.7 مليار دولار عن عام 2016. وتعتبر الإمارات أكبر المستثمرين في الولايات المتحدة من العالم العربي باستثمارات وصلت إلى 26 مليار دولار عام 2018. وبلغت قيمة التجارة الإجمالية بين البلدين حوالي 24 مليار دولار في العام الماضي. وتصنف الإمارات باعتبارها أكبر سوق للصادرات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
ونحن حاليا في المرحلة النهائية لتوقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة الأمريكية ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية بشأن حماية الأمن السيبراني لمحطات براكة، ما سيعزز التعاون الكبير أساس بيننا في مجال الطاقة النووية.

  • هل يمهد الحوار الاستراتيجي الطريق لإبرام اتفاقية تجارة حرة ثنائية بين الإمارات والولايات المتحدة؟

- تعمل الدولتان على زيادة الاستثمارات والتبادل التجاري في مجالات العلوم والتكنولوجيا على مستوى العديد من القطاعات بما في ذلك الزراعة والدواء والفضاء والطاقة، ونحن نسعى سوياً إلى المزيد من التنسيق في مجالي الطاقة بما في ذلك الطاقة المستدامة وموارد النفط والغاز الطبيعي وتحلية المياه وما يتعلق بذلك من تقنيات.

  • كيف ترون الأداء الاقتصادي للإمارات خاصة في هذه المرحلة، مرحلة ما بعد الجائحة؟ هل واجهت الشركات الأمريكية في الدولة تحديات نتيجة الجائحة؟

- الإمارات تعاملت مع الجائحة وتبعاتها بشكل أفضل من أية دولة في المنطقة. وتعد الإمارات الوجهة المفضلة للشركات الأمريكية الراغبة في مزاولة أعمالها في المنطقة. وتعمل في الإمارات حاليا أكثر من 1500 شركة، ما يفوق بكثير عدد الشركات الأمريكية في أي من دول منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
وغالبية الشركات في قطاعات شهدت تعاونا استراتيجيا تاريخيا بين البلدين مثل قطاع الطاقة والدفاع، لكن هناك كذلك شركات تعمل في قطاعات اقتصادية جديدة مثل السيارات والمركبات والفضاء وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والرعاية الصحية.
أما عن التحديات، فقد واجهت الشركات الأمريكية كغيرها من الشركات حول العالم تحديات جراء الجائحة وتبعاتها الاقتصادية، وبادرت العديد من الشركات بالتالي إلى خفض التكاليف وتأجيل خطط استثمارية. لكن البعض كمايكروسوفت وجوجل ساعدت وزارة التعليم في الإمارات على إنجاز التحول الرقمي للتعليم عن بعد خلال الجائحة. وتعتبر الإمارات أفضل مكان لهذه الشركات لمزاولة أعمالها في المنطقة.

  • غيرت الجائحة حياتنا بشكل جذري، فهل ترون أنها من الممكن ان تغير التوجهات الاستثمارية بين البلدين للمزيد من التركيز على اقتصاد المستقبل؟

- عبرت الشركات الأمريكية عن قلقها إزاء جهود توطين البيانات في الإمارات، فما من شك هناك في ان تبني إطار لحماية خصوصية البيانات قائم على أفضل الممارسات العالمية يعد ضرورة للتعافي الاقتصادي والتطور. وتعتزم إدارة التجارة الدولية الأمريكية إقامة ورش عمل فنية مع الإمارات على هذا المستوى في شهر ديسمبر المقبل. وسيتم خلال هذه الورش مناقشة نظم تدفق البيانات وإطار محتمل للبيانات على المستوى الإقليمي. كما سيقوم الفريق الدولي التابع للإدارة في مارس من العام المقبل أيضا بجولة ليومين في أبوظبي في هذا الشأن.

  • هل تأثرت حركة التجارة بين البلدين جراء الجائحة؟ وما هي المستويات المستهدفة لنمو التجارة في المرحلة القادمة؟

- في الوقت الذي أثرت فيه الجائحة، وما زالت تؤثر، على نظام التجارة العالمي، إلا أننا نرى جهود الإمارات لتنويع قاعدة نموها الاقتصادي مشجعة. ويمكن القول إن إعادة تنظيم الحكومة مؤخرا سيعزز قوتها ويمكنها من التحضر للتوسع في مجالات الصناعة ومصادر الطاقة البديلة وعلى صعيد التجارة أيضا إضافة إلى توفير حلول مبتكرة للأمن الغذائي.
وعلى مستوى توسعة العلاقات التجارية بين البلدين تتطلع الولايات المتحدة للمشاركة في إكسبو 2020، كما سيزور وفد يمثل 100 شركة أمريكية الإمارات لبحث فرص التصدير والفرص التجارية. وتعمل إدارة التجارة الأمريكية على إتمام مذكرتي تفاهم مع مؤسسات حكومية في الإمارات، الأولى حول تبادل أفضل الممارسات للترويج للاستثمارات الخارجية المباشرة والثانية حول ترويج الابتكار وريادة الأعمال.

  • يتضمن الحوار محاور أخرى منها الشراكة السياسية والتعاون في مجالي الدفاع ومكافحة الإرهاب، ما هو برأيكم الدور الذي يمكن للإمارات أن تلعبه على هذا المستوى؟

- نحن نتعاون على مستوى العديد من الأولويات الإقليمية والعالمية بما في ذلك مكافحة الأنشطة المسيئة والتطرف وحل المشاكل الإقليمية. وتعتبر شراكتنا ضرورية لتعزيز الأمن ولمواجهة التهديدات الإقليمية ومنع انتشارها.
وتواصل الإمارات من جهتها جهودها، وتتعاون مع الولايات المتحدة، على مستوى إنفاذ القانون ومكافحة الإرهاب، فهي شريك في التحالف الدولي لمواجهة داعش كما تدعم جهود مكافحة التطرف من خلال منصات مثل مركزي صواب وهداية. وسيساعد التعاون المتنامي في تعزيز أنشطة مكافحة غسيل الأموال ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى تشجيع تبادل المعلومات المرتبطة بالعقوبات الاقتصادية.

  • كيف ترون التطور الذي أحرزته الإمارات في مجال استكشاف الفضاء؟ وما خططكم للتعاون على هذا المستوى وعلى المستوى الثقافي والأكاديمي أيضا؟

- بداية أهنئ الإمارات على الإنجازات الهائلة في مجال استكشاف الفضاء، وأبرزها إطلاق مسبار الأمل. وكانت الإمارات وقعت مع وكالة ناسا عام 2018 اتفاقية للبدء في رحلات للفضاء والتعاون في مجال تدريب رواد الفضاء والأبحاث المتعلقة بالفضاء وباستكشاف فرص الحياة على كوكب المريخ، وسوف يتواصل هذا التعاون في 2020، حيث وافقت ناسا يوم 21 سبتمبر الماضي على تدريب رواد اماراتيين على أنظمة محطات الفضاء الدولية ما يمهد الطريق أمام المزيد من التعاون.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"