عادي

هل أدخر للتقاعد؟

22:53 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

ألقى «كوفيد- 19» بظلاله على خطط التقاعد. وقوّض ارتفاع معدلات البطالة، وتقلب البورصة، وحالة عدم اليقين الاقتصادي السائدة، قدرة العديد من العائلات على التخطيط للمستقبل. ومع ذلك، لم يكن الادخار للتقاعد أمراً سهلاً حتى قبل الأزمة الاقتصادية - الصحية الحالية.

ووفقاً لتقرير مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لعام 2018، فإن واحدة من كل أربع أسر غير متقاعدين ليس لديها مدخرات تقاعد على الإطلاق. وقال أكثر من 40 % من البالغين غير المتقاعدين إن مدخراتهم وخططهم التقاعدية ليست على المسار الصحيح. وحتى بالنسبة إلى الأسر التي لديها وسائل للادخار، فإن أصحاب العمل الذين ينتقلون من خطط المنافع المحددة (حيث يدفعون بالكامل ليضمنوا دخلاً تقاعدياً)، إلى خطط المساهمة المحددة (حيث يساهم الموظفون، والمشاركة طوعية ولا توجد ضمانات)، بات ادخار المال بالنسبة إليهم عملية أكثر تعقيداً.

وأظهرت الأبحاث أن الطبيعة التطوعية لخطط المساهمة المحددة هذه خلقت مجالاً لعرقلة طريق الادخار. على سبيل المثال، وجدت الدراسات أنه عندما يتعلق الأمر بالإدارة الفعالة لخطط التقاعد، فإن معظم الناس يتخلفون عن القيام بأي شيء عاماً، بعد عام. ويسمي علماء النفس هذه الحالة ب«التحيز للوضع الراهن»، أي تفضيل الوضع الحالي، لأنه من الأسهل على شخص ما عدم فعل أي شيء، والحفاظ على حالته الراهنة، بدلاً من اتخاذ إجراء.

النقطة الأخرى هي «الخصم الزائد»، إحدى الركائز الأساسية للاقتصاد السلوكي، والذي يحدث عندما يضع الأشخاص كل ثقلهم على الحاضر عند اتخاذ قرارات مالية. ونتيجة لذلك، تراهم يركزون على مقدار الأموال التي لديهم على المدى القصير، ويميلون إلى الادخار بشكل أقل على المدى الطويل.

ويتسبب كل من «التحيز للوضع الراهن»، و«الخصم الزائد»، بحدوث أخطاء مثل عدم الادخار بما يكفي، أو عدم الادخار على الإطلاق. وهناك تأثيرات أخرى يجب الانتباه إليها أيضاً يمكن أن تقلل من احتمالية امتلاك الشخص لحساب تقاعد، ومدخرات، مثل مشكلات الصحة العقلية كالقلق، والاكتئاب. وهذا مهم بشكل خاص لأن أزمة «كوفيد- 19» أدت إلى زيادة حالات الاكتئاب، والقلق عند الكثيرين.

إن أفضل طريقة لمنع تأثير هذه العوارض في مدخراتك ومستقبلك المالي هي وضع العمليات الصحيحة في مكانها الصحيح. كما يمكن أن يؤدي اتباع الإرشادات ونصائح المستشارين الماليين إلى قطع شوط طويل نحو تعزيز أمنك المالي.

وخلال الأوقات المضطربة عموماً، من السهل استبعاد المستقبل والتفكير في الحاضر، فهذا تقدم للأمام، ولكن في اللحظة التي تريد فيها البدء بالتخطيط للمستقبل فاعلم بأن الوقت الأنسب هو الآن، وليس الغد.

(بلومبيرج)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"