سباق تكنولوجيا بطاريات السيارات الكهربائية

22:06 مساء
قراءة 3 دقائق
تيسلا

من بين السيارات الصديقة للبيئة، تجذب السيارات الكهربائية وبطارياتها أكبر قدر من الاهتمام، بسبب توسع أسواقهما بسرعة. فحتى عام 2019، بلغ حجم مبيعات السيارات الكهربائية التراكمي عالمياً 7.17 مليون وحدة، بزيادة 40.3% عن العام السابق. وبلغ حجم سوق بطاريات السيارات الكهربائية عالمياً 15 مليار دولار في عام 2016، لكنها تضاعفت إلى 38.8 مليار دولار العام الماضي، ومن المتوقع أن تصل إلى 93.9 مليار عام 2026. 

نقطة الضعف الجوهرية في السيارات الكهربائية هي قصر عمر بطارياتها وارتفاع سعرها، وضعف قوة تحملها ومشكلات إعادة الشحن التي تحتاج المزيد من المعالجة، فالبطاريات أحد الأجزاء الرئيسية للسيارات الكهربائية، وهي «محرك النمو من الجيل التالي». وقد تجلى هذا الاتجاه بشكل جيد في الاهتمام الشديد ب «يوم البطاريات» الذي أقامته شركة «تيسلا» في سبتمبر2020، وشاهده عبر الإنترنت 270 ألف شخص حول العالم.

في «يوم البطاريات» قالت تيسلا: إنها ستطور بطارية جديدة تدوم لفترة أطول وستتكلف نصف السعر، وأنها سوف تكشف عنها بعد ثلاثة أعوام. ويعتقد مراقبو الصناعة أنه يكاد يكون من المستحيل إكمال مرافق التصنيع واسعة النطاق لخلايا البطاريات في فترة زمنية قصيرة، ويفترضون أن تيسلا تعتزم تقليل اعتمادها على موردي البطاريات الحاليين من خلال تعزيز قدراتها على إنتاج بطارياتها الخاصة، ومن الواضح أن الشركة تدرك جيداً عدم كفاية إمدادات البطاريات. وقبل يوم واحد من ذلك الحدث، كتب الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا إيلون ماسك على تويتر أنه يتوقع نقصاً كبيراً في خلايا البطاريات في عام 2022. وقال أيضاً إن تيسلا ستزيد من مشتريات خلايا البطارية من شركات تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية. وفقاً لبحوث متخصصة، كان متوسط سعر بطارية السيارات الكهربائية 663 دولاراً لكل كيلوواط / ساعة في 2013، لكنه أنخفض 76.5% إلى 156 دولاراً في 2019. ونظراً لانخفاض أسعارها المتواصل، يسعى منتجو البطاريات وشركات تصنيع السيارات إلى التعاون، انطلاقاً من أن البطاريات هي جوهر السيارة الكهربائية وتتكلف 40 إلى 50% من قيمة السيارة. وعلى سبيل المثال، قامت شركة «تيسلا» والمعروفة باسم «رمز الابتكار»، ببناء مصنع في نيفادا الأمريكية بشراكة مع «باناسونيك» اليابانية بهدف إنتاج بطاريات أيونات الليثيوم. ومن المتوقع أن يتسارع هذا النوع من التطوير والتوزيع المشترك في المستقبل.

وهناك تعاون بين «فولكس فاجن» وشركة سويدية، حيث استثمرت الأولى أكثر من مليار دولار. وتبذل محاولات حثيثة في كوريا لتحالف بين الشركات المحلية الأربع الكبرى، بقيادة هيونداي موتور.

وتهيمن على سوق البطاريات حالياً خمس شركات صينية، وشركة يابانية، وثلاث شركات كورية، وسط منافسة شرسة، حيث يتم توفير أكثر من 90% من بطاريات السيارات الكهربائية حول العالم من قبل شركات تصنيع البطاريات في هذه البلدان الثلاثة.

والسؤال: من الذي سيقود سوق بطاريات السيارات الكهربائية؟ تبذل الصين واليابان وكوريا جهوداً كبيرة لتطوير بطارية عالية الأداء، وهذا التنافس يتأثر بعوامل مختلفة، بما في ذلك عدم اليقين بشأن استثمارات الشركات والإعانات الحكومية وقضايا التجارة العالمية. 

واعتماداً على هذه العوامل، قد تتغير حصة كل منها في أي وقت. فيما تسعى الصين لتأمين المواد الضرورية من خلال دبلوماسية الموارد، بينما عززت اليابان سيطرتها على الاحتياطيات الاستراتيجية ل 34 من المعادن النادرة، بما في ذلك الكوبالت وما يسمى ب «التربة النادرة». في حين يدعو الخبراء الكوريون إلى بذل المزيد من الجهود الاستباقية على المستوى الحكومي. 

الثابت هو التفوق الصيني الياباني؛ ففيما تحتل الصين أكبر سوق محلي للسيارات الكهربائية، فإن اليابان أحرزت تفوقاً بحجم السوق المحلي، والتكنولوجيا الخاصة بالسيارات الكهربائية. كما يتحرك صانعو السيارات أيضاً لإنتاج البطاريات بأنفسهم. وليس الأمر مقتصراً على تيسلا، فمثلاً استثمرت شركة السيارات الألمانية «بي إم دبليو» 200 مليون يورو في تطوير بطارياتها الخاصة على مدار السنوات الأربع الماضية. وتخطط «تويوتا» أيضاً لتطوير البطاريات من خلال إنفاق 13.3 مليار دولار.

د. عبد العظيم محمود حنفي - أكاديمي مصري

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​كاتب مصري - أستاذ للعلوم السياسية والاقتصادية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"