الكفاءات المواطنة

00:59 صباحا
قراءة دقيقتين

إدراج 114 عالماً من مختلف الجامعات الحكومية والخاصة في الإمارات ضمن أفضل 2% من علماء العالم وفقاً للقائمة التي أعلنت عنها جامعة ستانفورد الأمريكية، يمثل إنجازاً جديداً لمسيرة التعليم العالي في الدولة والتي تحظى باهتمام ودعم غير محدود، انطلاقاً من الاهتمام المتواصل بالتعليم الذي يعتبر أساس مسيرة التنمية وعمليات التطوير والتحديث لتحقيق مزيد من الإنجازات.
النسبة الكبرى من العلماء في الإمارات الذين أدرجوا في القائمة العالمية لعام 2019 يتوزعون بشكل أساسي على 3 جامعات، بواقع 45 عالماً وباحثاً في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، و32 باحثاً متميزاً في جامعة الإمارات، و30 عالماً في جامعة الشارقة، إضافة إلى جامعات أخرى.
العديد من العلماء في مختلف جامعات الدولة والتي يصل عددها إلى نحو 80 جامعة، لو أتيحت لهم الفرصة للتقدم لهذا التصنيف العالمي الذي يتضمن 30 مؤشراً تتصل بالاستشهادات الأكاديمية ومؤشرات قياس أثر الباحث العلمي والتعاون البحثي والتأثير والأداء الوظيفي خلال الحياة المهنية لتضاعفت القائمة لوجود أعداد كبيرة من العلماء في مختلف مؤسسات التعليم العالي في الدولة.
بالتأكيد هذا الكم من العلماء المتميزين الذين تزخر بهم الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في الدولة لهم بصمات وأبحاث وبراءات اختراع ومشاريع متميزة في مختلف التخصصات والقطاعات، ومثل هذه الإنجازات يتم تعزيزها والتوسع فيها إذا توافرت البيئة الحاضنة التي من شانها أن تشجع مختلف الباحثين والعلماء على مواصلة إجراء الأبحاث وإنجاز براءات الاختراع.
الحديث عن العلماء المتميزين في جامعاتنا الذين يتم استقطابهم من مختلف دول العالم إلى جانب العلماء من أبناء الوطن، يقودنا للحديث عن الدور الذي تقوم به الجامعات لاستقطاب الكفاءات المواطنة من العلماء والباحثين والمحافظة على استمراريتها وتشجيعها على مواصلة العمل في الجامعات وعدم التفكير في الهروب منها لأسباب عديدة أهمها سلم الرواتب والمزايا التحفيزية التي ما زالت دون طموح الباحثين والعلماء المواطنين.
الأمر الآخر ما هو مصير عشرات إن لم تكن مئات المشاريع البحثية وبراءات الاختراع في جامعات الدولة، وهل المؤسسات والشركات الكبرى تقوم بمسؤوليتها المجتمعية في تبني هذه الأبحاث وتحويلها إلى مشاريع خدمية تعود بالنفع على أفراد المجتمع؟، بكل تأكيد قطاع التعليم العالي في وزارة التربية والتعليم يتحمل مسؤولية كبرى في هذا الشأن.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"