«بيتكوين» بـ 34000 دولار.. «ذهب» أم «فقاعة»؟

تجاوزت عملة «بيتكوين»، مستوى 34000 دولار، بعد أسابيع فقط من اجتيازها حاجز 20 ألف دولار لتكتسب العملة الافتراضية غير المغطاة زخماً جديداً فقفزت 7.8% الأحد إلى 34182.75 دولار، قبل أن تنخفض إلى حوالي 33970 دولارا في سنغافورة. 
وتقدمت العملة 50% في ديسمبر، عندما تجاوز سعرها 20 ألف دولار للمرة الأولى. 
ارتفاع لافت سجله الأصل الرقمي الافتراضي المثير للجدل في عام 2020، مع انتعش حاد بعد الانهيار الحاد أيضاً في مارس/ آذار الذي شهد خسارة 25% من قيمة بيتكوين وسط جائحة فيروس كورونا. 
ويقول أنطوني ترينشيف، الشريك الإداري والمؤسس المشارك لشركة Nexo في لندن، التي تعتبر نفسها أكبر مقرض للعملات المشفرة في العالم، أن العملة «ستكون في طريقها إلى 50000 دولار على الأرجح في الربع الأول من عام 2021». 
وقال مايك ماكجلون، خبير استراتيجي السلع في بلومبيرج إنتليجنس، في مذكرة الشهر الماضي: «نحن أمام موجة صعود جديدة مع عودة المستثمرين المؤسسيين إلى مكاتبهم». واستغل أنصار العملة أيضا الكلام عن أن العملة يمكن أن تعمل كمخزن للثروة وسط تفشي طباعة أموال البنك المركزي، حتى مع استمرار التضخم في الغالب. 
وقال سكوت مينيرد، كبير مسؤولي الاستثمار في Guggenheim Investments، لتلفزيون «بلومبيرج» في مقابلة، إن «بيتكوين» يجب أن ترتفع في النهاية إلى حوالي 400 ألف دولار. ومع ذلك، لا تزال هناك أسباب لتوخي الحذر، جزئيًا لأن «بيتكوين» لا تزال سوقا ضعيفة. 
وتراجعت العملة بنسبة تصل إلى 14% في 26 نوفمبر وسط تحذيرات من أن فئة الأصول قد تأخرت في التصحيح. أعقب ذلك الارتفاع الكبير في الأسعار في عام 2017 مع تراجع بنسبة 83% استمر عاما. فهل يعني ازدهار البيتكوين أننا أمام فقاعة أكبر؟
ويرى المحلل المستقل المقيم في ألمانيا تيمو امدن، مدير «امدن ريسرش»، أنّ «الرغبة في المخاطرة» في شراء هذه العملة المشفرة «لا تزال ثابتة». ورجّح «في ضوء دينامية الأسعار تسجيل مزيد من المستويات غير المسبوقة».
وبدأت هذه الطفرة نهاية تشرين الأول/اكتوبر بإطلاق شركة المدفوعات الإلكترونية العملاقة «باي بال» خدمة شراء وبيع ودفع بالعملات المشفرة.
إضافة إلى هذه الخدمة المخصصة للأفراد، فإنّ صناديق استثمار تهتم بشكل متزايد بهذا الأصل الذي يتصف بتحركات أسعار مفاجئة، وذلك رغم الحذر الذي ساد مدة طويلة.
وقال تيمو إندن إنّ «العديد من المستثمرين في القطاع الخاص لا يملكون الجرأة بعد على الاقتراب، ويفضّلون المراقبة».
رغم ذلك، كان محللو مصرف «جي بي مورجان» الأميركي رأوا في الآونة الأخيرة أنّ «استخدام بيتكوين من قبل المستثمرين التقليديين بدأ لتوّه»، وقارنوا هذه العملة الرقمية التي تتسم باللامركزية، بالذهب.
كما أنّ محللين في مصارف ذائعة الصيت في السوق الأميركية على غرار «سيتي» شرعوا أخيراً في متابعة تقلبات قيمة هذه العملة المشفرة.
ويرى كثر من المؤمنين بقيمة بهذه العملة، أنّها تستمد أهميتها من كونها تفتقر إلى مركز يقرر بشأنها، فهي انبثقت من شبكة أطلقها أشخاص مجهولون عام 2008 وظلّت غير تابعة لأي مؤسسة مالية.