عادي

الكمامة.. فوائد تتجـاوز مـواجهة «كورونا»

21:06 مساء
قراءة 4 دقائق
1

إعداد: خنساء الزبير
منذ ظهور فيروس كورونا مع خواتيم عام 2019، أصبح الاتجاه لتطبيق الإجراءات الاحترازية الوسيلة الأفضل؛ للحد من انتشار العدوى. وعلى رأس تلك الإجراءات كان التباعد الجسدي وارتداء الكمامة أو القناع؛ لحماية الشخص نفسه ولحماية الآخرين.

تخصصت بعض الدراسات الحالية في تقييم فاعلية ارتداء الكمامة أو القناع كطريقة لمنع الإصابة بكوفيد-19 الناجم عن التقاط عدوى فيروس كورونا. ومن المدهش أن بعض النتائج كشفت عن فوائد تتعلق بأمور أخرى غير فيروس كورنا؛ كالوقاية من الإصابة بأمراض تنفسية أخرى، والتمتع بحالة صحية عامة للشخص بما في ذلك حالته النفسية.
فاعلية جيدة
ومع انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم؛ اتجه الناس بشكل متزايد إلى استخدام أقنعة الوجه للحماية، والسؤال هو: هل هناك حاجة فعلية لاستخدامها؟ وهل هي حقاً فاعلة في تحقيق ذلك؟ خاصة وأن حالات العدوى في تزايد مستمر والوفيات بأعداد لا يُستهان بها.
ينتشر كل من فيروس كورونا الجديد وفيروسات كورونا الأخرى، مثل السارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، من خلال الرذاذ المحمول بالهواء الناتج عن السعال والعطس. ويصل الرذاذ إلى رئتي الأشخاص الآخرين إما عن طريق الهواء وإما عن طريق تلويث الأسطح التي يتم لمسها بعد ذلك باليد ومن ثم وصولها إلى الأنف أو الفم أو العين.
وفي حالة انتشار السارس سابقاً، والمشابه لفيروس كورونا، وجدت إحدى الدراسات أن الكمامات كانت واقية ضد 80% من الأمراض الشبيهة بالإنفلونزا بشرط ارتدائها طوال الوقت عند الحاجة.
تقليل سحب السعال
ونظراً لأن فيروس كورونا قد أثر في الملايين على مستوى العالم، فقد ركز العلماء بشكل متزايد على مدى انتقال الرذاذ الصادر عن الجهاز التنفسي عبر الهواء والحامل للفيروس، ومدى تلوث الهواء بعد سعال شخص مصاب بالفيروس.
درس الباحثون أيضاً التباين في درجة الحرارة والرطوبة في سحابة السعال كعامل محدد يؤثر في توزيع القطيرات بها. باستخدام تحليل يعتمد على نظرية النفث والبيانات التجريبية المتوفرة، وجدوا أن أول 5 إلى 8 ثوانٍ بعد السعال هي الفترة التي تعلق فيها قطرات الزفير في الهواء، وبالتالي لانتشار المرض. وعادة ما تبدأ سحابة السعال في الانتشار بعد ذلك الوقت.
ووجدوا أيضاً أن حجم السحابة بدون كمامة أكبر بنحو 7 مرات منها عند وضع الكمامة الطبية، وأكبر 23 مرة في حالة استخدام قناع N95. وتبين كذلك أن أي شيء يقلل المسافة التي تقطعها السحابة، كارتداء الكمامة أو القناع أو وضع المنديل على الفم أو السعال داخل ثنية مرفق اليد، تقلل بشكل كبير المساحة التي تنتشر فيها القطرات عند السعال وبالتالي تقل فرص الإصابة بالعدوى.
فائدة نفسية
وتوصي منظمة الصحة العالمية بارتداء الكمامة كجزء من استراتيجية شاملة؛ للحد من انتقال الفيروس؛ وعلى الرغم من ذلك فإن ارتداء الكمامة أو القناع لا يكفي وحده لتوفير الحماية الكافية ولكنه يكون فاعلاً أكثر إلى جانب تدابير مكافحة العدوى الأخرى.
ووجدت دراسة حديثة أن للكمامة فائدة أخرى إلى جانب تقليل فرص التقاط العدوى؛ فقد وجدت تلك الدراسة، والتي قام بها باحثون من جامعة أدنبرة بالمملكة المتحدة، أن ارتداء الكمامة أو القناع يعزز الصحة العقلية؛ حيث إن أولئك الذين كانوا يرتدون الكمامة أو يضعون القناع معظم الوقت كانوا يتمتعون بصحة نفسية ووضع عام أفضل من أولئك الذين لم يستخدموا تلك الوسائل.
ويكون الارتداء الصحيح للكمامة بأن تغطي الأنف والفم؛ بحيث يكون أعلاها ملامساً لحاجز الأنف وأسفلها يغطي الذقن.
مصدر للعينات
ويرتدي كل شخص الكمامة لحماية نفسه والبعض يرتديها لحماية نفسه والآخرين؛ وعلى ما يبدو أن الكمامة سوف تستخدم لغرض آخر وهو جمع العينات.
وأظهر باحثون من خلال دراسة نشرتها مجلة «الكيمياء التحليلية» أن إدراج ألياف داخل قناع N95 يمكن أن يساعد في جمع العناصر الموجودة برذاذ الزفير لتحليلها. ويعتقد العلماء أن تلك الطريقة ربما تسمح مستقبلاً بفحص العلامات الحــيوية للأمراض علـــى نطاق واسع.
والزفير هو عبارة عن رذاذ يحتوي على مجموعة متنوعة من المركبات المتطايرة وغير المتطايرة الذائبة في القطرات الدقيقة. ويمكن أن توفر بعض هذه الجزيئات معلومات صحية مهمة، مثل ما إذا كان الشخص يعاني مرضاً معيناً أو كيف يقوم الجسم باستقلاب الأدوية التي يتناولها.
وتعد التقنية الحساسة المعروفة باسم قياس الطيف الكتلي وسيلة يمكن أن تساعد في تحديد هذه المركبات، ولكن أولاً يجب جمع كميات كافية من الجزيئات؛ الأمر الذي يتطلب في الأغلب إجراءات غير مريحة للمريض مثل التنفس داخل أنبوب أو كيس.
الكمامة أم القناع
ووجد باحثون، من خلال استخدام جهاز محاكاة رذاذ السعال لطرد جزيئات الهواء الجوي الصغيرة إلى أغطية وجه مختلفة، أن الكمامة N95 والكمامات الطبية أو المصنعة من الأقمشة أو وشاح العنق، تقلل بشكل فاعل من انبعاث الرذاذ، أما القناع أو الدرع الشفاف الذي يغطي الوجه فلم يكن بتلك الفاعلية.
وتشير تلك النتائج، والتي قام بها باحثون من مراكز الوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، إلى أن أقنعة الوجه ووشاح العنق أفضل من القناع أو الدرع كأجهزة للتحكم في مصدر رذاذ السعال.

ملصق لضبط وقت استبدال الكمامة
توصل الباحثون في مجال التقنيات إلى تصميم ملصق يوضع على الكمامة-المستخدمة لمرة واحدة أو التي يعاد استخدامها، ويتمــــيز بأن لونه يتغـــير ليشير إلى أن الوقت قد حان لاستعاضة عنها بأخرى جديدة في حال كانت من النوع الذي يستخدم لمـــرة واحدة، أو الاستعاضة عنها بالتــــي تم تعقيمها إن كانت من النوع الذي يمكن إعادة استخدامه.
ويستخدم ذلك الملصق منذ عام 2012 في مجال الأطعمة والمشروبات؛ حيث يتغير لونه مع مرور الوقت لإظهار المدة التي تم فيها فتح عبوة الطعام أو الشراب. وقام الباحثون بتعديل الملصق بحيث يناسب الأطر الزمنية الموصى بها لاستخدام الكمامة حتى تستمر فاعليتها، ويوضع على الجزء الخارجي منها؛ ليوفر وسيلة مرئية ذكية تطمئن أو تنبه المستخدم بأن الكمامة ما زالت صالحة أو أن وقتها استبدالها قد حان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"