منارة الأخوّة

01:26 صباحا
قراءة دقيقتين

احتفى العالم أمس الأول الخميس، ولأول مرة باليوم العالمي للأخوّة الإنسانية الذي غرست الإمارات بذوره في رحاب كوكبنا الجميل، من أجل إحلال السلام وإرساء الأمن في شتى بقاع الأرض، انطلاقاً من إيمانها العميق بأن الإنسان هو القيمة الأسمى في الوجود، فلا داعي للحرب والإرهاب والتطرف، لأننا جميعاً نتطلع إلى حياة كريمة يسودها العدل والطمأنينة.
هذه المبادئ الخالدة التي تنادي بها كل الديانات السماوية شرعت الأبواب مفتوحة للتلاقي والمحبة، والسعي لتحقيق سعادة الإنسان وحمايته من ويلات النزعات العصبية والتمييز العنصري، والتطرف المتلبس برداء ديني زائف.
إن الأخوّة الإنسانية تدعو إلى التعاون ‏الإنساني في مختلف المجالات لتطوير سبل الإبداع والابتكار، بقصد خدمة الإنسان الذي سخر الله له هذا الكون ليعمره بالعلم والثقافة والعمل، وهذا النهج بدأ مع المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عندما مد أياديه البيضاء إلى العالم أجمع.
وها هي الإمارات اليوم تواصل الدرب بفكر إنساني متفتح لتغزو الفضاء، وتصل ب «مسبار الأمل» إلى المريخ بعد أيام قليلة، فمالنا والنزاعات التي لا تخلف إلا الجهل والفقر والمرض والحروب الأهلية والفساد، بينما إنسانيتنا عرّفت الشعوب قاطبة بهذه الدولة الفتية التي تصدرت العالم بالعمل الخيري والإنساني، وزرعت الأمل في حياة تسودها العدالة والمساواة.
‏وها هي اليوم تحتفل وتعلن على لسان اللجنة العليا للأخوّة الإنسانية عن فوز أمين عام الأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريش» والناشطة الفرنسية من أصول مغربية «لطيفة بن زياتن» بجائزة زايد للأخوّة الإنسانية لعام 2021م، والتي شارك في حفل تكريمهما كل من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور «أحمد الطيب» شيخ الأزهر الشريف، وقداسة «البابا فرنسيس»، بابا الكنيسة الكاثوليكية، إلى جانب عدد من الشخصيات الممثلة لأعضاء اللجنة العليا للأخوّة الإنسانية ولجنة تحكيم الجائزة المخولة باختيار المكرمين بالجائزة لسنة 2021م، ما شكّل دلالة صارخة على انتشار صدى مفاهيم الأخوّة في سائر أطراف المعمورة، واعتراف الدول بهذا الإنجاز العظيم الذي يحمل لواء الأخوّة الإنسانية ومشكاة السلام.
«اليوم العالمي للأخوّة الإنسانية» ليس محض يوم يُذكّرنا بمدى حاجتنا إلى تكريس القيم السامية وإعلاء شأن العلم ورفع راية السلم وقبول الآخر واحترام تنوع المعتقدات والأديان فحسب، بل هو ترجمة حقيقية للعلاقات الإيجابية بين الشعوب بغية إنهاء الحروب والصراعات المتكررة. واختبار حقيقي نثبت عبره مدى قدرة الإنسانية على التصدي لدعاة الحرب والمتاجرين بمعاناة الشعوب. الأخوّة الإنسانية هي طوق نجاة ومسؤولية عالمية لم تتوانَ الإمارات يوماً عن تحمل أعبائها مسترشدة بدبلوماسية متعددة الأطراف وتوجيهات قيادة رشيدة تؤمن بأن الإنسان هو أغلى ما في الوجود.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"