عادي

شرطة ميانمار تصيب 4 محتجين بينهم امرأة حالتها خطيرة

19:49 مساء
قراءة 5 دقائق
Dghh

رويترز، أ.ف.ب

اشتبكت الشرطة والمتظاهرون في ميانمار، الثلاثاء، ووقعت إصابات بين الجانبين، في أعنف يوم حتى الآن من المظاهرات المناهضة للانقلاب العسكري الذي أطاح بأونج سان سو تشي زعيمة البلاد. وقال طبيب إن امرأة أُصيبت في رأسها جراء عيار ناري ليس من المرجح أن تظل على قيد الحياة.
ويُعالج ثلاثة آخرون من إصابات يُشتبه بأنها ناجمة عن رصاص مطاطي بعد أن أطلقت الشرطة أعيرة نارية معظمها في الهواء واستخدمت مدافع المياه في مسعى لتفريق المحتجين في العاصمة نايبيداو. وأفاد التلفزيون الرسمي أن إصابات وقعت في صفوف الشرطة خلال محاولتها تفريق المتظاهرين، وهذا أول اعتراف بالمظاهرات التي تجرى في البلاد.
وتمثل هذه الحوادث أول إراقة للدم منذ أن أطاح الجيش بقيادة الجنرال مين أونج هلاينج بحكومة سو تشي، المنتخبة حديثاً، في الأول من فبراير/شباط واعتقلها مع سياسيين آخرين من حزب «الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية».
وزعم الجيش أن حزب «الرابطة الوطنية» فاز بالتزوير، وهو اتهام نفته مفوضية الانتخابات والحكومات الغربية.
وقال مشرعان منتخبان من حزب «الرابطة الوطنية» إن الشرطة في ميانمار داهمت في وقت متأخر، الثلاثاء، بالتوقيت المحلي، مقر الحزب في يانجون. وأضافا أن المداهمة نفذها نحو 12 شرطياً اقتحموا المبنى في العاصمة التجارية بعد حلول الظلام.

 قوة غير متناسبة

هذه الاحتجاجات هي الأكبر في ميانمار منذ أكثر من عشر سنوات وقد أعادت إحياء ذكريات قرابة نصف قرن من حكم الجيش المباشر وتوترات الانتفاضات الدموية حتى بدأ الجيش عملية انسحاب من السياسة المدنية في 2011. وعبرت الأمم المتحدة عن القلق من استخدام القوة ضد المتظاهرين.
وقال أولا ألمجرين رئيس بعثة الأمم المتحدة في ميانمار: «أدعو قوى الأمن إلى احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية بما في ذلك الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير.. استخدام قوة غير متناسبة مع المتظاهرين أمر غير مقبول».
ووفقاً للتقارير الواردة من نايبيداو وماندالاي ومدن أخرى، فقد أصابت قوات الأمن عدداً كبيراً من المتظاهرين بجراح، وبعضهم في حالة خطيرة. وقال طبيب في مستشفى نايبيداو إن المرأة المصابة بالرصاص تعاني جرحاً قاتلاً على الأرجح في الرأس.
وأضاف الطبيب، الذي طلب عدم ذكر اسمه «لم تلق حتفها بعد، إنها في وحدة العناية الفائقة، لكن من المؤكد أن الإصابة قاتلة. الأشعة السينية توضح أنها مصابة برصاصة حية». ولم يرد أي من الشرطة ولا المستشفى على طلب للتعليق.
وأصيب رجل في الصدر لكن حالته ليست حرجة. وأوضح الطبيب أنه لم يتضح ما إذا كان مصاباً برصاص حي أو مطاطي.
وذكر تلفزيون (إم.آر.تي.في) الحكومي أن شاحنة للشرطة دُمرت في مظاهرة في ماندالاي، ثاني أكبر مدن ميانمار. وبث التلفزيون مقاطع مصورة لما بعد المظاهرة تضمنت أفراداً من الشرطة بهم إصابات. وقال التلفزيون إن الاحتجاجات ينظمها أشخاص أرادوا تقويض استقرار الدولة وتصرفوا بعدوانية. ولم يشر إلى الانقلاب أو المظاهرات الأخرى في أنحاء البلاد.
وفي وقت سابق قال شهود إن الشرطة أطلقت أعيرة نارية في الهواء في العاصمة بعدما عجزت عن تفريق الحشد المشارك في احتجاجات لرابع يوم على التوالي. وبعدها فتحت على المحتجين مدافع المياه، وقال شاهد إنهم ردوا برشقها بالحجارة.
وأظهرت مقاطع مصورة نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ما يبدو أنها المرأة التي أصيبت بالرصاص مع متظاهرين آخرين يحتمون بمحطة حافلات فيما يبدو على بعد مسافة من صف لشرطة مكافحة الشغب حيث أُطلق مدفع مياه وأمكن سماع عدة أعيرة نارية.
وفجأة سقطت المرأة التي كانت تعتمر خوذة دراجة نارية. وأظهرت صور في خوذتها ما بدا أنه ثقب رصاصة.
وأظهر مقطع مصور في بلدة باجو شمال شرقي مدينة يانجون التجارية الشرطة وهي تطلق مدافع المياه وتواجه حشداً كبيراً من المحتجين. وذكرت منظمات إعلام محلية أن الشرطة ألقت القبض على ما لا يقل عن 27 محتجاً في ماندالاي.

 وعود

وفاز حزب سو تشي في انتخابات عام 2015، لكن تحول ميانمار إلى الديمقراطية توقف بسبب الانقلاب في الأول من فبراير/شباط، حيث كان من المقرر أن تبدأ حكومتها فترة ولاية ثانية.
وقوبلت وعود قائد الجيش وزعيم الانقلاب العسكري مين أونج هلاينج، الاثنين، بإجراء انتخابات جديدة، في أول خطاب له منذ الاستيلاء على السلطة، بالاستهزاء، حيث كرر اتهامات بلا دليل بتزوير الانتخابات، وهو الأمر الذي استخدمه لتبرير الانقلاب.
وقال زعيم الانقلاب العسكري في أول خطاب له يبثه التلفزيون، الاثنين، إنه سينشئ «ديمقراطية حقيقة ومنضبطة» مختلفة عن الحقب السابقة للحكم العسكري الذي أدى للعزلة والفقر في البلد على مدى أعوام. وأضاف: «سنجري انتخابات متعددة الأحزاب وسنسلم السلطة إلى الفائز في هذه الانتخابات بموجب قواعد الديمقراطية».
ولم يحدد هلاينج إطاراً زمنياً، لكنه ذكر أن حالة الطوارئ ستستمر لمدة عام.
ويطالب الناشطون بإلغاء دستور 2008 الذي تم وضعه تحت إشراف عسكري ويمنح الجنرالات حق النقض في البرلمان، فضلاً عن نظام اتحادي في ميانمار متعددة الأعراق. ودعا جيل أكبر سناً من الناشطين الذين واجهوا الجيش في احتجاجات دموية في 1988 موظفي الحكومة إلى الإضراب لثلاثة أسابيع أخرى.
ودانت الحكومات الغربية الانقلاب على نطاق واسع على الرغم من عدم اتخاذ إجراءات ملموسة للضغط على الجنرالات.
ودعا مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة إلى الإفراج عن سو تشي والآخرين. وسيعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة جلسة خاصة يوم الجمعة لمناقشة الأزمة.
وكشفت بيانات أن حركة العصيان المدني التي تقودها الأطقم الطبية أدت لتراجع فحوصات فيروس «كورونا».
وتواجه ميانمار إحدى أسوأ حالات تفشي الفيروس في جنوب شرق آسيا، حيث سجلت ما يزيد على 141 ألف إصابة و31177 وفاة. وذكرت السفارة الأمريكية أنها تلقت تقارير بشأن حظر التجول بين الثامنة مساء والرابعة صباحاً في يانجون وماندالاي، أكبر مدينتين في البلاد. وذكرت وحدة الإعلام التابعة للجيش أن السلطات مددت نطاق حظر التجمع إلى المزيد من أنحاء البلاد، الثلاثاء، بعد المواجهات التي نشبت بين الشرطة والمحتجين في عدة مدن.
 

تنديد أممي

ودانت الأمم المتحدة، «استخدام القوة غير المتكافئة» ضد المتظاهرين المناهضين للانقلاب العسكري الذي نُفّذ في الأول من شباط/فبراير في ميانمار، منددةً بإصابة «عدد كبير من المتظاهرين بجروح بعضها خطرة»، بعدما أطلقت الشرطة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق التجمعات. وقال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في ميانمار، أولا المغرين، في بيان: إن «استخدام القوة غير المتكافئة ضد المتظاهرين أمر غير مقبول».
وأضاف: «لقد أصيب عدد كبير من المتظاهرين بجروح بعضها خطر»، وفق تقارير من مدن مختلفة عبر البلاد. ولم يتسنّ في هذه المرحلة الحصول على تقدير لعدد المصابين من المستشفيات. لكن منسوب التوتر ارتفع، الثلاثاء، إذ إن الجيش هدّد في اليوم السابق المحتجّين بالردّ.

غضب دولي

وباتت نيوزيلندا، الثلاثاء، أول حكومة أجنبية تتخذ تدابير رسمية فعلية إذ أعلنت تعليق محادثات عسكرية رفيعة المستوى واتصالات سياسية مع ميانمار. وقادت الولايات المتحدة دعوات عالمية للجنرالات للتخلي عن السلطة وأصدرت بياناً جديداً في أعقاب تحذيرات الجيش ضد المتظاهرين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس: «نقف إلى جانب الشعب الميانماري وندعم حقه في التجمع في شكل سلمي، وخصوصاً التظاهر بشكل سلمي للمطالبة بحكومة منتخبة ديموقراطيا». وأضاف أن الولايات المتحدة ورغم محاولاتها لم تتمكن من التواصل مع أونج سان سو تشي.
وقال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إنه سيعقد، الجمعة، اجتماعاً طارئاً لمناقشة الوضع، فيما حضّ البابا فرنسيس السلطات الانقلابية في ميانمار على الإفراج «سريعا» عن المسؤولين المسجونين.
وعلى الرّغم من تشوه سمعتها في الغرب بسبب ردّ فعلها حيال أزمة الروهينجا، لا تزال سو تشي شخصية ذات شعبية كبيرة في البلاد، وقد حصد حزبها أكثر من 80 في المئة من الأصوات في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر. لكنّ الجيش يزعم أنّ الانتخابات شهدت عملية تزوير واسعة، وهي الحجّة التي استخدمها لتبرير الانقلاب العسكري. 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"