عادي

خالد الجلاف: الاهتمام بالخط العربي يتراجع

23:02 مساء
قراءة 3 دقائق
3

الشارقة: علاء الدين محمود

رسم الفنان خالد الجلاف، رئيس جمعية الإمارات لفن الخط العربي، صورة زاهية لمشهد الخط في الإمارات، ووصفه بالمتوهج نسبة للاهتمام الكبير به من قبل الدولة. 

وطالب الجلاف، وزارة الثقافة، ببذل جهود مضاعفة للاهتمام بالخط العربي، وأشار إلى أن كثيراً من الدول غير العربية تحتفي بالخط العربي وتوليه رعاية كبيرة، فمن باب أولى أن تقوم الدول العربية بذلك؛ إذ إن الذي يميز الفنون والإبداعات الإسلامية هو أنها تنتمي إلى الثقافة العربية وتعبر عنها.

ودعا الجلاف المؤسسات الثقافية إلى تبني فكرة أن يكون الخط العربي هو الفن القومي الأول في الدولة، فذلك أمر طبيعي ومن المفترض أن يعمل به، حيث إن بعض الدول مثل تركيا جعلت منه الفن الأول عندها، وذلك أدعى لأن تتبنى الدول العربية ذلك الأمر. وقال الجلاف: «إن الخط العربي هو فن الأجداد، والمطلوب نهضة كبيرة تقدمه لكل العالم باعتباره منجز العرب الأول في مجال الإبداع».

غياب

وفي ما يتعلق بواقع الفنون الإسلامية في المناهج الدراسية، دعا الجلاف، إلى عودة فن الخط العربي لمناهج التعليم، ليُدرّس كفن بذاته وليس ملحقاً بمادة اللغة العربية. وأوضح أن هناك إهمالاً في قضية تعليم الخط في المدارس، حيث لم يعد يدرس كمادة ضمن المناهج الحالية، كما لا تتوفر للجمهور مراكز لتعليم الخط في ما عدا إمارة الشارقة. وقال الجلاف: «إن أحد أهم أسباب عدم الإقبال على فن الخط من قبل الجمهور هو عدم فهمه، حيث تضاءلت المعرفة به؛ الأمر الذي يتطلب تنظيم المعارض والمعاهد التي تُدرسه، بحيث تصبح هناك ثقافة في الخط، وتتشكل حوله ذائقة بصرية». 

وذكر الجلاف أن جميع المؤسسات الثقافية، مطالبة ببذل جهود أكبر في رعاية جيل الواعدين من الخطاطين، عبر اقتناء أعمالهم، فذلك الأمر يُكسبهم الثقة بأنفسهم، كما دعا إلى ضرورة أن تكون هناك مسابقات للخطاطين، واقتناء الأعمال الفائزة، والعمل على تشجيع التخصص العلمي لفن الخط، وتقديم منح لمن يرغبون في تعلمه.

وشدد الجلاف على أهمية الدور الذي من الممكن أن يلعبه الإعلام ومؤسساته ووسائله المختلفة تجاه فن الخط، عبر التركيز على الحديث والكتابة عن مواضيعه وماضيه وأنواعه ورواده وملامح الإجادة فيه، حتى يكبر النشء على وقع تاريخ أجدادهم وإبداعاتهم، فالأمة العربية ظلت منذ القدم تحتفي بالفن وتقدره.

فقر الثقافة النقدية

وشكا الجلاف من غياب النقد في مجال الفنون الإسلامية، مؤكداً أهميته، حيث إن هناك شحاً في ثقافة الفنون البصرية، وجهلاً بعناصر الجمال في ما يتعلق بالخط العربي. وقال: «حتى وسط الخطاطين هناك من يفتقر للثقافة النقدية، وليس لديه علم بأهمية الفن الذي يمارسه».

وحول المهرجانات وأهميتها، شدد الجلاف على الدور الكبير للفعاليات الخاصة بالخط وبقية الإبداعات الإسلامية، وذكر أنه لولا المهرجانات التي تقام في الدولة، لتوقف فن الخط قبل سنوات، فهي صاحبة الفضل الكبير في استمراريته وترسيخ ثقافته؛ الأمر الذي ساعد في استمرار الخطاطين.

وفي معرض توصيفه لواقع جمعية الإمارات لفن الخط العربي حالياً، ذكر الجلاف أن الجمعية، على الرغم من قدراتها البسيطة، تقوم بكثير من الأعمال، وتستمد قوتها من رعاية ودعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة. فإلى جانب اهتمامه بها، فهو يحرص على افتتاح معارضها المصاحبة لملتقى الشارقة لفن الخط العربي، حيث تنظم الجمعية كثيراً من المعارض الجماعية والفردية وتدعم اقتناء أعمال الناشئة من الخطاطين، وتشجع الجمهور على معرفة مختلف أنواع الخطوط، والنادر منها مثل «النستعليق».

وأوضح الجلاف أن الجمعية قامت بالعديد من الأنشطة والفعاليات الافتراضية خلال الجائحة، بما في ذلك الورش والمعارض، وقد وجدت إقبالاً جيداً من الجمهور.

ودعا الجلاف أصحاب المعارض الفنية الخاصة في الدولة، إلى استضافة معارض الخطاطين، ومختلف أنشطة فن الخط.

 الجيل الجديد

وفي معرض حديثه عن الأجيال الجديدة والناشئة من الخطاطين، أوضح الجلاف، أن اختيارهم لهذا الفن، يشير إلى حسهم المرهف، فذلك الاختيار هو بمثابة إقبال على تاريخ وتراث عظيم وعريق، حيث إن الأجداد وصلوا بهذا الفن إلى أعلى المراتب؛ إذ يحافظ على الهوية العربية والإسلامية، وبالتالي فإن الجيل الجديد من الخطاطين مطالب ببذل كثير من الجهود والتدريب من أجل إجادته، فأصحابه يمتلكون لؤلؤة ثمينة وعليهم أن يحافظوا عليها. 

ويقول: «سيصل الفنان العربي والمسلم إلى العالمية بفضل فن الخط، وليس عبر الفنون الغربية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"