حذر خبراء الأمراض أمس السبت، من أن تطوير لقاحات جديدة ضد كوفيد 19، سيفشل في إنهاء الجائحة، ما لم يكن هناك توزيع منصف للقاحات، في وقت قالت فيه شركة «موديرنا» الأمريكية إنها تسعى إلى زيادة سعة قوارير جرعاتها 50% في خطوة قد تخدم التوسع في عمليات التلقيح، فيما لا يزال منشأ الوباء يحظى باهتمام واشنطن التي أعربت عن «قلقها العميق» إزاء نتائج زيارة الخبراء إلى ووهان.
وقال خبراء الأمراض: «ما لم تُوزّع اللقاحات بشكل أكثر إنصافاً، قد تمر سنوات قبل السيطرة على فيروس كورونا على المستوى العالمي»، في وقت تفكر فيه دول عدة في اعتماد فكرة «جواز السفر اللقاحي» عند استئناف السفر الدولي.
وقال مُعِدّو رسالة مفتوحة نشرتها مجلة «لانسيت الطبية» إن تخزين اللقاحات في البلدان الأكثر ثراء لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد حالة الطوارئ الصحية العالمية.
وحذروا من أن «قومية اللقاح» قد تؤدي إلى فشل مبادرة «كوفاكس» الهادفة إلى إيصال اللقاحات إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل التي تواجه نقصاً هائلاً في الجرعات.
وقال المعِد الرئيسي للرسالة أوليفييه ووترز، من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية: «الحقيقة الصارخة هي أن العالم يحتاج الآن إلى جرعات أكبر من اللقاحات المضادة لكوفيد 19 أكثر من أي لقاح آخر في التاريخ، من أجل تحصين عدد كافٍ من الناس لتحقيق مناعة عالمية».
ودعت الرسالة، الشركات المصنعة إلى تسريع نقل التكنولوجيا إلى الدول النامية لمساعدتها على إنتاج الجرعات محلياً، إضافة إلى تحديد الأسعار لما وصفته باللقاحات «الباهظة الثمن» الموجودة حالياً في السوق.
سعة قوارير «موديرنا»
من جانب آخر، أعلنت شركة موديرنا الأمريكية للتكنولوجيا الحيوية، أنها طلبت السماح من مختلف الهيئات الصحية في العالم بزيادة سعة قوارير لقاحها ضد فيروس كورونا بنسبة 50%، من أجل تسريع حملات التطعيم الجارية.
وأوضحت الشركة أنه «من أجل تحسين الموارد والفرص لتوفير عدد أكبر من الجرعات بشكل أسرع لكل سوق، عرضت شركة موديرنا ملء قواريرها بنحو 15 جرعة من اللقاح، بدل 10 جرعات سابقاً».
وكانت وكالة الأدوية الأمريكية سمحت بالفعل بزيادة محتوى الزجاجة بنسبة 40%، وفق ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر مطلعة. وأشارت متحدثة إلى أن المناقشات جارية مع إدارة الغذاء والدواء والسلطات في البلدان التي تم فيها إعطاء اللقاح، وأن هذه الزيادة لن تتطلب تغييراً في عبوات القوارير.
واعتبر منصف السلاوي، كبير مستشاري برنامج التلقيح الأمريكي السابق في عهد دونالد ترامب، أنها «ستكون خطوة كبيرة إلى الأمام»، بحسب الصحيفة. وأضاف: «أعتقد أن ذلك سيكون له تأثير على المدى القصير».
قلق أمريكي
من جانب آخر أفاد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان بأن لدى الولايات المتحدة «قلق عميق» حيال طريقة استجابة الصين لأولى مراحل أزمة كوفيد 19، وتنتظر من بكين «الكشف عن بياناتها المرتبطة ببداية تفشي» الوباء.
وأعرب سوليفان عن «احترامه العميق» لمنظمة الصحة العالمية التي عاد فريق تحقيق تابع لها للتو من مدينة ووهان الصينية، حيث ظهر الوباء أول مرة، لكنه أشار إلى أن حماية مصداقية الهيئة الأممية «أولوية قصوى».
استشفاء وإصابات وإغلاقات
وتواجه البيرو موجة ثانية من كوفيد 19، وسجلت عدداً قياسياً من حالات الاستشفاء على خلفية الإصابة بالفيروس، وفق ما أعلنت وزارة الصحة. وخلال آخر 24 ساعة، سجلت 213 حالة جديدة ما يرفع الإجمالي إلى 14,333 وفق المعطيات الرسمية.
وحذّر الرئيس الإيراني حسن روحاني من «موجة رابعة» لكوفيد 19، مع ارتفاع عدد الإصابات في بعض مناطق البلاد. وأوضح أن عدة بلدات في محافظة خوزستان صارت «حمراء»، بعد أسابيع من تراجع معدلات الإصابة.
وفي فرنسا، أعلنت السلطات الصحية أن المدارس ستبقى مفتوحة في منطقة مورسيل (شرق) المتضررة بشدة من كوفيد 19، كما استبعدت فرض إغلاق، معتبرة أن التدابير الوقائية المفروضة «كافية حتى الآن».
وفي فيكتوريا الأسترالية، بدأت الولاية عزلاً عاماً يستمر خمسة أيام، في ظل سعي السلطات لمنع موجة ثالثة من فيروس كورونا مرتبطة بالسلالة سريعة الانتشار المكتشفة في بريطانيا.
أما الأرجنتين التي تجاوزت عتبة خمسين ألف وفاة بكوفيد 19، فباتت تسجل أكثر من مليوني إصابة بالفيروس، حسب وزارة الصحة. وقد سجلت البيرو التي تواجه موجة ثانية من كوفيد 19 رقماً قياسياً في الإصابات بالفيروس تستدعي الدخول إلى المستشفى حسب ما أعلنت وزارة الصحة.
وأدت زيادة الإصابات إلى نقص في الأكسجين المخصص للاستخدام الطبي، ما أجبر مئات البيروفيين على الوقوف في طوابير للحصول عليه من أجل أقاربهم المرضى. (وكالات)
