مهد السلام والإبداع

00:32 صباحا
قراءة دقيقتين

لم أحضر لقاء أو اجتماعاً ولم ألتقِ بأحد، إلا وكانت جائحة كورونا مدار حديث نَصف من خلاله أحوالنا الجديدة، والأوضاع الصحية وأجواء التعليم، وأعداد المصابين الحاليين، ونسب الوفيات، أو اللقاح وأنواعه وكيفية الوقاية من العدوى، والإجراءات التي تسنها الجهات المختصة لحماية الناس، والشائعات المتداولة التي تثير فيك الشعور بالأسى تارة، والإحباط تارة أخرى.
لكن على الرغم من ذلك كله، أقول في قرارة نفسي: لماذا لا ننظر إلى الجانب المشرق من هذه الأزمة بروح التفاؤل والعزيمة والإبداع، خاصة ونحن نحيا في دولة الإمارات الحبيبة مطمئنين بوجود قادة مخلصين، ونشمر عن سواعدنا، ونتطلع إلى غد مشرق.
لعلنا بالنظر إلى الوجه الإيجابي ننشغل عن القيل والقال، ونلتفت لصناعة المستقبل على الرغم من التحديات، بعد أن استطعنا بالفعل، اختراق الآفاق وصولاً إلى كوكب المريخ، ونستعد للخطة الخمسينية القادمة، مواكبين التطورات التي تصدرت بها الإمارات العالم العربي، آملين وضع استراتيجية تجعلنا نتصدّر العالم في المئوية القادمة.
إن الذكاء الاصطناعي الذي بات جزءاً لا يتجزأ من جامعاتنا، إلى جانب الدراسات المتقدمة التي توفرها مراكز البحوث، والمكافآت المخصصة لأصحاب الاكتشافات، وبراءات الاختراع، باتت وسيلة ترتقي بنا على سلم الدول المتقدمة صناعياً واقتصادياً وزراعياً. وعليه، فلعل هذه التجربة الإماراتية الرائدة، تحاكي تجربة اليابان التي حققت ثورة تكنولوجية هائلة، نتيجة التوجهات العلمية، والتربية المنهجية التي ساعدت على صناعة الحضارة.
هذا ما أقرأه في كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، من تشجيع الطاقات الشابة الواعدة، والاستثمار في مجال الإنسان الإماراتي ليكون درعاً وحصناً منيعاً لبلد المجد والرفعة.
اليوم، لا تقاس عظمة الدول بامتداد رقعتها الجغرافية، ولا بتعداد مواطنيها؛ بل بإنجازاتها وبحوثها العلمية ونبوغ علمائها ورقي جامعاتها، وقوتها الاقتصادية، ودخل أفرادها. وهذا بالضبط ما وفرته القيادة الرشيدة في وطننا الغالي الإمارات.
إننا الآن، ونحن نستعد للخمسين عاماً القادمة، نتطلع إلى تكريس أكبر للسياسات والخطط الهادفة إلى دفع عجلة النجاح إلى الأمام. لا نلتفت إلى الوراء؛ بل يحدونا الأمل والنجاح الذي حققناه إلى تحقيق نجاحات أكبر، وصولاً إلى القمة.
لذا يجب ألا يلهينا الكلام حول كورونا عن العمل، وألا يكون هذا التحدي العالمي ذريعة للتقاعس والقنوط؛ بل سبباً للكفاح ودافعاً للتقدم وبذل أقصى الجهود، وتجربة نتعلم منها أنه لا وجود لكلمة «مستحيل» في قاموسنا. فلا تُثنينا الصعاب لأنها بالنسبة لنا تحديات نتجاوزها، طالما أننا نسير على خطا الإمارات الحبيبة؛ صانعة الرجال، ومهد العلم والعلماء، وموطن القيم السامية، ودار السلام للعالم أجمع.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"