شهد الفريق الركن المهندس عيسى سيف المزروعي نائب رئيس أركان القوات المسلحة، الخميس، في مدينة زايد العسكرية، احتفال القوات البرية بيوم الوحدة الثاني والثلاثين الذي جاء متزامناً مع تسليم وتسلّم قيادة القوات البرية، وافتتاح نصب الشهيد التذكاري، ومتحف القوات البرية.
جاء ذلك بحضور اللواء الركن صالح بن مجرن العامري، قائد العمليات المشتركة، واللواء الركن سعيد راشد الشحي، قائد القوات البرية، وعدد من المسؤولين وكبار قادة القوات المسلحة، وحشد من ضباط وضباط صف وجنود القوات البرية. وبدأ الاحتفال بوصول راعي الحفل، بعدها عزفت الفرقة الموسيقية السلام الوطني، وأدى الرتل العسكري الذي اصطف أمام المنصة الرئيسة قسم الولاء، ثم تليت آيات من الذكر الحكيم.
وألقى اللواء العامري، كلمة قال فيها «اجتمعت في وقت واحد اليوم مناسبات عدة، وهي يوم وحدة القوات البرية، وافتتاح نصب الشهداء، وافتتاح متحف القوات البرية، مع مناسبة تسليم القيادة بين قائدي القوات البرية الثامن والتاسع».
وأضاف: «السنوات الست الماضية كانت استثنائية بظروفها وتحدياتها، وأنجز فيها جنود القوات البرية أعمالاً عظيمة، فكانت هناك أيدٍ تقاتل خارج الدولة لحماية مصالحها، وأيدٍ تحرس وتؤمن أراضي وجزر الدولة، وأيدٍ تبني لتعلي بنيان القوات البرية؛ وما اصطفاف عدد من الوحدات الجديدة في الميدان اليوم، إلا مؤشر على جهود رجال القوات البرية». وقال: «اليوم وبمناسبة يوم القوات البرية، أشعر معكم بالفخر العظيم لما وصلت اليه قواتنا البرية من قدرة كبيرة على تنفيذ عمليات الطيف الكامل. كما اشعر بالطمأنينة التامة في تسليم علم القوات البرية مرفوعاً عالياً إلى جيل قادر إن شاء الله على حمل الأمانة حتى يحين أجل تسليمها إلى جيل جديد».
وقال: «في هذه المناسبة التاريخية لا يسعني إلا أن أتقدم لكم جميعاً، بالشكر والامتنان على جهودكم الكبيرة في السنوات الماضية. متمنياً لكل القيادات الجديدة في القوات البرية وعلى رأسهم اللواء الركن سعيد راشد الشحي، النجاح في ظل قيادتنا الرشيدة لصاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وألقى بعد ذلك اللواء الركن سعيد الشحي، كلمه قال فيها «نلتقي اليوم لنخلد ذكرى يوم الوحدة الثاني والثلاثين، ولنتأمل مسيرة عظيمة أرسى دعائمها وأسس أركانها قادة آمنوا بمعنى الوحدة، ونذروا أنفسهم للوطن، وتشكلت منجزاته من رؤاهم، حتى تجلّى معطاء شامخاً، تصافح هاماته السماء، وتنبسط على سفوحه ظلال الرخاء».
واشار إلى أنه ومن على منبر الفخر والشموخ «نقف بإجلال واحترام أمام نصب الشهيد التذكاري الذي يرمز إلى الشجاعة والقوة اللتين تحلى بهما شهداؤنا الأبرار من قواتنا البرية.. ونُقشت أسماؤهم بأحرف من نور على صفحات كتاب المجد والوفاء، مثمنين تضحياتهم وعطاءهم، ليضيؤوا مشاعل من نور لحفظ كرامة هذا الوطن الغالي».
وأضاف «يأتي افتتاح متحف القوات البرية، ليروي حكاية الماضي ويربط الأمس بواقع اليوم في كل زواياه، ولنقدم للأجيال ثقافة بارزة عن تاريخ القوات البرية حتى تبقى في الذاكرة وترسخ في الوجدان وترينا التراث والموروث بكل المراحل والأطوار».
وأشاد بدور القادة السابقين للقوات البرية، مؤكداً الدور الكبير للواء الركن صالح العامري، وكانت لهم المساهمة الفعالة والأثر المشهود في الارتقاء بقدرات قواتنا البرية، حتى وصلت اليوم إلى هذه المكانة الرفيعة في شتى المجالات من التدريب والتنظيم والتطوير، ورفع كفاءة الجاهزية القتالية بكل احترافية.
ثم اقيمت بعد ذلك مراسم تسليم وتسلّم علم القوات البرية. وتوجه اللواء الركن الشحي، بالشكر والاعتزاز لقيادتنا الرشيدة على الثقة الغالية. مستمداً العون من المولى عز وجل في مواصلة مسيرة العطاء والإنجاز في قيادة القوات البرية ومواجهة شتى التحديات في جميع المجالات.
ثم شاهد الحضور، بعد ذلك، استعراض عدد من وحدات القوات البرية التي تأسست منذ 2015.
بعدها التقطت الصور التذكارية للفريق الركن المهندس عيسى سيف المزروعي، واللواء الركن صالح بن مجرن العامري، واللواء الركن سعيد راشد الشحي، مع عدد من قادة القوات البرية السابقين وكبار ضباط القوات البرية. (وام)
افتتاح نصب الشهيد ومتحف القوات البرية
افتتح الفريق الركن المهندس عيسى سيف المزروعي نائب رئيس أركان القوات المسلحة، يرافقه اللواء الركن صالح بن مجرن العامري، قائد العمليات المشتركة، واللواء الركن سعيد راشد الشحي، قائد القوات البرية، نصب الشهيد التذكاري تخليداً لذكرى شهداء القوات البرية البواسل، البالغ عددهم 62 شهيداً وقدموا أروع صور التضحية والفداء في سبيل رفعة الوطن والذود عن حياضه والحفاظ على أمنه واستقراره.
ثم وضع نائب رئيس أركان القوات المسلحة، إكليلاً من الزهور أمام نصب الشهيد، وتفقد عدداً من صنوف الأسلحة والآليات والمعدات العسكرية والتجهيزات الخاصة بالقوات البرية، واستمع إلى شرح موجز عنها وطبيعة استخداماتها وتنفيذها للعمليات العسكرية المتنوعة في البيئات والأحوال كافة.
بعد ذلك توجهوا لافتتاح متحف القوات البرية، الذي يهدف الى التعريف بتاريخها ونشأتها وتطورها، ويضم أقساماً عدة، منها ما يحكي عن الماضي، ويشمل بدايات نشأتها، ما قبل توحيد قواتنا المسلحة، ويضم مختلف الآليات والمعدات والأسلحة والملابس والأوسمة والميداليات والشعارات التي استخدمت في تلك المراحل. تليها مرحلة ما بعد التوحيد (1976)، حيث شمل هذا القسم المقتنيات نفسها التي استخدمت في السابق، فضلاً عن صور القادة والآباء المؤسسين الذين أسهموا في إرساء توحيد قواتنا المسلحة. بعد ذلك تأتي أهم المشاركات الخارجية لقواتنا المسلحة والأعمال الإنسانية والبطولية التي عكسها أفراد قواتنا وضباطها في مختلف بقاع العالم. أما الأقسام الأخرى، فجسدت أهم الأحداث والمناسبات للقوات البرية محلياً وإقليمياً ودولياً، والأدوار المشرّفة لقواتنا المسلحة، بشكل عام، والقوات البرية على وجه الخصوص؛ وضم القسم الخاص بالمستقبل الدفاعي للقوات المسلحة صور المستقبل العسكري العالمي وابتكاراته، والرؤية البعيدة المدى. كما ضم مدخل المتحف صور أصحاب السموّ الشيوخ، ولوحة الشرف لقادة القوات البرية، وصور الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل عزة الوطن والدفاع عنه.
