عادي
تحويل أنظمتنا الغذائية العالمية

برنامج الأغذية العالمي: «إكسبو دبي» فرصة لإجراءات جريئة

23:28 مساء
قراءة 5 دقائق
إكسبو 2020 دبي
دبي: حمدي سعد

 


  • 270 مليون شخص يعانون حالياً انعدام الأمن الغذائي الحاد
  • أكثر من مليار طن من الغذاء يُفقد أو يُهدر سنوياً
  • 10 مليارات شخص بحاجة للطعام خلال 30 عاماً مقبلة
  • ثلاث مشكلات نظامية عميقة تواجه ملايين الجوعى
  • توفير حوافز للمنتجين والموزعين يعزز الإنتاجية والدخل

نحو 6 أشهر تقريباً، تفصلنا عن انطلاق «إكسبو 2020 دبي»، الحدث الدولي الذي يُقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا في تاريخه الممتد منذ نحو 170 عاماً، والذي يأتي في وقت مملوء بالتحديات التي تواجه العالم، ما يجعله أكثر أهمية من أي وقت مضى، لما له من قوة وتأثير في وضع حلول لبعض من أبرز هذه التحديات الملحة عبر جمع دول وشعوب العالم حول الأهداف المشتركة للإنسانية وتعزيز التعاون والإلهام بأفكار مبتكرة تُسهم في بناء مستقبل أفضل للجميع.
ومن هذه التحديات، ما يرتبط بالأمن الغذائي والزراعة وسبل العيش، ولأن الهدف الرئيسي من «إكسبو 2020 دبي» هو حشد الطاقات القادرة على ابتكار حلول ناجعة لأبرز تحديات العصر من خلال الحوار والتعاون تحت شعار «تواصل العقول وصُنع المستقبل»، فقد كان هذا الموضوع ضمن المحاور التي يركّز عليها الحدث الدولي في برامجه ومبادراته وفعالياته، ومن بينها محادثات إكسبو، التي نظّمها «إكسبو 2020 دبي» الشهر الماضي تحت عنوان «محادثات إكسبو: الغذاء والزراعة وسبل العيش».
وفي إطار هذه المحادثات، وهي الأخيرة في سلسلة من 10 محادثات تتناول موضوعات متخصصة تمهيداً لمناقشتها بشكل موسع أثناء الحدث الدولي الذي يقام في الفترة من 1 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 إلى 31 مارس/ آذار 2022، استضاف «إكسبو 2020 دبي» جلسة بعنوان «من المزرعة إلى مائدة الطعام: إنشاء نظام غذائي مرن»، عُقدت بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، لاستكشاف بعض الممارسات والتقنيات المبتكرة اللازمة لتغيير الطريقة التي ينتج بها العالم الغذاء وينقله، ويستهلكه، ويتخلص منه، وسلطت أيضاً الضوء على أهمية التعاون في هذا المجال.

إجراءات جريئة

أمير عبدالله

وعبّر أمير عبدالله، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، في تصريحات خاصة لـ«الخليج» عن أهمية دور «إكسبو 2020 دبي» في جمع المؤسسات الدولية والأطراف الأخرى المعنية بهذا الموضوع من أجل إحداث نقلة نوعية في نظم إدارة الغذاء في العالم قائلاً: «نحن في برنامج الأغذية العالمي ننتظر بفارغ الصبر إكسبو الدولي هذا العام باعتباره فرصة مهمة أخرى للشركاء للالتقاء والالتزام باتخاذ إجراءات جريئة لتحويل أنظمتنا الغذائية العالمية».
وفي هذا الصدد، أشار عبدالله إلى أن نهج برنامج الأغذية العالمي يعتمد على التعاون الناجح مع نظام بيئي للشركاء، بما في ذلك دولة الإمارات، موضحاًأن البرنامج يعمل معها «لتجميع نقاط القوة وتبادل الخبرات وتعزيز الابتكار».

النظم الغذائية المعيبة

وأضاف «مع بقاء أقل من 10 سنوات، لا تزال العديد من أهداف التنمية المستدامة الـ17 بعيدة المنال، في كثير من الحالات، وتكون النظم الغذائية المعيبة أو المعطلة جزءاً من المشكلة. ولا يمكننا إضاعة الوقت.. اليوم، أصبح الكثير من النظم الغذائية سريعة التحول في العالم هشاً أو معيباً أو معطَّلاً، حيث تفشل تلك النظم في تحقيق الأمن الغذائي للجميع، كما تتسبب تلك النظم بتدهور البيئة الطبيعية للأجيال القادمة، ويتعطل بعضها بسبب الصدمات البيئية».

وقال: «حقيقة أن 690 مليون شخص يذهبون إلى الفراش وهم جوعى بشكل روتيني، هي دليل على فشل العديد من النظم الغذائية.. لقد كانت جائحة «كوفيد-19» بمثابة جرس إنذار، ففي ظل تداعيات الجائحة غير المسبوقة، يُقدّر برنامج الأغذية العالمي أن عدد الأشخاص في جميع أنحاء العالم الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد - الجوع الذي يهدد الحياة - قد تضاعف تقريباً، إلى 270 مليون شخص».

الصورة
الغذاء

وأشار إلى أن أكثر من مليار طن من الغذاء يُفقد أو يُهدر كل عام، على الرغم من أن مستويات الجوع في العالم آخذة في الارتفاع مرة أخرى. كما أن الطلب على النظم الغذائية العالمية آخذ في الازدياد، متوقعاً أن تحتاج النظم الغذائية إلى إطعام 10 مليارات شخص على مدى الـ30 عاماً القادمة مع تحمل آثار تغير المناخ وحماية الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

الإدارة المرنة

وأوضح أن النظم الغذائية المرنة عالية الأداء توفر الأمن الغذائي والتغذية للجميع «من خلال دعم إنتاج الأغذية وتحويلها واستهلاكها بكفاءة وإنصاف وعلى نحو يمكن التنبؤ به وبشكل مستدام»، مشيراً إلى أن «هذه النظم توفر أيضاً حوافز وعائدات كافية للمنتجين والموزعين، وتقدم طعاماً كافياً وآمناً ومغذياً بأسعار في متناول اليد للمستهلكين، وتدعم التحول الهيكلي الشامل للاقتصادات، ما يعزز الإنتاجية والدخل اللذين يُحدّان من الفقر والجوع، وتجعل هذه الاقتصادات قادرة على تحمّل الصدمات والضغوط بشكل فعال».

الخطوط الأمامية

وقال عبدالله: إن برنامج الأغذية العالمي يعمل على الخطوط الأمامية لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، حيث ما زالت النظم الغذائية تبعد كثيراً عن تلك الخطوط، مشيراً إلى أن السكان في هذه الأماكن يواجهون 3 مشكلات نظامية عميقة، وهي: «الميل الأخير»، في إشارة إلى عزلة العديد من المجتمعات الفقيرة التي لا تستطيع تحمل تكاليف الغذاء المتاح لها ؛ و«السنة السيئة»، عندما تكون الإمدادات الغذائية محدودة، غالباً بسبب ضعف المحاصيل؛ و«عام الخير»، حيث يمكن أن تتسبب القدرة غير الكافية لتخزين وتسويق ونقل الفوائض الغذائية بالتلف والهدر. وأكد أهمية النظم الغذائية وتحسين أدائها على النحو الذي يجعلها أكثر شمولاً وكفاءة واستدامة ومرونة من أجل القضاء على الجوع بحلول عام 2030.
وتابع: «على أرض الواقع، يستفيد برنامج الأغذية العالمي من خبرته ومعرفته ومدى وصوله لتحسين أداء النظم الغذائية من خلال معالجة مشاكلها من جذورها، ويتعلق جزء كبير من هذا العمل بضمان الوصول إلى غذاء كافٍ وصحي، وفي كل عام، يدعم برنامج الأغذية العالمي أكثر من 100 مليون شخص في أنحاء العالم لتلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية - والكثير من هؤلاء يكونون مستبعدين من النظام الغذائي تماماً من دون دعم البرنامج».
وأكد أن البرنامج يشجع بقوة التقنيات والممارسات التي تساعد المجتمعات التي تعاني انعدام الأمن الغذائي على توقع آثار تغير المناخ والتكيف معها وتعزيز مرونتها في مواجهة الصدمات، ويساعد الشركاء على توقع المخاطر واتخاذ التدابير المناسبة للتخفيف من تأثيرها في النظام الغذائي من خلال أنظمة الإنذار المبكر وبرامج التأمين المرتبطة بالطقس.

أفضل الممارسات

ويدعم «إكسبو 2020 دبي» أيضاً مشروعات تقدم حلولاً مبتكرة لبعض من هذه التحديات، ومن بينها ما يرتبط بالزراعة والأمن الغذائي، عبر برنامجي أفضل الممارسات العالمية، وإكسبو لايف.
ومن بين المشروعات المرتبطة ارتباطاً مباشراً بالزراعة والغذاء، والتي يدعمها برنامج أفضل الممارسات العالمية، مشروع خدمة المزارع الرقمية من «إيسوكو» في غانا، وهدفه تسهيل الوصول إلى أحدث المعلومات الزراعية والخدمات المالية الرقمية وتحقيق شفافية في سلاسل القيمة الزراعية، عبر تقديم محتوى زراعي محلي غني، ومعلومات عن السوق للمزارعين عبر الهواتف. ومن بين المشروعات المنضمة للبرنامج أيضاً مشروع «بلاس سكول منيوز» التابع لبرنامج الأغذية العالمي، والذي يعمل على تحسين قوائم طعام المدارس باستخدام الخوارزميات عبر تطبيق على الإنترنت يحسب قوائم الطعام المدرسية الأقل كلفة، والتي تتوافق مع المتطلبات الغذائية والموارد المحلية.
ويدعم برنامج منح الابتكار المؤثر من إكسبو لايف أيضاً عدداً من المشروعات المرتبطة بالأمن الغذائي والزراعي، ومن بينها مشروع «ديزرت كونترولز» الذي يعالج مشكلة التصحر عبر تقنية عبارة عن مزيج مبتكر من الماء والطين يُحوّل التربة الرملية الجافة إلى أرض صالحة للزراعة. هناك أيضاً مشروع «سكند هارفست اليابان» الذي يعمل على التغلب على العقبات في مجال التبرع بالغذاء.
وفي دولة الإمارات، يدعم إكسبو لايف المركز الدولي للزراعة الملحية الذي يقدم أنظمة زراعية تزيد الإنتاج وتقلل التأثيرات المضرّة في المناطق ذات التربة الملحية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"